في العام 2017، سقط ستان نيكولاس، البالغ من العمر 66 سنة، على الأرض ولم يعد يستطيع النهوض. لم يكن قبل ذلك يشعر بشيء، لكن في تلك الليلة لم يعد قادراً على النهوض مجدداً. ظنّ أنه سيبقى عاجزاً طيلة حياته، إلا أنه بفضل الطب، تمكن من التحدي، والخضوع لعلاج يعتبر الأول من نوعه لاستعادة حركته.
فمنذ اللحظة التي أصيب نيكولاس فيها بجلطة دماغية، تضرر جزء كبير من الدماغ، وتحديداً موت الجهة اليمنى بالكامل، بسبب فقدان دفق الدم عبر أحد الأوعية الدموية الأساسية في الدماغ، وما لبث ذلك أن أثّر على الجهة اليسرى من جسمه.
رغم العلاجات الفيزيائية المكثفة التي خضع لها بجهد، وقدرته على استعادة الحركة قليلاً في كتفه وكوعه والسير لوحده ولو ببطء، إلا أنه بقي عاجزاً تماماً عن تحريك يده، وتحديداً معصمه صعوداً ونزولاً أو فتح يده.
بعد أشهر عديدة من العلاج الفيزيائي، بقيت حالته ثابتة من دون إحراز المزيد من التقدم. أبلغه الأطباء أنهم لا يتوقعون أن يتمكن من استعادة المزيد من وظائفه. ولكن كانت المفاجأة في مكان آخر، بعد مرور 3 سنوات على إصابته بالسكتة.
فقد عرض عليه جرّاح الأعصاب أندريه ماتشادو في كليفلاند كلينيك التطوع ليكون أول شخص في العالم يزرع جهازاً يبلغ حجمه 103 ميليمترات، في الدماغ والصدر ليستعيد الوظائف التي تضررت بسبب الجلطة.
فقد عمل فريق من الباحثين على تطوير هذه التقنية التي تقضي باستخدام جهاز لتحفيز الجزء المسؤول عن حركة اليدين والمشي والتوازن في الدماغ، على العمل بشكل طبيعي، حتى في الأجزاء التي تضررت بسبب الجلطة. هذه التقنية تقضي بزرع إلكترود في أسفل الدماغ من الخلف ويتصل بسلك مع جهاز زرع تحت الجلد في الصدر.
تحمس نيكولاس للموضوع. وبعد خضوعه للعديد من جلسات العلاج الفيزيائي، أجريت له الجراحة. وبعد مرور أشهر، تأكدت نتائج الجراحة الناجحة، وتبين أن الجهاز كان يعمل وقد بدأ يساعده على استعادة القدرة على الحركة، وإنجاز مختلف المهام في المنزل وعلى المشي بسهولة والعيش بمفرده.
بعد ذلك، تقرر نزع الجهاز ولم يعد يحتاج إلى العلاج الفيزيائي، واستمر بالتحسن حتى أصبح قادراً على عزف الغيتار مجدداً، وكان حلمه أن يعود إلى العزف على خشبة المسرح.
اشارة الى أن مجموعة الباحثين تعتقد أن هذه الخطوة الطبية واعدة وقد تفيد أشخاصاً آخرين تعرضوا لجلطة، عبر حصولهم على نفس النتيجة ولو بعد سنوات عديدة من تعرضهم لها.
يذكر أن الجلطة تعتبر المسبب الخامس الأكثر شيوعاً للوفاة في الولايات المتحدة الأميركية. ونشرت نتائج هذه الخطوة الطبية الواعدة في صحيفة Journal Nature Medicine.