تعتبر الممرضة والأم لثلاثة أطفال جنيفر ديفيس، 46 عاماً، أول امرأة تحصل على 3 جرعات من لقاح كجزء من دراسة تجريها كليفلاند كلينك. وتشمل هذه التجربة السريرية 15 امرأة أكملن العلاج الكيميائي ضد نوع معين من سرطان الثدي في السنوات الثلاث الماضية.
في العام 2018، شُخصت ديفيس بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو يُصيب نحو 10 إلى 15 في المئة من حالات سرطان الثدي والذي يمكن أن يعاود الظهور خلال عملية الشفاء.
في المقابل، بدأت التجارب السريرية للقاح الذي تمّ تطويره لمنع الإصابة بالسرطان أكثر من مرة في العام 2021، وقد تلقت ديفيس الجرعة الثالثة والأخيرة في العام نفسه.
في شباط 2018، لاحظت ديفيس كتلة في ثديها وخضعت لخزعة للتأكد من صحتها. وبعد أشهر، ازداد الورم أكثر فقرر الأطباء إجراء فحص خزعة جديد في أيلول 2018. وعندئذ اكتشف الأطباء السرطان وكان من نوع سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وعليه، بدأت ديفيس البحث عن أفضل العلاجات المتاحة، وفق ما نشر موقع "دايلي ميل".
بدأت ديفيس علاجها الكيميائي وخضعت لاستئصال الثدي تلته 26 جلسة من العلاج الشعاعي. كان سرطان الثدي الثلاثي السلبي في المرحلة الثانية، ما يعني انه لم ينتشر بعد في أجزاء أخرى من الجسم.
وقادها ذلك إلى المرحلة الأولى من تجربة كليفلاند كلينك والتي استغرق إعدادها سنوات طويلة، لاختبار سلسلة من الجرعات التي تستهدف بروتين الرضاعة، "ألفا لاكتالبومين".
هذا البروتين موجود في حليب الثدي في مرحلة الحمل والرضاعة، لكنه موجود أيضاً في حالات سرطان الثدي الثلاثي السلبي.
يستهدف اللقاح هذا البروتين في حالة تطور السرطان، إذ يعمل على تحفيز استجابة قوية للجهاز المناعي لمهاجمة الورم ومنعه من النمو.
اليوم بعد مرور 5 سنوات على الشفاء من المرض وعدم ظهور أي علامات لعودة السرطان، تقول ديفيس "لقد غيّر اللقاح حياتي".
لم تظهر اختبارات الدم وفحوص الجهاز المناعي أي علامات عودة أو ظهور آثار جانبية سلبية.
في هذا الصدد، توضح الاختصاصية في أورام الثدي الدكتورة ميغان كروس أن "هناك فترة زمنية بعد تشخيص المريض وعلاجه ليكون مؤهلاً لهذه الدراسة، ولحسن الحظ كانت ديفيس لا تزال ضمن تلك الفئة وأصبحت في الواقع أول مريضة لدينا مسجلة في هذه التجربة والتي عولجت باللقاح".
لا تحتوي خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي على مستقبلات استروجين أو البروجسترون، وهي بروتينات موجودة في خلايا ورم معينة تلتصق بها الهرمونات، ما يسمح للخلايا السرطانية بالنمو والتكاثر.
كما تفتقر النساء في حالة ديفيس إلى كمية كافية من مستقبِل عامل نمو البشرة البشري 2 الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة خلايا الثدي من خلال التحكم في مدى سرعة انقسامها ونموها وإصلاح نفسها.
من جهته، أكد مدير البرنامج في كليفلاند كلينك الدكتور جوستين جونسون والمطور المشارك للقاح أن "الآثار الجانبية كانت خفيفة بشكل عام وعلى رأسها تهيّج في موقع الحقنة".
وأظهرت البيانات أننا نجحنا في تقوية المناعة بهدف محاربة "ألفا لاكتالبومين" عند الأشخاص حتى أولئك الذين تلقوا جرعات أقل.
وتجدر الإشارة إلى أن سرطان الثدي الثلاثي السلبي يُصيب 10 إلى 15 في المئة من حالات سرطان الثدي، إلا أنه يتسبب بوفاة 40 في المئة.
تتحدث ديفيس قائلةً "لم أكن أعلم شيئاً عن هذا النوع من السرطان قبل تشخيصي به، ولكن مع الوقت نتعلم الكثير. هو نوع من سرطان الثدي الذي لا يمكن تناول أي شيء له سواء العلاج المناعي أو غيره، كما أن نسبة تكراره مرتفعة".
النساء اللواتي يخضعن للعلاج بوقت مبكر بعد تشخيص المرض، 91 في المئة منهن لديهن فرصة العيش 5 سنوات على الأقل بعد التشخيص.
أما في حال انتشر السرطان في أجزاء أخرى من الجسم مثل الرئة، العظام، الكبد فتنخفض نسبة البقاء على قيد الحياة إلى 12 في المئة.
يُعرب الرئيس التنفيذي لشركة Anixa Biosciences التي تطور اللقاح الدكتور أميت كومار أنه "في الصيف قد نكون قادرين على القضاء على سرطان الثدي كمرض تماماً كما قضينا على شلل الأطفال والجدري".
وأضاف: "نعتقد أنه خلال السنوات الخمس المقبلة، سيكون هذا اللقاح متوفراً في السوق لحالات نساء مثل حالة جيني ديفيس، اللواتي عانين من سرطان الثدي وهن قلقات من عودته. بعد سنتين إضافيتين، من المفترض أن يصبح متوفراً لكل النساء، حتى النساء اللواتي لم يصبن بسرطان الثدي أبداً، هذا أمر مثير".