النهار

ما علاقة الصيام بعلاج سرطان الثدي؟
المصدر: النهار
ما علاقة الصيام بعلاج سرطان الثدي؟
الصيام لعلاج الآثار الجانبية لسرطان الثدي المتقدم.
A+   A-
أظهرت الدراسات أن ليس ما يأكله الإنسان فقط يمكن أن يساعد على تخفيف العوارض الجانبية المرتبطة بعلاج السرطان، إذ يبدو أن لتوقيت الأكل دوراً أيضاً. 
 
 فالصيام المطوّل ليلاً لأكثر من 12 ساعة يُفيد. وهذا الأمر بإمكانه أن يساعد مرضى السرطان على تخفيف العوارض الجانبية التي يعانون منها أثناء العلاج كالتعب والاكتئاب واضطرابات النوم والقلق.
 
وأثبتت الدراسات أن برامج التمارين الرياضية التي تُجرى تحت إشراف المتخصصين لها فوائد مماثلة للأشخاص المصابين بالسرطان.
 
في التفاصيل، قام المعهد الوطني للسرطان (NCI) بتمويل برنامج الصيام وممارسة التمارين الرياضية بقيمة 4 ملايين دولار، من أجل دراسة إمكانية تحسين نوعية الحياة لدى النساء اللواتي يتلقين علاج سرطان الثدي، واختبار فاعلية الصيام المطوّل والرياضة لديهن.
 
ركّزت الدراسة على نتائج الإرهاق وأمور أخرى بدت واضحة من خلال الهرمونات التي تسرّع تقدّم سرطان الثدي (FastER). وتمت هذه الدراسة بالتعاون بين مركز سيلفستر الشامل للسرطان في كلية الطب بجامعة ميامي مايلر ومعهد دانا-فاربر للسرطان.
 
علاجات سرطان الثدي الجديدة وآثارها الجانبية
 
تسجّل الولايات المتحدة أكثر من 40 ألف حالة وفاة لسيّدات يُعانين من سرطان الثدي المتنقل، أي السرطان الذي انتشر من الثدي إلى مناطق أخرى في الجسم. وفي أغلب الأحيان، تكون النساء في وضع من المعاناة بسبب أورام في هرمونات (+HR).
 
وبحسب رئيسة قسم البحث، د. ترايسي إي كرين، التي تتولى رئاسة برنامج الأبحاث لمكافحة السرطان، فإن علاج الخطّ الأوّل لمرضى سرطان الثدي (+HR) المتقدّم يتضمّن (CDK4/6)، وهو الكيناز المعتمد على السيكلين، بالإضافة إلى العلاج الهرموني، وهذا الأمر سيساعد مريضات سرطان الثدي على العيش لمدة أطول من الممكن.
 
وأضافت:" لكن هناك ثمناً، إذ إن العلاجات الحديثة والأكثر استهدافاً تعتبر سامّة أيضاً".
 
ويمكن أن تسبّب هذه العلاجات حالة من التعب، والانخفاض في مستوى خلايا الدم البيضاء، وعوارض على مستوى الجهاز الهضمي، فضلاً عن ظهور انقطاع في الدورة الشهرية، واضطرابات في المزاج،  وضعف في الدم.
 
 
 
ورأت كرين أننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات، بالرغم من تطور العلاجات، لنتمكن من فهم هذه العوارض أكثر، ولكي نساعد النساء على العيش حياة أطول وأفضل".
 
ومع ذلك، كشفت الدراسات أن نمط الحياة بإمكانه أن يحسّن نوعية الحياة والوظيفة البدنية في مراحل سرطان الثدي المبكرة. لذلك يهدف FastER إلى سد الفجوة من خلال إعادة النظر في كيفية القيام بالتمارين الرياضية والصيام لكي تتمكن المريضات من تحمل العلاج.
 
حقائق عن FastER
 
يدرس الباحثون في سيلفستر ودانا-فاربر مجموعة حالات متنوعة لـ260 امرأة أصبن بسرطان الثدي، وهن بحالة متقدّمة (+HR)، بعد أن بدأن باستخدام CDK4/6 بالإضافة إلى العلاج الهرمونيّ.
 
وسيتم تعيين النساء في الدراسة بشكل عشوائيّ لمدة 12 أسبوعاً في برنامج واحد من أربع مجموعات:
 
- الرعاية الداعمة
 
- الصيام المطوّل في الليل فقط
 
- تمرين تحت الإشراف فقط
 
- الصيام لفترات طويلة في الليل وممارسة الرياضة تحت إشراف اختصاصيين.
 
وسيعمل كل من المشاركين مع مدرّب صحيّ على الأهداف الخاصة بمجموعاتهم. وللمناسبة، سيتلقى المشاركون في المجموعات تمارين شخصية، وتمارين من بعد أيضاً، بشأن القلب من خلال اختصاصيين.
 
وبعد 3 أشهر، أو 6 أشهر، أو 12 شهراً، سيتمكن الباحثون من مقارنة المستويات الآتية:
 
- أن يبلغ المريض عن حالات التعب والاكتئاب والقلق ونوعية الحياة.
 
- الوظيفة والإنشاء البدني، بالإضافة إلى جودة النوم ومستويات الالتهاب في الدم والجسم.
 
وتتمثل هذه الأهداف في فهم تأثيرات التمارين والصيام المطول في الليل على النساء اللواتي يخضعن لعلاج سرطان الثدي المتقدم (+HR).
 
 
اهتمت الباحثة المشاركة في الدراسة، كارمن كالفا، وهي دكتورة في الطب، واختصاصيّة في أورام الثدي، والمديرة المشاركة في برامج مكافحة السرطان في سيلفستر، بالنساء اللواتي يخضعن للعلاج من سرطان الثدي المتقدم، فقالت: "نحن مدينون لمريضاتنا بمواصلة البحث عن طرق فعّالة وجديدة وغير سامّة، ليس فقط لتمديد أعمارهن بل لتحسين نوعية حياتهن.
إن هذه الدراسة ستمكننا من ابتكار طرق فعالة ستدخل في حياة النساء المصابات بسرطان الثدي المتقدّم، والتي تعطينا الأمل أنّ بإمكاننا أن نساهم في تحسين النتائج".

اقرأ في النهار Premium