لا يتوقع أحد ماذا يقبل عليه من تحديات، بعضها لا يخطر على البال. هذا ما واجهته أدلين، البالغة من العمر 40 عاماً، حيث خسرت كل شعرها وحاجبيها ورموشها من دون سبب. في هذه السطور، ستشارك قصتها والمحنة التي مرت بها... شهادة مقاتلة.
"لطالما كان لديّ شعر طويل، كان رمزاً للأنوثة بالنسبة لي. ولكن قبل أسبوع من بلوغي الأربعين حدث ما لم أكن أتوقعه وغيّر حياتي بشكل قاسٍ ومؤلم". بهذه العبارة تستهل أدلين قصتها، وفق ما نشر موقع Topsante.
كانت البداية مع شقيقتها التي لاحظت عليها تغييراً واضحاً "لديك ثقوب في رأسك من الخلف". بعد أسبوع على هذا الحديث، خسرت أدلين كل شعرها. وبعد مرور 3 أشهر خسرت حاجبيها ورموشها وشعر جسدها.
ومنذ سقوط الشعرات الأولى، بادرت أدلين إلى تناول المكملات الغذائية خصوصاً أنها كانت تشعر بالتعب. وكانت تبرر هذا الإرهاق بعد إصابتها بالكوفيد مرتين والحصول على جرعة من لقاح كورونا.
ومع ذلك، قامت أدلين بزيارة طبيب جلد الذي شخص حالتها بالتوتر، في حين لم تكن كذلك. وعليه، وصف لها الطبيب حقن فيتامينات كل عشرة أيام في جلد رأسها، لكن من دون جدوى. كما أن فحص الدم لم يكشف عن وجود أي خلل، ما أدى إلى استبعاد خلل في الغدة الدرقية.
في المقابل، كان مزين الشعر أكثر تحذيراً كما تقول أدلين "لديك مشكلة". بعد يومين طلبتُ منه أن يقص شعري قصيراً كما طلبت شعراً مستعاراً.
كانت الفترة مثيرة للقلق بشكل رهيب، لم نكن نعرف سبب حدوث ذلك ومتى يتوقف، نحن نواجه كارثة مفاجئة. أما أكثرها قساوة فكانت عند خسارتي الحاجبين والرموش لأن ذلك يؤثر على المظهر العام. وتصف ذلك الشعور بالقول: "الأمر مريب أن لا تتعرف على نفسك في المرآة وتشعر كأنك تواجه مرضاً. لم يكن أمامي سوى تحسين الصورة من خلال إعادة رسم حاجبيّ بمكياج شبه دائم، ووضعت الأيلاينر لاستعادة مظهري قليلاً".
وأخيراً اكتشفت الثعلبة في المستشفى عبر الإنترنت، ولكن كانت الصدمة أنه عليّ الانتظار لمدة عام. كان وقع هذه الكلمات ثقيلاً، الأطباء لا يفهمون الضيق الذي نعيشه. وبعد مرور 6 أشهر، نجحت في زيارة طبيب أمراض جلدية وتمّ تشخيصي بالثغلبة الشاملة، وهو مرض مناعي ذاتي.
والسؤال: هل هناك رابط بين ما جرى والإصابة بالكوفيد؟
ربما كان سبباً للإصابة بمرض المناعة الذاتية التي كنت أعاني منه بالفعل. وقد عرضوا عليها علاجين محتملين:
1- الكورتيزون بجرعة عالية لعدة سنوات عن طريق الفم حتى لا يتساقط الشعر مرة جديدة بعد نموه.
2- بروتوكول تجريبي يجمع بين العلاج الحيوي المضاد وجزيء آخر.
وبما أنني ايجابية ومكافحة، قررتُ المثابرة ومواصلة الحياة والبحث عن حلول للعيش بطريقة طبيعية. وعليه، بدأت أخرج كما أنا من دون شعر مستعار خصوصاً في الصيف لأنه لا يمكن احتماله. في حين أضع الشعر المستعار لتفادي تبرير ما يجري أمام المرضى، لأنني مساعدة طبيب أسنان.
وتعبر أدلين عن تلك المحنة بالقول: "لقد ساعدتني على أن أكون على طبيعتي، في الماضي كنت متحفظة جداً. في الشارع، أندمج مع الناس، لا قبيحة ولا جميلة، أما اليوم فتظهر أنوثتي بطريقة مختلفة، والأهم أنه يمكن للشخص أن يكون جميلاً من دون شعر".
وتضيف "وجدتُ نفسي قوية ولا أحاول إرضاء أحد، إذا لم يعجب الناس ما أنا عليه، فهذا شأنهم. وهذا لن يمنعني من أن أخوض غمار الحب، فالرجال لن يتوقفوا على تفصيل صغير كالشعر".
ماذا تعرف عن الثعلبة؟
يعتبر مرض الثعلبة من أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم الجهاز المناعي بمحاربة بصيلات الشعر، ما يؤدي الى تساقطه من فروة الرأس ومن المناطق المختلفة في الجسم.
أما عن أسباب الإصابة فهي متعددة ومنها خلل في الجهاز المناعي، الحساسية، أمراض الغدة الدرقية، البهاق، التهاب المفاصل الروماتويدي، التهاب القولون التقرّحي والعوامل الوراثية.
ويفقد بعض المرضى الذين يعانون من أشكال حادة من المرض كل شعر فروة الرأس، والرموش، والحواجب، وجميع شعر الجسم أيضاً، وهي حالة تعرف بالثعلبة الشاملة. وتميل مثل هذه الحالات الشديدة إلى أن تكون مقاومة بشكل خاص للعلاجات المتاحة.
وبرغم من صعوبة المرض وتداعياته النفسية على المرضى، إلا أن الخبر السار تمثل بموافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء جديد وفعال ضد الثعلبة يحمل اسم ritlecitinib الذي سيشكل علامة فارقة في حياة هؤلاء المرضى.