النهار

"لن أترك مرضاي إنهم ليسوا حيوانات "... الكلمات الأخيرة للدكتور همام اللوح قبل استشهاده
المصدر: النهار
"لن أترك مرضاي إنهم ليسوا حيوانات "... الكلمات الأخيرة للدكتور همام اللوح قبل استشهاده
الطبيب همام اللوح .
A+   A-
 وجوه كثيرة تخترق شاشاتنا، تقتحم تفكيرنا عنوة، لأنّه لا يمكن أن نمرّ عليها مرور الكرام؛ فما يعيشه الأطباء والطواقم التمريضيّة في غزة يجب أن يُدرّس في جامعات الطب والإنسانية، إذ لا شيء يُضاهي صمودهم وتفانيهم! إنهم أبطال "الزيّ الأبيض" وتضحياتهم، التي كتبوا بعضها بالدم، ستبقى خالدة في تاريخ غزة.
 
في 12 تشرين الثاني، استهدفت غارات إسرائيلية منزل الطبيب همام اللوح (36 عاماً) في غزة فاستشهد هو ووالده. هو الحاصل على المركز الأول في البورد الأردني والعربي في أمراض الكلى قرّر العودة إلى غزة، والتخلّي عن عمله في مستشفى أردني بعد تعيينه في العام 2018.
 
كان همام قد وصف استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل على غزة بأنه "حكم بالإعدام" في حديثه لشبكة "سي بي سي"، ليُصبح اليوم هو الخبر بحدّ ذاته بعد أن قتلته إسرائيل.
 
الطبيب الوحيد لأمراض الكلى وضغط الدم همام اللوح، الزوج والأب لطفلين (4 و5 سنوات) ينضم إلى قافلة الشهداء التي استهدفتهم إسرائيل، والتي بلغت حتى الساعة 198 طبيباً من الكوادر الطبية، وأكثر من 200 جريح، بالإضافة إلى توقف 51 مستشفى ومركزاً صحياً عن العمل وتدمير 41 سيارة إسعاف.
 
 
في مقابلته الأخيرة مع الأميركية إيمي غودمان، كشف همام عن وجه غزة الحقيقي، وعن صمود أطبائه، وعرّى الجميع أمام تفانيه. يقول "كل يوم أرى الخوف في عيونهم ولا يمكن فعل الكثير. هذا مؤلم. إذا كان لديك أطفال فستعرف مدى فظاعة وصعوبة عدم القدرة على مواساتهم، والتأكّد من أنهم بخير، والأهم جعلهم يأملون في أي شيء ليتجاوزوا العيش يوماً إضافياً آخر".
 
وتسأله غودمان "لماذا لا تغادر أنت وأسرتك إلى جنوب القطاع؟"، فتصبح كلماته الأخيرة التي انتشرت اليوم على مختلف المواقع التواصل الاجتماعي ما تبقى من تفانيه بالردّ عليها: "إذا غادرت فمَن يعالج المرضى؟ إنهم ليسوا حيوانات! لديهم الحق في الحصول على الرعاية الصحيّة المناسبة، لذلك لن أغادر".
 
أما تعليقاً على حديث منظمة الصحة العالمية المتمثل بمطالبة الأطباء بترك مرضاهم واختيار حياتهم بدلاً من مرضاهم، فقال همام "هل تعتقدين بأنني درست الطب لأكثر من 14 عاماً لأفكّر في حياتي وأترك المرضى؟ أنا أسألك يا سيدتي: هل تعتقدين أن هذا هو السبب الذي جعلني أذهب إلى كلية الطب لأفكر فقط في حياتي؟ ليس هذا هو السبب الذي دفعني لأصبح طبيباً".
 
وكانت رسالته الأخيرة للعالم بالتشديد على "ثبات رسالتهم منذ بداية الحرب بضرورة إنهائها، لأنّنا بشر، ولسنا حيوانات. ولدينا الحق في أن نعيش حياة حرّة".
 
 
 

اقرأ في النهار Premium