تحتفظ منظمة الصحة العالمية بقائمة من "الأمراض ذات الأولوية" التي يمكن أن تشكّل أوبئة أو جوائح، ويواصل الباحثون مراقبة 9 منها من كثب، ومعظمها معروف، مثل "إيبولا" و"سارس" و"زيكا"...، إلا أن هناك تحذيرات من عوامل مرضية غير معروفة في الوقت الحالي، ويُمكن أن تتسبّب بما يعرف بـ"المرض X".
يناقش المجتمعون في مدينة دافوس السويسرية، بالتزامن مع انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي، الاستعدادات الدولية لمواجهة وباء مستقبليّ، يُمكن أن يتسبّب بوفيات أكثر من فيروس كورونا المستجدّ، وفق صحيفة "إندبندنت"، التي تشير إلى انضمام رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى جلسة مخصصة للحديث عن "الجهود الجديدة اللازمة لإعداد أنظمة الرعاية الصحية لمواجهة التحديات المتعددة المقبلة"، حتى يكون العالم مستعدّاً لمرض أكثر فتكاً بالبشر".
وقد صاغت المنظمة مصطلح X في العام 2018. وبعد عام واحد، أي عندما بدأ "كوفيد-19" بالانتشار في جميع أنحاء الصين، شهد العالم وباءً مميتاً ناجماً عن فيروس جديد، ما يعني أن المرض X قد ظهر.
في المقابل، يعتقد بعض خبراء الصحة العامة أن المرض X سيكون حيوانيّ المصدر، وسينشأ بين الحيوانات البرية أو الأليفة، ثم ينتشر ليصيب البشر.
من جهته، قال العالم النروجي، ومستشار منظمة الصحة العالمية، جون آرني روتنغن، إن من المرجّح أن يكون التفشي التالي "أمراً لم نشهده من قبل".
وشرح في حديثه إلى صحيفة ديلي تلغراف غرابة أن نضيف "أكس" إلى لائحة الأمراض، معتبراً أنّ الهدف هو التأكّد من أننا نعدّ ونخطّط بمرونة من حيث اللقاحات والاختبارات التشخيصيّة.
وأشار العالم النروجي إلى أن هذا الفيروس المفترض قد ينتقل عن طريق الحيوانات إلى البشر، ثمّ ينتشر ليصبح وباءً، بنفس الطريقة التي حدث بها فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1 في العام 2009.
الأسباب المحتملة لانتشاره؟
وفقاً للعلماء فإن مرض "أكس" قد يكون أحد الاحتمالات الآتية:
* مرض من صنع الإنسان نتيجة تطويره سلاحاً بيولوجياً، وسيكون خطيراً لأنّ البشر لم يكوّنوا له أيّ مقاومة؛ وهذا يعني أنه سينتشر بسرعة بين سكان العالم.
* بكتيريا أو فيروس موجود حالياً في الطبيعة، ولكنّه يمرّ بطفرة جينيّة تجعله خطراً وسهل الانتقال وقاتلاً، مثل الإنفلونزا الإسبانية (التي اجتاحت العالم بعد الحرب العالمية الأولى وقتلت نحو ألف مليون شخص) أو فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب "الإيدز".
* مرض يصيب الحيوانات، لكنه يتحوّر ليصبح قادراً على الانتقال للبشر بسهولة، مثل إنفلونزا الطيور.
ونتيجة ذلك، تأمل منظمة الصحة العالمية أن تؤدّي إضافة مرض "أكس" إلى القائمة رسميّاً لدفع البلدان والباحثين إلى مضاعفة جهودهم لتوفير الحماية ضد الأوبئة غير المعروفة.