إجراء طبيّ "غير تقليدي" أنقذ حياة ديفي باور البالغ من العمر 34 عامًا، بعد توقّف رئتيه عن العمل. هذا الإجراء الابتكاري تمثل بعملية زراعة الثدي التي سمحت بمكافحة العدوى وإعداد الجسم لزراعة رئتين. وقد اعتبر الاختصاصيون أنها "وسيلة لإنقاذ حياة الأشخاص الذين يعانون من أمراض معدية، والذين لم يكونوا قد نجوا قبل سنوات قليلة".
بدأت معاناة باور مع التنفس في نيسان، حين شعر بصعوبة العملية، مما أدّى إلى دخوله المستشفى. وعندما فشلت المضادات الحيوية في علاج عدوى رئته، اضطر الأطباء إلى استخدام جهاز ECMO لأكسجة دمه خارج جسده.
كان باور شخصاً يهوى التزلّج ويتمتع بصحّة جيّدة. حافظ على لياقته البدنية ووزنه الصحي إلا أنه كان مدخّناً لفترة طويلة. بدأت قصّته مع التدخين منذ كان في الـ21 من عمره، قبل أن يتحولّ في العام 2014 إلى التدخين الإلكتروني.
يتحدث إلى "CNN" قائلاً: "اعتبرت التدخين الإلكتروني بديلاً صحياً. ولكنني وجدته بكل صدق أكثر إدماناً من السجائر".
نتيجة ذلك، احتاج باور إلى زراعة رئتين. وبالرغم من أن حالته الصحية كانت يائسة، إذ إنه لم يكن لديه وقت للانتظار للحصول على مانح، وكان مريضًا جدًا لإجراء الزرع، فإن الطبيب قرّر أن يخطو خطوة مفاجئة ستغيّر قواعد اللعبة.
بعد يوم من نقله إلى مستشفى آخر، توقف قلب باور، وخضع لإنعاش القلبي الرئوي. لقد كانت لهذه الدرجة حالته سيّئة، وكان على الأطباء أن يقوموا بشيء لم يفعلوه من قبل، لأن الوقت داهمهم، وحالة باور مختلفة تماماً عن المرضى الباقين الذين يعانون من تكيّس رئوي أو أمراض رئوية مزمنة.
وعليه، وضع رئيس جراحة الصدر في مستشفى نورث وسترن في شيكاغو، الدكتور أنكيت بهارات وفريقه استراتيجية غير مسبوقة لإنقاذ حياة باور.
تضمنت هذه الاستراتيجية إزالة رئتي باور المصابتين واستخدام قنوات صناعية لتأمين دوران الدم في جسده، ووضع مستشعرات على الصدر لتثبيت قلبه موقتًا. كانت العملية معقّدة، لكنها نجحت، وتلقى باور رئتي مانح.
لدى بهارات تاريخ من عمليات زرع الرئة المزدوجة الناجحة على الأشخاص المصابين بالتهابات حادة، وحتى الذين باتوا في مرحلة متأخّرة من الإصابة بالسرطان. وفي حزيران 2020، أجرى هو وجراحو جامعة نورث وسترن ميديسن أول عملية زرع رئتين معروفة لمريض مصاب بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، فنجا المريض، وخرج من المستشفى. وبالتالي، فكّر بهارات في استخدام نهج مماثل في حالة باور.
وفي التفاصيل، عندما فتح الأطباء صدر المريض تفاجأوا بوجود القيح، فعمدوا إلى إزالة الرئتين بعناية، حتى لا تنتشر أيّ جراثيم، وقاموا بتنظيف كلّ شيء ظنّوا أنه يحتوي على العدوى. في المقابل، أبقوا باور على المضادات الحيوية الثقيلة.
ظن الأطباء أن الأمر قد يستغرق أسابيع، لكنه لم يلزمه غير أيام، إذ بدا جسد المريض قد تخلّص من العدوى.
استغرقت العملية برمّتها بضعة أيام فقط. أزال الأطباء رئتي باور في 26 أيار، وأصبح زوج المانحين متاحًا في اليوم التالي. في 28 أيام، قام الجراحون بإزالة غرسات الثدي، وقاموا بإدخال رئتي المتبرّع.
هذا الإجراء الاستثنائي، على الرغم من مخاطره التي تفوق مخاطر الزرع العادي للرئة، يسلّط الضوء على قوة الابتكار الطبيّ في التغلّب على التحدّيات التي يبدو أنه لا يُمكن تجاوزها.