الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

أدوية غير شرعيّة وتلاعب بالأسعار: إحالة 35 صيدليّة إلى المجلس التأديبيّ

المصدر: النهار
أدوية.  (أرشيف)
أدوية. (أرشيف)
A+ A-

منذ أن أخذت بعض الصيدليات تتلاعب بأسعار الأدوية وتبيعها بسعر أعلى من مؤشر أسعار الأدوية الصادر عن وزارة الصحّة، بدأت المعركة الصحيّة تأخذ منحىً مختلفاً.

صحّة المواطن تحوّلت بفعل الأزمة الاقتصادية سلعة تجارية تدرّ الأموال من دون حسيب أو رقيب. تضرب وزارة الصحّة مع نقابة الصيادلة ضربتها ثم تعاود الاختفاء، فيمرح المخالفون وسط الفوضى ويهدّدون صحّة المواطن الذي يئنّ لإيجاد الدواء.

انتشرت الصيدليات والمستوصفات غير الشرعية كالفطر، شكّلت الأزمة الاقتصادية وغياب الرقابة تربة صالحة لظهورها وانتشارها في مختلف المناطق. وبما أن الإحصاءات والأرقام الرسمية غائبة، لا أرقام دقيقة عن عدد الصيدليات والمستوصفات غير الشرعية في لبنان، وما يعرفه المعنيّون أنها موجودة وخطرها كبير.

في أيار، أقفلت وزارة الصحّة صيدلية في منطقة البوشرية العقارية - قضاء المتن، بالشمع الأحمر، بموجب القرار رقم 23/1/282 الصادر عن وزير الصحّة العامة، وذلك بعدما ثبت ارتكاب الصيدلي العديد من المخالفات المهنية والمسلكية، من أبرزها، التلاعب بأسعار الأدوية وبيعها بسعر أعلى من مؤشر أسعار الأدوية الصادر عن وزارة الصحّة العامة.

وأكدت وزارة الصحّة أن أيّ صيدلية لا تلتزم بالأسعار الصادرة عنها وتتلاعب بأسعار الأدوية ستتعرّض للملاحقة القانونية وتنفذ بحقها أشدّ العقوبات.

نسمع بين الحين والآخر عن إحالة صيدلية إلى المجلس التأديبي، كما نسمع باختلاف الأسعار لنفس الدواء بين الصيدليات، لكن مَن يراقب صحّة المواطن وكيف له أن يعرف أنه يشتري من صيدلية موثوقة وشرعية؟

يؤكد نقيب الصيادلة جو سلوم في حديثه لـ"النهار" أن "سلطتنا محصورة بالصيدليات الشرعية، فيما متابعة الصيدليات والمستوصفات غير الشرعية من مسؤولية ومهام وزارة الصحّة. ومع ذلك، نتعهد كنقابة بمواصلة التفتيش على الصيدليات دورياً، ولقد أحلنا 30 إلى 35 صيدلية إلى المجلس التأديبي لأنها كانت تبيع أدوية غير شرعية تحت ذريعة تأمين أدوية للمرضى أو غير ملتزمة بالسعر الرسمي للدواء".

ولا يُبرّر سلوم أيّ "خطوة أو ذريعة تتحجّج بتأمين صيدلية أدوية غير شرعية للمريض، وبالنسبة لنا إن كان الدواء مقطوعاً، فعلى المريض تأمينه من الخارج وبطريقته الشخصية لأن تأمين الدواء عبر التجّار يرفع خطر أن يكون مزوّراً".

3400 صيدلية شرعية مقابل رقم مجهول لعدد الصيدليات والمستوصفات غير الشرعية. برأي نقيب الصيادلة "المعركة بدأت داخل البيت حيث توجّهنا إلى كل الصيدليات المخالفة واتخذنا يحقها الإجراءات اللازمة وأُحيلت على المجلس التأديبي، ولا سلطة لنا على المستوصفات والصيدليات غير الشرعية".

وأضاف: "غداً ستُطلق حملة الالتزام بالتسعيرة الرسمية والدواء الشرعي عبر ملصق يوضع على كل صيدلية مع تعهّد من الصيدلية بصرف الدواء الشرعي وبالتسعيرة الرسمية الصادرة عن وزارة الصحّة". ويأمل سلوم "من السلطات المعنية اتخاذ الخطوات اللازمة بحق الصيدليات والمستوصفات والدكاكين غير الشرعية الموجودة في كل مكان، لأنها تعرّض صحّة المواطن للخطر".

وعن أسباب انتشار هذه الصيدليات والمستوصفات غير الشرعية بهذه الكثرة في الآونة الأخيرة، يرى رئيس حملة "الصحّة حق وكرامة" الدكتور إسماعيل سكرية أن "فلتان أسعار الأدوية ونوعية الدواء في ظل غياب المختبر المركزي وغياب الرقابة يؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة كالفطر. نحن نتحدث عن موضوع تجاري بحت يدرّ أموالاً على أصحابها".

ولا يُخفي سكرية أن هذه الظاهرة كانت موجودة في السابق، إلا أنها استفحلت اليوم كثيراً نتيجة الأزمة والفوضى وغياب الرقابة المطلقة.

ملفات كثيرة ودعاوى ما زالت معلقة من دون صدور حكم أو قرار قضائي فيها، وهذا ما يعزز الفلتان الحاصل في القطاعات ومنها القطاع الصحّي، حيث تبقى كل الشكاوى في الأدراج ولم يصدر أي حكم ببعض القضايا وأهمّها وفق سكرية "ملف حقنة السرطان Taxotere المقدّم منذ عام 2007 ولم يصدر بعد أيّ حكم فيه، وفي عام 2008 حوّلت على التفتيش قضيّة الأدوية الهندية ومنى بعلبكي ولم يصدر أي شيء حتى الساعة، وغيرها من الملفات الصحّية".

تطول اللائحة من دون أن نلمس على أرض الواقع أيّ محاسبة، ويرى سكرية أنه "عندما كنت أتقدّم وأرفع الصوت من دون تحريك أيّ ساكن أو حدوث ردود فعل من جهة سياسية أو حزبية أو دينية أو رسمية، فليس مستغرباً أن نصل إلى هذا الواقع وتكرار هذه الحوادث. الأحزاب كاذبة ترفع شعارات ولا شيء على أرض الواقع، الدولة فاشلة ومجلس نواب شاهد زور على القضايا الصحّية".

ولكن ماذا عن مخاطر هذه الصيدليات غير الشرعية؟ يعترف سكرية بأن خطرها كبير "لأننا أولاً نجهل صفة الشخص الذي يدير الصيدلية، ثانياً أن الأدوية الموجودة في هذه الصيدليات لا نعرف مدى نوعيتها وجودتها وبعضها غير مسجّل رسمياً في وزارة الصحّة، وثالثاً حتى الأدوية المسجّلة في ظلّ غياب مختبر مركزي تُشكّل خطراً على صحّة المواطن. ولذا، مخاطرها واضحة ونسمع بين الحين والآخر عن مضاعفات أو آثار عند مريض، بالإضافة إلى تراجع فعالية هذه الأدوية وأحياناً تُسبب ردود فعل".

وأمام هذا الواقع، "نحن بحاجة، كما يقول سكرية، إلى قرار وطني كبير غير موجود، وفي ظل هذا النظام وهذا المناخ السياسي يستحيل تغيير هذا الواقع".

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم