كشفت دراسة حديثة أن تقليل ملعقة صغيرة من الملح يوميًا من النظام الغذائي يمكن أن يحدث تأثيرًا ملحوظًا على ضغط الدم، مقارنة بتأثير الأدوية التقليدية لارتفاع ضغط الدم.
وفي دراسة نُشرت في مجلة JAMA (Journal of the American Medical Association)، أظهرت التحاليل أن الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وحتى الذين لا يعانون منه يمكنهم تحقيق تحسن في ضغط الدم بنسبة 70-75 في المئة من خلال تخفيض مستويات الصوديوم في نظامهم الغذائي.
وقد تمت الإشارة إلى أن ارتفاع ضغط الدم، المعروف أحيانًا بـ"القاتل الصامت"، يُشكّل تحديًّا صحيًّا عالميًّا، لأنه يؤثر على واحد من كلّ ثلاثة بالغين، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطرة مثل النوبة القلبيّة وفشل القلب والسكتة الدماغية، وفق ما نشر موقع CNN.
ويستنتج الباحثون من خلال تجربة شملت 213 شخصًا، أعمارهم ما بين الـ50 والـ75 عامًا، خلال أسبوع النظام الغذائي ذي الكثافة الملحيّة العالية، يتبعه أسبوع من النظام الذي يحتوي على كميّات منخفضة من الصوديوم، كان هناك 25 في المئة من المشاركين من أصحاب ضغط الدم الطبيعي، بينما كانت نسبة أخرى مماثلة تعاني من ارتفاع ضغط الدم غير المعالج. من المجموعة المتبقيّة، كان لدى 20 في المئة منهم ضغط دم تحت السيطرة، بينما كانت نسبة الـ31 في المئة على خلاف ذلك.
خلال أسبوع الكثافة الملحية العالية، تناول الناس نظامهم الغذائي الطبيعي، بالإضافة إلى "مرقتين"، كلّ واحدة منهما تحتوي على 1100 مليغرام من الصوديوم، فيما خلال أسبوع الكثافة الملحية المنخفضة، تناول الناس الأطعمة التي تحتوي على كمية قليلة من الصوديوم، تمّ شراؤها وتقديمها لهم من قبل اختصاصيين في التغذية، فكان انخفاض ضغط الدم سريعًا ومذهلًا، وفقًا للدراسة، بالمقارنة مع نظام الصوديوم العالي.
أشار الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في المركز الوطني اليهودي للصحة في دنفر إلى أن خطة وجبات DASH (والتي تعني الأساليب الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم) تضمّنت أربع حصص إلى ست من الخضراوات، وأربع حصص إلى ست أخرى من الفاكهة، وثلاث حصص من منتجات الحبوب الكاملة، وحصتين إلى أربع من منتجات الألبان الخالية من الدهون أو قليلة الدسم، وعدة حصص من اللحوم الخالية من الدهون وبذور الجوز والبقوليّات كلّ يوم.
وقال فريمان إنه بغض النظر عن خطة النظام الغذائي التي تمّ اختيارها، فمن الأفضل لأولئك الذين يرغبون في تقليل الملح أن يصنعوا طعامهم في المنزل، حيث يمكنهم قراءة الملصقات وحساب مستويات الصوديوم.
على الرغم من أن هذا النقص في الصوديوم لم تكن له آثار جانبية كبيرة، فالباحثون يشجّعون على التحلّي بالصّبر لتكيّف الحواس واستعادة الطعم الطبيعي للأطعمة. فالدراسة سلّطت الضوء على فاعلية تغييرات بسيطة في النظام الغذائيّ كوسيلة لتحسين الصحة القلبيّة بشكل عام، وذلك من دون الحاجة إلى الاعتماد الكامل على الأدوية.