بعد أيام حرب قاسية كانت تخوضها هذه الأجساد الصغيرة لمواجهة القصف الإسرائيلي على مستشفيات غزة، وصل 28 من الأطفال الخدّج إلى مصر بعد عملية إجلاء معقدة وصعبة في غزة.
أربع أمّهات وستّ ممرضات رافقن الأطفال الذين تمّ إرسالهم إلى مستشفيين منفصلين في مصر لتلقّي العلاج.
ما يعيشه الأطفال الخدّج كان أشبه بالكابوس، فحرب المستشفيات كانت الأكثر قساوة ودموية وتركت مصائر الكثيرين في المجهول.
وربما يكون وصف منظمة الصحة العالمية الأدقّ والأقرب إلى الواقع المأساوي "مستشفى الشفاء أشبه بمنطقة موت"، وفق ما نشر موقع
CNN.
كشفت منظمة الصحة العالمية، عن وجود أحد عشر من الأطفال الخدّج الذين جرى إجلاؤهم من مستشفى الشفاء، في حالة حرجة بسبب النقص في الإمدادات الطبية. فيما يعاني الباقون من التهابات خطيرة، وعدد قليل منهم من انخفاض في درجة حرارة الجسم، وبالتالي فهم يحتاجون حقاً إلى رعاية متخصّصة متكاملة.
وقالت إحدى أمهات الأطفال الخدّج الذين تمّ نقلهم إلى مستشفى في مصر لبنى الشيك إنّه "أفضل مكان على الأرض من أجل ابنتي". وتتحدّث للمجمّع الذي تديره الدولة المصرية أنّه بعد "ولادة صعبة" في 28 أيلول، تمّ وضع ابنتها في حاضنة في الشفاء.
وتتابع قصتها "أنّه في السابع من تشرين الأول، كان من المفترض أن أزور ابنتي. كانت تعتمد على التنفّس الاصطناعي. ثمّ طلبوا منّا مغادرة منزلنا، ومن بعدها قصفوه. لذلك ذهبتُ إلى مستشفى الشفاء. لم يخطر ببالنا أبدًا أنّه سيتمّ استهداف المستشفى، وأنّ هؤلاء الأطفال سيضطرّون إلى أن يعيشوا هذه التجربة المرّة".
وبعد أن أعلنت إسرائيل عن عملية "دقيقة وموجّهة" في الشفاء وبدء القتال في مجمع المستشفى، توضح الشيك أنّ حالة ابنتها تدهورت. فهي كانت تعتمد على الأوكسجين الاصطناعيّ".
وحذّرت منظمة اليونيسيف، التي عملت مع وكالات الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتنفيذ عملية الإخلاء، يوم الأحد من أنّ حالة الأطفال الرضّع "تتدهور بسرعة". وقالت إنّ عملية الإخلاء تمّت في "ظروف خطيرة للغاية" وجاءت في أعقاب "الوفاة المأساوية للعديد من الأطفال الآخرين، والانهيار التام لجميع الخدمات الطبية في مستشفى الشفاء".
لم تتمكن أجساد 5 أطفال من الصمود أكثر، ما أدّى إلى وفاتهم قبل أن يصلوا إلى برّ الأمان الصحّي. في حين يواصل الـ28 منهم معركتهم وهم يعانون من وضع صحّي دقيق وخطير. تتضافر الجهود لإنقاذ هؤلاء الأطفال الصامدين الذين انتقلوا في رحلة من الموت إلى النجاة.
كذلك أكّدت منظمة الصحة العالمية أنّ عدداً قليلاً من أهالي الأطفال الخدّج تمكّنوا من السفر برّاً بطريقة آمنة لمرافقة أطفالهم في رحلة العلاج.
وقد اجتمع أحد الآباء علي سبيتي بابنه أنس الذي ولد 3 أيام قبل اندلاع الحرب. ويعبّر عن شعوره قائلاً لـ"CNN": "نشكر الله، نشعر الآن أنّ ابننا في أمان بعد أن تعذّرت رؤيته لمدّة أسبوعين. ولم نكن نعرف إن كان حيّاً أو ميتاً، خصوصاً بعد انقطاع الاتّصالات مع الأطباء".