أصبحت ابنة الثماني سنوات أوّل شخص في بريطانيا يخضع لعملية زرع أعضاء، من دون الحاجة إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة لبقية حياتها.
حصلت أديتي شانكار، والتي تعاني من حالة وراثية نادرة، على كلية جديدة ونخاع عظميّ من والدتها ديفيا.
ولأنّها خضعت لعملية زرع جذعية، وذلك بواسطة النخاع العظميّ، فقد تمكّنت من التخلّص من مثبطات المناعة بعد شهر من تلقّي العضو الجديد.
وقام الأطباء في مستشفى غريت أرموند ستريت في المملكة المتّحدة، بعمل جبّار حيث تمكّن جسد الفتاة من تقبّل الكلية الجديدة واعتبرها جزءًا منه.
وتعتبر مثبطات المناعة جزءاً أساسياً من حياة مرضى زرع الأعضاء، وذلك لأنّها تمنع الجسم من رفض العضو الجديد.
وعلى الرغم من أنّها توفّر وظيفة حيوية، إلّا أنّها تعمل عن طريق تثبيط جهاز المناعة في الجسم. وبالتالي، فإنّ أيّ شخص يتناولها يكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى من بين مضاعفات أخرى، وفق ما نشر موقع "سكاي نيوز". وأُحيلت الفتاة إلى مستشفى غريت أرموند ستريت عندما كانت في الخامسة من عمرها، واكتشف الأطبّاء أنّها تعاني من حالة تسمّى خلل التنسّج العظميّ المناعيّ، الذي يؤثّر على جهاز المناعة وعمل الكليتين.
وفي المملكة المتّحدة، يؤثّر هذا المرض على طفل واحد من بين كلّ ثلاثة ملايين طفل.
وأفاد البروفيسور ستيفن ماركس، وهو اختصاصيّ كلى الأطفال في مستشفى غريت أرموند ستريت، إنّ الحالة المناعية الأساسية التي تعاني منها أديتي كانت تعني في البداية أنّها "لن تستطيع إجراء عملية زرع كلية".
ولكن بفضل العمل مع زملاء عالميين، تمكّنت فرق زراعة الكلى والمناعة والخلايا الجذعية في مستسفى غريت أرموند ستريت من وضع خطّة للعلاج.
وأضاف البروفيسور ماركس: "كان من الضروريّ علاج نقص المناعة لديها عن طريق الحصول على نخاع عظم والدتها أوّلاً، ولأنّ أديتي كانت قادرة على تقبّل نخاع عظم والدتها، فهذا يعني أنّ جسدها سيعتبر أنّ كلية والدتها هي جزء منه". "وبعد شهر من عملية الزرع، تمكنّا من إزالة جميع مثبطات المناعة لديها، وهذا يعني أنّها لن تعاني من الآثار الجانبية للأدوية".
وفي العام الماضي، أمضت الفتاة أديتي، التي تحبّ اللعب والتسلية، معظم وقتها في المستشفى لتلقّي علاج غسيل الكلى، وهو العلاج الذي يزيل الفضلات والسوائل الزائدة من الدم عندما تتوقّف الكلى عن العمل بشكل جيّد. وهي الآن قادرة على السباحة والغناء والرقص والقفز على الترامبولين.
وأعربت والدتها ديفيا عن امتنانها قائلة: "سعيدة لأنّني تمكّنت من التبرّع لها بخلايا الدم والكلية، وهذا الأمر يشعرني بالفخر الكبير".
وقالت أديتي: "أعطتني أمّي خلايا الدم الجديدة، وتمّت عملية زرع الكلى عندما ذهبت إلى الغرفة وأغلقت عينيّ". " ولقد تمكّنت من تخطّي هذا الأمر الآن، ويمكنني أن أذهب إلى السباحة".