شارف شهر تشرين الأول للتوعية بخطورة سرطان الثدي على الانتهاء، وتبقى الوقاية والنصائح الغذائيّة والصحيّة دائمة وضرورية في الحياة اليومية لكلّ سيدة.
وكما بات معروفاً تؤدّي التغذية دوراً مهمّاً ورئيسيّاً في زيادة المخاطر، أو في تقليل نسبة الإصابة بسرطان الثدي.
ويجد الباحثون أن النظام الغذائيّ مسؤول عن 30-40% من أنواع السرطانات المعروفة، لذلك قد تكون خياراتك الغذائية عاملاً من عوامل الخطر التي يمكن تفاديها بكلّ بساطة.
في هذا الصدد، توضح اختصاصية التغذية داليا حرب لـ"النهار" بأن "نتائج الأبحاث العلمية تشير إلى أن النشاط البدني والنظام الغذائي المتوازن والوزن الصحيّ يمكن أن تساعد على التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ولاحظت مجموعة كبيرة من الدراسات والأبحاث العلمية التأثير الإيجابي لاتّباع حمية البحر الأبيض
المتوسط (Mediterranean Diet) على أمراض القلب، السكريّ، السمنة والسرطان، إذ أثبتت أنّها تُقلّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بفضل غناها بمضادات الأكسدة، التي تحمي الخلايا من الجذور الحرّة".
نواجه الكثير من الأسئلة والشكوك حول بعض المأكولات وفاعليتها في الوقاية أو التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ولكن ما مدى صحتها؟
هل فول الصويا آمن؟
تؤكّد الاختصاصية حرب أن الدراسات الأخيرة أثبتت أن الأطعمة التي تحتوي على فول الصويا مثل التوفو وحليب الصويا والأدامامي لا تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان، بل يُمكنها أن تقلّل من احتمالات عودة المرض في حال تناولها باعتدال.
هل يجب عليك الامتناع عن السكر؟
إجمالاً يغذّي السكر كلّ خلايا الجسم لا الخلايا السرطانيّة فقط؛ فلن تُسبّب ملعقة سكّر في يوم واحد نمو الخلايا السرطانية بسرعة، ولكن في حال واظبت على استهلاك السكّر من دون مراقبة كميّة السكّر في نظامك الغذائيّ، فأنت معرّض للإصابة بالسّمنة وبأمراض أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
لذلك يمكن استبدال السكّر الأبيض بالبدائل الصحيّة كالعسل والدّبس، والابتعاد عن المنتجات الغنية بالسكّر كالخبز الأبيض، الكعك، المعكرونة البيضاء، الأرز الأبيض، والاستعاضة عنها بحبوب القمحة الكاملة، كخبز القمح الكامل، الأرز الأسمر والحبوب.
تناول الحبوب الكاملة
تحتوي هذه الأطعمة على مغذّيات تسمّى المواد الكيميائية النباتية (phytochemical) التي تحمي الخلايا من التلف، الذي قد يؤدّي إلى خطر الإصابة بالسرطان. توجد في القمح، الشعير، الشوفان، الذرة، البرغل والأرز الكامل.
العلاقة بين الكحول وسرطان الثدي
تُشير حرب إلى أنّ "الكحول تزيد من هرمون الأستروجين في الجسم، ممّا يثير مخاوف بشأن الأورام الحسّاسة لهذا الهرمون. في المقابل، أظهرت الأبحاث العلميّة أن احتساء الكحول باعتدال يعود بالفوائد، وبالتالي، تناول كأسين في الأسبوع يُعتبر جيّداً.
هل المأكولات العضويّة أفضل؟
وجدت إحدى الدراسات العلميّة صلة بين هذه المنتجات وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، هذا لا يعني عدم تناول الأطعمة غير العضوية. تبقى القاعدة الأساس هي الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات وغسلها جيّداً لإزالة بقايا أيّ موادّ كيميائيّة. يحتاج الجسم للحصول على الفيتامينات والمعادن الموجودة في الفواكه والخضراوات، لذلك احرص على أن تكون حاضرة في صحنك اليوميّ.
حقائق عن الدهون
كشفت الدراسات عن أهمية الحدّ من الدهون المشبعة والدهون المتحوّلة - الموجودة في اللحوم العضوية (سلامي، سجق، هوت دوغ…)،المعلبات، الزبدة، الأجبان الصفراء، الحلويات العربية، والأطعمة المقليّة، الصلصات الجاهزة، والوجبات السريعة. لذلك، تنصح حرب باختيار اللحوم الخالية من الدهون المشبعة كالأسماك، الدجاج من دون الجلد، اللحوم الخالية من الدّهن، الأجبان البيضاء، الحلويات المنزلية، زيت الزيتون، المكسّرات النيئة والأفوكادو.
لماذا الألياف؟
توضح حرب بأن "العديد من الدراسات أظهرت أنّ أيّ نظام غذائيّ غنيّ بالألياف لديه دور فعّال في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وتعتبر الحبوب الكاملة، الفواكه،الخضراوات والبقوليات غنية جداً بالألياف، وعليك استهلاكها يومياً.
فيتامين د
تشير الدراسات إلى وجود صلة بين المستويات المنخفضة من هذه المغذّيات وزيادة فرص الإصابة بسرطان الثدي. وقد يلعب هذا الانخفاض دوراً في نمو الأورام السرطانية. لذلك، لتعويض هذا الفيتامين، ليكن الحرص شديداً على تناول المأكولات الغنية أو المدعّمة بالفيتامين "د" مثل المأكولات البحرية، الحليب ومنتجاته، والتعرّض لأشعة الشمس.
الفلافونويد flavonoids
يعدّ البصل، البروكولي، التوت على أنواعه، والخضراوات الورقيّة غنية بالمواد الكيميائية النباتية (الفلافونويد) التي تقلّل من خطر الإصابة.
الكاروتينات carotenoids
هذا نوع آخر من المواد الكيميائية النباتية الموجودة في الأطعمة النباتية، والتي تقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. يمكنك الحصول عليه من الخضراوات الخضراء الورقيّة والفواكه ذات اللون البرتقاليّ والأصفر كالبطاطا الحلوة، الشمام، اليقطين، والقرع بالإضافة إلى الخضراوات الورقية.
مركّبات فينولية phenolic compounds
تشير الدراسات إلى أن هذه الأنواع من المواد الكيميائية قد تقلّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهي موجودة في الثوم، والشاي الأخضر، وفول الصويا، وبذور الكتان. وتشمل الفواكه والخضراوات التي تحتوي عليها البروكلي والملفوف والطماطم والباذنجان.
تشدّد حرب على كيفية الطهو بطريقة صحيّة، وينصح دائماً بالشوي أو السّلق عوض القلي. أما بالنسبة إلى نمط الحياة، فمن المهمّ اتّباع نظام غذائي من قبل اختصاصيّة التغذية، وشرب كميّة كافية من الماء، وممارسة الرياضة يوميّاً لمدّة لا تقلّ عن 30 دقيقة.
لا تنسي أن الفحص المبكر، ومتابعة الفحوصات الطبية بشكل دوري، ممّا يزيد من الكشف المبكر وفرصة الشفاء.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
