كشفت دراسة حديثة علاقة غير متوقّعة بين أحد أنواع دهون البطن ومرض الألزهايمر، إذ ظهر أن الأشخاص الذين لديهم كميات كبيرة من الدهون المخزّنة حول الأعضاء الداخلية، وإن كانوا من الأشخاص ذوي المؤشر الصحيّ لكتلة الجسم، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
فالدهون الحشوية، التي يمكن أن تتراكم حول أعضاء الجسم، ترتبط بتغيّرات الدماغ قبل عقود من ظهور أيّ أعراض للتدهور المعرفيّ، وفقًا للدراسة المقدّمة في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية في أميركا الشمالية.
ويوضح المؤلّف الرئيسي للدراسة، الاختصاصي في الأشعة العصبية في كلية الطب بجامعة واشنطن، الدكتور سايروس راجي، أن "الدهون الحشوية ارتبطت سابقاً بالالتهاب الجهازيّ، وبارتفاع مستويات الأنسولين، وكلاهما يتسبّبان بتطور مرض الألزهايمر"، مشيراً إلى أننا "بحاجة إلى تجاوز المفاهيم التقليدية للدهون في الجسم، مثل مؤشر كتلة الجسم، للنظر تالياً في تفاصيل كيفية توزيع الدهون لفهم المخاطر الصحيّة الواقعية".
وقد جرت العادة صحياً لمعرفة نسبة الدهون الحشوية على إجراء فحص بالرنين المغناطيسي للبطن، بالرغم من أن في الإمكان أيضاً معرفتها بوساطة بعض العلامات، أهمها:
* أن يكون الخصر أكبر من الوركين.
* أن تكون نسبة السكر في الدم مرتفعة بما يكفي لتشخيص مرض السكريّ.
وقد تكثّفت الأبحاث حول مرض الألزهايمر بسبب العدد الكبير من الإصابات به، والبالغ أكثر من 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة، وفقاً لجمعية الألزهايمر، التي تقدّر عدد المصابين المتوقّعين بحلول عام 2050 بـ13 مليونًا.
ولمعرفة التأثير المحتمل للدهون الحشوية في الإصابة بمرض الألزهايمر، قام راجي وزملاؤه بتحليل بيانات 54 متطوعاً، تتراوح أعمارهم ما بين الـ40 إلى الـ60 عاماً، وكان متوسط مؤشر كتلة الجسم لديهم 32، بحسب موقع NBC News.
وفي هذا الصدد، قام الباحثون بقياس مجموعة من المعايير الصحية، بما في ذلك مستويات الأنسولين والسكّر في الدم. وباستخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، قاموا بتقييم كمية الدهون الموجودة تحت الجلد مباشرة بالإضافة إلى ما يحيط بالأعضاء.
كذلك تم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس سُمك الطبقة الخارجية للدماغ المسؤولة عن وظائف مثل الكلام والإدراك والذاكرة طويلة المدى والحكم، والتي تصبح أرقّ مع تقدّم مرض الألزهايمر.
والنتيجة؟
وجد الباحثون بعد تحليل قياسات الدهون ومسح الدماغ معًا أن المشاركين الذين لديهم المزيد من الدهون الحشوية لديهم تراكمات أكبر من الأميلويد في أدمغتهم، ممّا يُشير إلى أنهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالألزهايمر.
ولأن التطور المبكر لمرض الألزهايمر في الدماغ يمكن أن يبدأ قبل 20 عاماً من ظهور الأعراض الأولى، يخطط الباحثون لدراسة التأثير المحتمل والطويل المدى للدهون الحشوية عبر متابعة المشاركين في الدراسة.