"أيها المتمتعون بالصحة اشكروا خالقكم وكفاكم حزناً على أتفه الأشياء". بهذه العبارة اختصر الصحافي المتخصّص في الشؤون الفنية إيلي مرعب عن آلامه وحالته الصحية التي أجبرته على المكوث في العناية المركزة منذ 40 يوماً.
لا يعرف الوجع إلا من ذاق الكأس، ولن يعرف كثيرون نعمة الصحة إلا عند فقدانها أو مواجهة انتكاسة صحية. لم تكن مقولة "أهم شي الصحة" مجرد كلام يُقال، بل هي أشبه بصلاة، لأن الصحة تعني الحياة.
لم تكن رحلة إيلي سهلة منذ البداية، كان عليه أن يتواجه باكراً مع المرض والمشاكل الصحية، وكانت المواجهة الأولى في الخامسة من عمره عندما اكتشفت عائلته أن لديه مشاكل في الكلى.
"كانت الرحلة شاقة من علاجات وأدوية إلى أن وصل إيلي إلى حائط مسدود". بصوت مثقل بالتعب يروي شقيقه شربل تفاصيل التطورات الصحية وحالته النفسية والجسدية.
يعود شربل إلى نحو 8 سنوات مضت، "اضطر إيلي للخضوع إلى عملية زرع كلى بعد أن تدهورت حالته الصحية. وكان بين الحين والآخر يواجه مضاعفات تُدخله إلى المستشفى لأيام ليتلقى العلاجات المطلوبة والحفاظ على استقرار حالته. لكن كانت تلك التدخلات الطبية بمثابة "إبرة مورفين" لكسب الوقت إلى أن تدهورت صحته بشكل دراماتيكي".
منذ 40 يوماً، دخل إيلي إلى غرفة العناية المركزة ولم يخرج منها، من مشكلة صحية إلى أخرى، شكّلت حالته تحدياً جديداً للأطباء الذين أكدوا أن حالة إيلي نادرة جداً، والمضاعفات التي يواجهها أحياناً هي غير متعارف عليها.
ويوضح شقيقه شربل أن "مجموعة مضاعفات ألمّت بإيلي، من التهابات إلى وجود مياه على الرئة والقلب وصولاً إلى التقاط عدوى تُسمى Cryptosporidium لم نعد نسمع بها منذ العام 1985، وهي طفيل أحادي الخلية يُسبب تلوثًا في الأمعاء ويؤدي إلى نوبة إسهال مائي، وعادةً ما تختفي العدوى في غضون أسبوع أو أسبوعين، لكن إذا كان لديك جهاز مناعي ضعيف يمكن أن تصبح عدوى خفية مهددة للحياة دون علاج".
وهذا ما جرى مع إيلي الذي يعاني من ضعف في الجهاز المناعي نتيجة الفشل الكلوي، وتضرر الكلى السليمة وتراجع وظيفتها، ما دفع بالأطباء إلى إخضاعه لجلسات غسيل كلى، بلغت حتى الساعة 6 جلسات.
يدور إيلي في حلقة مفرغة، فهو لا يلبث أن ينتهي من مشكلة صحية حتى يدخل في أخرى، جسده منهك نتيجة ما يتعرض له من انتكاسات متتالية. ولا يخفي شقيقه شربل أنه "متعب نفسياً، فمنذ 40 يوماً وهو يخوض معركة لم يصل بها حتى الساعة إلى بر الأمان. فحالة إيلي الطبية تطرح علامات استفهام كثيرة. وبعد استشارة وتشكيل لجنة طبية لمتابعة حالته، كان الخيار الأفضل العمل على استقرار حالته الصحية وتأمين المبلغ المطلوب ليتمكن من السفر وقصد مراكز متخصصة للكلى للتعامل مع وضعه بطريقة أفضل".
تعرف العائلة كما الأطباء أن حالة إيلي ومضاعفاتها تستوجب علاجاً متخصصاً ومتابعة طبية طويلة، وتأمل عائلته في تأمين مبلغ 75 ألف دولار كخطوة أولى لعلاج سيتطلب نفقة أكبر ووقتاً أطول. تريد العائلة أن تخطو خطوة خطوة وعدم استباق الأمور، همها اليوم وفق شربل "السفر إلى الخارج ليتلقى العلاج الأنسب لحالته خصوصاً أنها واحدة من مليون حالة بمضاعفاتها، في ظل وجود أجهزة متطورة وأدوية حديثة هي غير متوفرة في لبنان والمنطقة. أملنا في انقاذه وصرختنا اليوم هي لمساعدته لكي يحظى بفرصته للعلاج".
لمن يريد المساعدة:
في لبنان عبر Wish أو OMT: باسم إيلي بسام مرعب – 76/530393
في الخارج عبر هذا الرابط