من الحرارة إلى الصداع والسعال وفقدان التذوق والشم وضباب الدماغ... قد نظن أننا نعرف مجموعة الأعراض المرتبطة بفيروس كوفيد_19. ولكن المفاجأة كانت بعد 4 سنوات على ظهور الفيروس، من خلال حالة مريضة تبلغ 15 عاماً تعاني من شلل في الحبل الصوتي.
أبلغ الأطباء والعلماء في مركز Mass Eye and Ear عن أول حالة إصابة بشلل في الحبل الصوتي بعد الإصابة بعدوى كوفيد_19.
وفي التفاصيل، جاءت المريضة البالغة 15 عاماً وليس لها تاريخ طبي، إلى قسم الطوارئ في مستشفى Massachusetts General Hospital وهي تعاني من ضيق في التنفس بعد 9 أيام على تشخيصها بالإصابة بالفيروس.
وكشف الفحص بالمنظار وجود شلل في الحبل الصوتي نتيجة عجز عن تحريك الحبلين الصوتيين الموجودين في الحنجرة. وخلص الباحثون إلى أن السبب وراء هذا الشلل يعود إلى آثار فيروس كورونا، وفق ما نشر موقع Topsante.
عُرضت الحالة في 19 كانون الأول 2023 في المجلة العلمية Pediatrics التي أشارت إلى أن شلل الحبال الصوتية يمكن أن يكون أحد مضاعفات الفيروس المرتبط بالجهاز العصبي، بالإضافة إلى المضاعفات العصبية المسجلة عند الأطفال والبالغين.
وبرغم من أن الإصابة بفيروس كورونا لم تعد تمثل حالة طوارئ صحية اليوم، فإن حالة الوفاة المسجلة في كانون الأول بلغت 10 آلاف، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية. مضيفة "أن الفيروس لا يزال عنيداً حتى لو لم يلاحظه أحد".
لقد ثبت بالفعل أن كوفيد_19 يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي والدماغ. ويتسلل الفيروس من خلال جذع الدماغ عبر مسارات الأعصاب حسب تقديرات الأمين العام للجمعية الألمانية لطب الأعصاب البروفيسور بيتر بيرليت. في حين رجحت دراسة أجريت في الصين أن الدماغ تأثر في ثلث الحالات الخطيرة.
وتراوحت هذه المظاهر العصبية من أعراض محددة تمامًا مثل: فقدان الشم أو التذوق، الاعتلال العضلي والسكتة الدماغية، وصولاً إلى علامات أخرى مثل الصداع، أو تغير الوعي، أو الدوخة أو النوبات"، كما أوضح الباحثون من خلال الدراسة.
أما اليوم فيُضاف عارض صحي يطال الدماغ والذي تمثل بشلل الحبال الصوتية عند المريضة المراهقة.
تقول المؤلفة الأولى دانييل ريني لارو، مسؤولة قسم الأنف والأذن والحنجرة في Mass Eye and Ear إنه "نظرًا لتكرار هذا الفيروس لدى الأطفال، يجب أخذ هذه المضاعفات المحتملة المعترف بها حديثًا في الاعتبار لدى أي طفل يعاني من أعراض التنفس أو التحدث أو البلع بعد تشخيص إصابته مؤخرًا بـ Covid-19. ومن المهم جداً الابلاغ عن مثل هذه الحالات لأن هذه الأعراض تقودنا عادة إلى تشخيص أكثر شيوعاً وهو الربو".
لمدة 13 شهراً، اضطرت الفتاة إلى إجراء شق الرغامي للتخفيف من صعوبات التنفس التي تعاني منها.
ما يقلق الأطباء بشكل خاص أن الشابة الصغيرة تتمتع بصحة جيدة، وعانت من هذا النوع من الأعراض. وبات واضحاً أن الأطفال يمكن أن يكون لديهم تأثيرات عصبية طويلة المدى نتيجة الإصابة بكوفيد، ومن المهم أن يدرك أطباء الأطفال ذلك على نطاق واسع حتى يتكمنوا من علاجهم بطريقة جيدة وصحيحة.