وافق مسؤولو الصحة الفديراليون في الولايات المتحدة على أول حبة دواء تهدف تحديداً إلى علاج الاكتئاب الشديد بعد الولادة، وهي حالة تؤثر على آلاف الأمهات الجدد كل عام.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية "إف دي أي" إن حبة زورانولون، التي تباع تحت الاسم التجاري زورزوفا، قد تمت الموافقة عليها كعقار يؤخذ مرة واحدة يوميا لمدة أسبوعين.
وأوضحت أنه حتى الآن، كان علاج اكتئاب ما بعد الولادة متاحاً فقط عن طريق الحقن في الوريد.
وقالت شركتا تصنيع الأدوية سايج ثيرابوتيكس وبيوجين، وفق "بي بي سي" إنه من المتوقع أن تكون الحبة متاحة في وقت لاحق من هذا العام. ولم يتم الإعلان عن سعرها.
وعلى غرار أشكال الاكتئاب الأخرى، يمكن أن تشمل عوارض اكتئاب ما بعد الولادة الحزن، فقدان الطاقة، الأفكار الانتحارية، انخفاض القدرة على الشعور بالمتعة أو ضعف الإدراك، وفقا لإدارة الغذاء والدواء.
وتوصلت دراسة إلى أن واحدة من كل سبع نساء تعاني من عوارض اكتئاب ما بعد الولادة في الولايات المتحدة.
وقالت رئيسة قسم الطب النفسي في مركز تقييم الأدوية والأبحاث التابع لإدارة الغذاء والدواء تيفاني فارتشيوني، إن "اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة خطيرة ومهددة للحياة، حيث تعاني النساء من الحزن والذنب وانعدام القيمة، و التفكير في إيذاء أنفسهن وأطفالهن في الحالات الشديدة".
ولأن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يعطل الرابطة بين الأم والرضيع، فقد يكون له أيضا عواقب على النمو البدني والعاطفي للطفل، وفق فارتشيوني.
وأضافت أن الحصول على دواء عن طريق الفم سيكون مفيداً لكثير من النساء "للتعامل مع المشاعر الشديدة، والتي تهدّد الحياة في بعض الأحيان".
وأظهرت التجارب السريرية أن حبوب منع الحمل ساعدت في شكل كبير في تقليل عوارض الاكتئاب في غضون ثلاثة أيام. وقالت "إف دي أي" إن تأثير الدواء بقي بعد أربعة أسابيع من آخر جرعة.
وأشارت إلى أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لدى تناول زورزوفا، يمكن أن تشمل النعاس والدوخة والإسهال والتعب ونزلات البرد والتهاب المسالك البولية.
وقالت الإدارة إن إرشادات استخدام الحبة الجديدة تحتوي على تحذير من أنه يمكن أن تؤثر زورزوفا على قدرة الشخص على قيادة السيارة وأداء أنشطة أخرى يحتمل أن تكون خطرة. وينصح المرضى بعدم القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة لمدة 12 ساعة على الأقل بعد تناول الحبة.
وسعت شركتا سايج ثيرابوتيكس وبيوجين أيضا للحصول على الموافقة على استخدام زورانولون لعلاج اضطراب الاكتئاب الحاد، أو الاكتئاب السريري. ورغم ذلك، قالت "إف دي أي" إن الدواء لم يقدّم دليلا جوهريا على الفعالية، وقالت إن هناك حاجة إلى دراسات إضافية.