النهار

حظر 26 نوعاً... هل مازال استخدام قطرات العين آمنًا؟
المصدر: النهار
حظر 26 نوعاً... هل مازال استخدام قطرات العين آمنًا؟
قطرات العين.
A+   A-
 
سلسلة من التحذيرات أطلقتها إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) حول سلامة المنتجات التي تستخدم لعلاج جفاف العين أو تهيّجها، ممّا أثار قلقًا لدى الجمهور وأسئلة للأطباء المختصّين، وفق ما جاء في صحيفة "واشنطن بوست"، التي أكّد أنّ إدارة الغذاء والدواء حذّرت المستهلكين من استخدام أكثر من عشرين مستحضراً لعلاج العين، بعد اكتشافها ملوّثاتٍ بكتيرية تنتشر في منشآت التصنيع.
 
صحيح أن لا إصابات حالياً، لكن المنظّمة كانت أعلنت في وقتٍ سابقٍ من العام الحالي سحب منتجَين من قطرات العين خاليين من الموادّ الحافظة غير المعقّمة، بعد تفشّي عدوى بكتيرية تسبّبت بأربع وفيات و14 حالة من فقدان البصر الدائم.
 
وتقول المنظمة إنّها كثّفت عمليات التدقيق بسبب طبيعة المنتجات التي تُقطر مباشرةً في العين متجاوزةً المراحل الدفاعيّة المسبقة لجسم الإنسان، وفق ما أكّد المتحدّث باسم المنظمة، جيرمي كان، بقوله "إنّنا نراقب أنواعًا معيّنة من المنتجات حالياً أكثر من أيّ وقتٍ مضى".
لكنّه أضاف: "لم نستطع الوصول إلى عددٍ كافٍ من المصانع لإجراء عمليات تفتيشٍ ميدانية".
 
ثم توجه "كان" إلى المستهلكين مطمئنًا إلى أنّ "إدارة الغذاء والدواء لديها معايير صارمة للسلامة والجودة والتصنيع، وتبذل قصارى جهدها للحفاظ على إمدادات الأدوية آمنة".
من جهته، أشار غاري دي نوفاك، الأستاذ السريري لعلم الأدوية في جامعة كاليفورنيا، والخبير في تطوير منتجات طب العيون، إلى أنّ الاهتمام المتزايد قد يكون استجابة لنهاية قيود الوباء و"مزيجاً من قضايا التصنيع وإدارة الغذاء والدواء من أجل السعي لتطبيقٍ أكثر صرامةً للقوانين واللوائح الحالية".
 
 
26 قطرة  في المنطقة المحظورة
 
أصدرت المنظمة تحذيرًا بشأن صلاحية 26 محلولاً دوائيّاً، مشيرة إلى خطورة مكوناتها، في الوقت الذي يستخدمها ملايين الأميركيين لحالات مثل جفاف العين والغلوكوما والحكّة الناجمة عن الحساسية أو تلوّث الهواء.
 
وأشار المتحدث باسم الأكاديمية الأميركية لطب العيون، كريستوفير ستار، إلى أنّ الأنواع الموجودة في السوق آمنة للاستخدام طالما أنّ المنتج لم يُذكر في بيان تحذيريّ جرى نشره، بل شجّع الذين "يعانون من مشكلات صحيّة، سواء أكانت غلوكوما أو جفاف عين، أو أيّ شيء آخر، على الاستمرار في استخدام قطرات العين".
 
في هذا السياق، أوصى المختص في شبكيّة العين، مارك جونسون، المستهلكين باستخدام المنتجات التي تصنعها الشركات الكبيرة، واصفًا إياها "بالآمنة للغاية"؛ فلدى هذه الشركات "بروتوكولات صارمة بحيث يتمّ اختبار كلّ قطعة أمان، ويتم متابعة تعبئتها. لذلك يجب أن يشعر المستهلكون بالراحة عند شراء هذه المنتجات واستخدامها".
 
وشدّد جونسون على أنّ المشكلات الأخيرة حدثت بسبب المنتجات غير المعروفة والشركات الصغيرة التي لا تمتلك اسمًا في السوق، مطمئنًا المستهلكين إلى أنّ "منظمة الدواء والغذاء أولت منتجات العين اهتمامًا أكبر في الأشهر التسعة الأخيرة بسبب ما حدث سابقًا".
 
المنتجات ذات الصلاحية المنتهية
 
ينبغي للمستهلكين سواء أكانوا من المرضى أم من أولياء الأمور عدم الاحتفاظ بالقطرات ذات الصلاحية المنتهية، فيما ينبغي عند شراء هذه المنتجات التحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية.
ويشدّد جونسون على ضرورة "إغلاق العبوة بعد الاستخدام، ومحاولة عدم تلويث الغطاء من غير قصد"، كما يدعو إلى التأكّد "من استخدام التقنية المناسبة عند وضع القطرات" في العين، عبر الإرشاد الآتي: "خذ إصبعك، واسحب الجفن السفليّ، وضع القطرات من دون مساس بين الزجاجة وبشرتك أو رموشك".
 
 
ولفت فيليب يوهاس، الأستاذ المساعد في كلية البصريات بجامعة ولاية أوهايو، إلى أنّ تواريخ انتهاء الصلاحية مهمّة مع قطرات العين، لأن المكوّنات النشطة يمكن أن تتحلّل هي والمواد الحافظة بمرور الوقت.
 
جدير بالذكر أن أعراض التهاب العين تشمل الإفرازات الصفراء والخضراء والشفافة من العين، بالإضافة إلى الألم والانزعاج، والاحمرار، والشعور بأن شيئًا ما في عينك، والحساسية من الضوء وضبابية الرؤية. قد تكون بعض الحالات أقلّ خطورة؛ لذلك يُنصح باستشارة اختصاصي في أمراض العين.
 
وفي ما يخصّ تقارير الإصابة، صرّحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بأنّها لم تتلقَّ أيّ تقارير حول التهابات العين المتعلّقة بتحذيراتها في تشرين الأول، بشأن 26 منتجًا للعناية بالعيون من دون وصفة طبية. وكانت المنظّمة وضعت قائمة بالمنتجات على موقعها، وشجّعت المتخصّصين في الرعاية الصحيّة والمستهلكين على الإبلاغ عن الآثار السلبيّة أو مشكلات الجودة.
 
بين التحذيرات الجديدة والاستدعاءات السابقة
 
ارتبطت التقارير الحديثة بالمنتجات "الخالية من المواد الحافظة"، والتي تحتوي على مياه ملحيّة ومقطّرة، والتي توصف للمرضى الذين يعانون من أعراض جفاف العين الشديدة أو سيئة التحكّم، أو الذين خضعوا لعملية جراحية أو أمراض أخرى ويحتاجون إلى رطوبة مزمنة.
 
في كانون الأول، حذّر المسؤولون الفيديراليون لأوّل مرّة من تفشّي العدوى البكتيرية المرتبطة بالعيون، وتصاعدت وتيرة التقارير عن فقدان البصر والعمى والموت، بسبب المنتجات الملوّثة ببكتيريا Pseudomonas aeruginosa المقاومة للأدوية، فتمّ تسجيل ما لا يقلّ عن 81 إصابة في 18 ولاية، وأربعة تقارير عن إزالة جراحيّة لمقلة العين وأربع وفيات ناتجة عن تفشّي البكتيريا الأصلية.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium