عندما ذهبت المرأة الحامل كيلسي هاتشر لإجراء أول فحص أشعة، تلقّت مفاجأة العمر. كيلسي، التي وُلدت برحمين، كانت حاملًا في كليهما، ومن المنتظر أن تستقبل طفلتيها التوأمين في يوم عيد الميلاد المقبل.
في ظاهرة نادرة نسبتها لا تتخطّى الواحد في المليون، اكتشفت هاتشر من ولاية ألاباما في الولايات المتحدة الأميركية أنها حامل في رحمَيها؛ وذلك في حالة "وراثية" تسمّى "توائم الرحمين".
كيلسي هاتشر أم لثلاثة أطفال، وتنتظر اليوم ولادة طفلتين، إلا أنّ هذا الحمل مميّز لأنها تحمل كلّ طفلة في رحم، وفق ما ذكر موقع CNN.
"لدى كيلسي حالة نادرة جداً، يكون لكل من جنينيها حجرة خاصة به عوض أن يكونا في الرحم نفسها، ويفصلهما غشاء"، وفق ما أوضح اختصاصي طب الأمومة والأجنة في مستشفى UAB الدكتور ريتشارد ديفيس.
"الفرص مدهشة" تقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة مشيرة إلى أن "نحو 3.6 ملايين طفل ولدوا في الولايات المتحدة العام الماضي، منهم نحو 114,000 فقط كانوا من التوائم".
بمعنى آخر، نحو ثلاثة أزواج من التوائم يولدون من كل 200 ولادة حية، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومن المحتمل أن يكون اثنان من تلك الأزواج توائم غير متماثلين، ممّا يعني أنهما يأتيان من بويضتين مختلفتين تمّ تخصيبهما.
تضيف هاتشر: "خطتنا حالياً الولادة بشكل طبيعي، إذ قمتُ بثلاث ولادات طبيعية ناجحة من قبل، كما قمت بالولادة من الرحمين في الماضي. واعتباراً من الآن، يأمل الأطباء في أن يدخل جسمي في مرحلة المخاض التلقائي، وأن يعتني بنفسه"، في حين يؤكد ديفيس أنه "علينا تكييف ما نعرفه عن حالات الحمل بالتوائم مع هذا الوضع بالذات. لقد احتاجت إلى مزيد من الاهتمام، ومن المؤكد أن الولادة المبكرة هي مصدر قلق كبير. وبالرغم من أنني أرى النساء منذ أكثر من 50 عاماً، فإن الأمر بالتأكيد نادر الحدوث".
وتجد هاتشر أن هناك شيئاً مختلفاً في هذا الحمل حيث إنه "في بعض الوضعيّات، ليس لديّ كرة حمل واحدة فقط بل اثنتين. عندما أستلقي في المساء على كرسي الاستلقاء، يمكنني رؤية الرحمين المستقلّين بوضوح، لأنّ هناك فجوة كبيرة في بطني حيث يسقطان إلى جهة أو أخرى".
من المفترض أن يكون موعد الوضع هو عيد الميلاد. ولكن هاتشر تعلم أنه يصعب الوصول إلى هذا التاريخ لأن حمل الأطفال التوائم يزيد من احتمال الولادة المبكرة.
الفريق الطبيّ ليس متأكّدًا حتى الآن من تقلّص الرّحمين المحتمل في نفس الوقت أو بشكل منفصل. قد يدخل جانب واحد في ولادة، من دون أن يفعل الجانب الآخر مثله؛ لذلك قد يكون على الأطباء تحفيز الولادة في تلك الجهة بوساطة الهرمونات، أو قد تحتاج هاتشر إلى عملية قيصرية. "لن نعلم حتى نرى"، قالت الدكتورة شويتا باتيل، طبيبة التوليد الخاصة بهاتشر في جامعة ألاباما في برمنغهام.
"لا يمكن إنكار المعجزة في هؤلاء الأطفال، والعلم بأنهم هنا لشيء عظيم، لأن كلّ ذلك يتناسب بشكل مثالي ويحدث بالطريقة التي تحدث بها. لا يمكن أن تشكك في ذلك".