النهار

ابن الـ22 عاماً خضع لزراعة رئتين بسبب التدخين الإلكتروني: "لم أكن أعلم مدى خطورته"
المصدر: النهار
ابن الـ22 عاماً خضع لزراعة رئتين بسبب التدخين الإلكتروني: "لم أكن أعلم مدى خطورته"
كاد التدخين الإلكتروني يودي بحياته.
A+   A-
أمضى جاكسون ألارد 70 يوماً على أجهزة دعم الحياة، بعد إصابته بفيروس نظير الأنفلونزا؛ وذلك قبل أن يُضطرّ ابن الـ22 عاماً إلى الخضوع لزراعة رئتين في وقت مبكر من هذا الشهر، فيما تعتقد عائلته أن التدخين الإلكتروني قد يكون السبب وراء تفاقم حالته الصحية.
 
توجّه جاكسون ألارد، أحد سكان ولاية داكوتا الشمالية، إلى غرفة الطوارئ، بسبب ألم في المعدة في تشرين الأول، ثم أُدخل إلى المستشفى بسبب انخفاض مستويات الأوكسجين لديه بشكل كبير، فشخّص الأطباء حالته بإصابته بفيروس نظير الأنفلونزا، يُسبّب التهابات في الجهاز التنفسيّ، وقد تؤدي إلى متلازمة الضائقة التنفسيّة الحادة، التي تهدّد الحياة نتيجة تراكم السوائل في الرئتين.
 
عندما أجرى صورة الأشعة، لم يستطع الأطباء رؤية قلبه، فقد كان كلّ شيء أبيض، وفق ما تقول جدّته دورين، ممّا يعني أن رئتيه مليئة بالسوائل، وفق ما نشر موقع NBC News.
 
من جهته، أوضح جاكسون بأنّه بدأ التدخين الإلكتروني منذ كان في الـ16 من عمره، إلا أنه أكثر من التدخين في وقت متأخّر، "ولم أكن أعرف مخاطره، ولم يكن لديّ فكرة أنّني سأمرض بسبب التدخين الإلكتروني"، يؤكّد.
 
لم يفهم العلماء بعدُ العلاقة بين التدخين الإلكتروني وأمراض الرئة؛ ولذلك ليس واضحاً بعدُ الدورُ الذي أدّاه التدخين الإلكتروني في حالة ألارد، وإن أشارت بعض الدراسات إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية  قد يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
 
برأي المدير الطبي لبرنامج زراعة الرئة في مستشفى Massachusetts General، الدكتور براين كيلر، أن الدراسات التي أجريت على الحيوانات والخلايا البشرية أظهرت أن استخدام السجائر الإلكترونية  يمكن أن يلحق ضرراً بالأوعية الدموية والخلايا التي تبطّن الرئتين.
 
 
ويقول كيلر إنه "في الواقع توجد مسبّبات كثيرة لهذا الضرر، منها النيكوتين بحدّ ذاته، حرق السوائل الحاملة مثل البروبيلين غليكول أو الغليسيرين، بالإضافة إلى النكهة التي يضيفها الكثير من الناس إلى جهازهم الخاص".
 
من جهتها، تشير جدة ألارد إلى أنه بالنسبة إلى حالة حفيدها "يعتقد الأطباء أن تدخينه للسجائر الإلكترونية منعه من التعافي من إصابته بفيروس نظير الأنفلونزا". وعليه، اضطر الأطباء إلى وضعه على جهاز الـECMO لإبقائه على قيد الحياة ودعم رئتيه بشكل أفضل. ويعتبر ألارد أول مريض يستفيد من هذا الجهاز لفترة طويلة من قبل شركة التأمين.
 
في نهاية العام الماضي، كان ألارد يكافح من أجل البقاء، إذ اضطر الأطباء إلى استبدال أجزاء من جهاز ECMO الخاص به مرتين بسبب التجلّطات الدموية.
وفي 12 كانون الأول، أصيب بسكتة قلبية، فعمل الأطباء على إنعاشه. وفي اجتماعات الفريق الطبي في العناية الفائقة، كان لدى ألارد نسبة 1 في المئة للبقاء على قيد الحياة، ومع ذلك بقيت العائلة تحارب حتى النفس الأخير من أجل إنقاذه.
 
 
وكانت المفاجأة بتحسّن ألارد بشكل واضح، وبقدرته على الوقوف واتخاذ بضع خطوات. في ليلة رأس السنة، تلقّت والدته مكالمة هاتفيّة مفادها أن الأطباء قد خصّصوا رئتين جديدتين لابنها. تلقّى ألارد عملية زرع في اليوم التالي. وفي الخامس من كانون الثاني، لم يعد ألارد بحاجة إلى أجهزة دعم الحياة. ما جرى كان أشبه بمعجزة!
 
تعتبر زراعة الرئتين نادرة نسبياً، خصوصاً لدى الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عاماً. من بين 2,569 عملية زرع رئة حصلت في الولايات المتحدة في العام 2021، كان هناك 440 فقط للمتلقّين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و49 عامًا، علماً بأن أغلبيّة الإصابات بسبب التدخين الإلكتروني لا تستلزم زراعة رئتين، وإنما يحتاج أصحابها إلى نوع من الدعم التنفسي مثل الأوكسجين الإضافي أو التهوية الميكانيكية.

 







اقرأ في النهار Premium