الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

سرطان الجلد ليس مزحة والتوعية ضرورية

المصدر: النهار
سرطان الجلد.
سرطان الجلد.
A+ A-
 
 
اختبرت ريبكا تيدي سرطان الجلد الخبيث، وعانت من إهمال الطبيب وتشخيصه غير الصائب. شهادتها ومعاناتها تذكّرنا بدوقة بورك سارة فيرغسون، التي شُخصّت بالميلانوما بعد 6 أشهر من علاجها إصابة بسرطان الثدي. تمّت إزالة العديد من الشامات خلال جراحة إعادة بناء الثديّ، وتم التأكّد من كون إحداها شامة سرطانيّة.
 
ارتفع عدد المصابين بسرطان الجلد في المملكة المتحدة كثيراً، وسجّلت المؤسسات الطبية نحو 16700 حالة جديدة، فاحتلّ المرتبة الخامسة كأكثر أنواع السرطان شيوعًا في البلاد. وهو يسبّب نحو 2600 حالة وفاة سنويًا، وفقًا لإحصاءات أبحاث السرطان، التي نشرتها صحيفة Independent.
 
وبالرغم من أن سرطان الميلانوما (الورم الميلانيني) ليس الأكثر شيوعاً، إذ يُصيب شخصاً من أصل 10 حالات سرطانيّة، فإنه يُسبّب نفس عدد الوفيات الناجمة عن جميع سرطانات الجلد الأخرى مجتمعة.
 
أصيب بعض المشاهير في العالم بسرطان الميلانوما الخبيث، من بينهم كلوي كارداشيان، ونجمة تلفزيون الواقع البريطانية مولي ماي هيج... لكن تشخيص الدوقة سارة فيرغسون يشكّل تذكيراً مؤثراً بخطورة هذا المرض الذي ييصيب الأشخاص من مختلف الأعمار والخلفيّات.
 
تُشاركنا ريبكا تيدي تجربتها بالقول: "شُخصّتُ بالورم الميلانيني لأول مرة عندما كنت في السادسة والعشرين من عمري. ومن العدل أن أقول إنني تعرّضتُ لأشعة الشمس الشديدة في مرحلة الطفولة وأولى مراحل البلوغ".
 
وتضيف: "نشأتُ في مزرعة بالقرب من الساحل، وقضيت معظم وقتي في الخارج، في ركوب الخيل والسباحة والإبحار، كما قضيت في فترة العشرينات فترة في تدريس ركوب الخيل وتدريب الحيوانات في جميع أنحاء العالم. وفي أغلب الأحيان، كان ذلك يجري تحت أشعة الشمس القويّة".
 
تقول جمعية أبحاث السرطان إن التعرض لأشعة الشمس ما فوق البنفسجية هو السبب الرئيسيّ وراء الورم الميلانيني، إذ يُسبّب هذا التعرّض تحوّلات في الخلايا المسؤولة عن إنتاج اللون في الجلد بخلايا الميلانوسيت، التي يمكن أن تتطوّر في نهاية المطاف وتنتشر في جميع أنحاء الجسم لتشكّل سرطانًا ثانويًّا.
مثل الدوقة، انتبه محترف طبيّ إلى الشامة، لكنه لم يكن طبيباً. تقول تيدي إنني "زرتُ الطبيب العام مرّتين للتأكّد من هذه الشامة السوداء التي تتغيّر باستمرار، لكنّه أكّد لي أنّها ليست سرطانيّة".
 
ولحسن الحظ، توقّف معالجها الفيزيائيّ على ألم في كتفها، كان يشكّ في أن هناك شيئاً ما غير طبيعيّ. لذلك اتّصل بزوجته، وهي اختصاصيّة في الأمراض الجلدية، لتلقي نظرة، لأنه كان متأكّداً من أن تشخيص الطبيب العام خاطىء، فتبيّن أن ألم كتفها ناتج من الإصابة بالورم الميلانيني الذي انتشر حتى بلغ الرئة.
 
 
تشدد تيدي على "أنني كنت مقتنعة بأن المعالج الفيزيائي كان مخطئًا، نظرًا إلى الموقف الحازم الذي أخذته طبيبتي. ولكن عندما نظرت اختصاصية الأمراض الجلدية إلى الشامة، التي بلغت في ذلك الوقت 5 سم بـ4 سم، أكّدت لي فورًا أنها ميلانوما خبيثة. وقالت لي يومها "لم أرَ حالة "تبدو واضحة" بهذا الشكل من قبل".
 
تعترف تيدي بأنها كانت صدمة، خصوصاً أنّ قريباً لعائلتها، يبلغ من العمر 23 عاماً، شُخّص بالورم الميلانيني قبل أشهر، وهي اليوم تختبر التجربة ذاتها.
عادت تيدي بعد أربعة أسابيع لإجراء أول عملية جراحية، وعادت إلى منزلها في اليوم التالي.
 
"بعد أربعة أسابيع، عدت إلى المستشفى لإجراء أول عملية جراحية، وعدت إلى المنزل في اليوم التالي"، توضح، وتضيف: "لم أكن منزعجة من الألم الجسديّ الناتج عن الجراحة إلا أنني كنت مرعوبة من النتيجة المحتملة. الخوف من النتيجة يبقى حاضراً في ذهني باستمرار".
 
مرّ 12 أسبوعاً على تشخيصها بالمرض. تستذكر جيّداً "كيف تطوّر الورم في رقبتي (علامة على احتمال انتشار السرطان) حيث انتزع الجرّاح خزعة من العقد الليمفاوية. خلال هذه الفترة، توفّي قريبي بسبب السرطان نفسه، ممّا أدّى إلى تدهور صحتي النفسية. لقد أصبت بالوسواس القهريّ، وتوقفت عن النوم. وفي نهاية المطاف أصبحت أعتمد على الأدوية بشكل كبير".
 
وتضيف: "أجريت ثلاث عمليات جراحيّة في المنطقة، أعقبتها عمليّة ترقيع للجلد، وأُصبت بالعدوى. ولحسن الحظ، لم أكن بحاجة إلى العلاج الإشعاعيّ أو العلاج الكيميائيّ، إذ يعتقد الأطباء بأنهم تمكّنوا من إزالة جميع الخلايا السرطانية".
 
صحيح أن جسم تيدي مغطّى بالندوب، إلا أن أكبر تحدٍّ بالنسبة لها كان أن تتعلّم كيف تحبّ بشرتها، خصوصاً أنّها تعرّضت للتنمّر بسبب لون بشرتها في طفولتها، وأمامها رحلة طويلة لتقبّل حالتها.
 
 
أنواع السرطان وتشخيصه

في المقابل، تقول اختصاصية الأمراض الجلدية، الدكتورة زينة طنوس، في حديث سابق لـ"النهار"، إن هناك 3 أنواع من سرطان الجلد تختلف بخطورتها وشيوعها وبطرق معالجتها:
 
- سرطان الجلد من نوع Basal Cell Carcinoma هو أكثر أنواع سرطان الجلد شيوعاً في العالم، ويتسبّب به التعرّض بكثرة لأشعة الشمس، وتحديداً في مواضع معيّنة من الجسم كالوجه واليدين. وقد ثبت علمياً أن التعرض الزائد لأشعة الشمس يعتبر عاملاً أساسياً للإصابة.
 
كذلك، يؤثر العامل الوراثي، ولون الجلد، في زيادة خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان. نادراً ما ينتشر هذا النوع من سرطان الجلد في الجسم، إلا أنه يعتبر عدوانياً لما قد يسبّبه من تآكّل للجلد في الموضع المعنيّ.
 
عند حصول تآكّل للجلد، في المرحلة المبكرة، يُفضّل اللجوء إلى جراحة Mohs الحديثة، التي تعمل على إزالة طبقات الجلد للتخلّص من الخلايا السرطانية، من دون أن تؤذي الأنسجة الصحيحة.
 
- سرطان الجلد من نوع Squamous Cell Carcinoma، الذي يعتبر أخطر من النوع الأول بمعدّل بسيط، قد ينتشر أكثر من الأول إلى الأعضاء الداخلية، وقد يؤدي إلى الوفاة، خصوصاً عند إصابة مناطق معيّنة.
 
- الميلانوما هو النوع الأقلّ شيوعاً بين أنواع سرطان الجلد، وهو يظهر بنسبة 50 في المئة من الحالات عبر شامة تتحوّل إلى سرطانيّة، من دون أن يظهر سبب واضح لذلك. في الميلانوما، يشكّل التعرّض لحروق متكرّرة العامل الرئيسيّ في الإصابة.
 
وبحسب الدكتورة طنوس، يمكن للمرء أن يُصاب بسرطان الجلد من النوعين الأوّلين في سنّ متأخّرة. أما بالنسبة إلى الميلانوما فتكون الإصابة في أغلب الأحيان في سنّ الشباب، إضافة إلى أن العامل الوراثيّ يؤدّي دوراً أساسياً في زيادة الخطر الإصابة. ومن مؤشرات الإصابة وجود عدد كبير من الشامات في الجسم، وكون البشرة فاتحة، مما يزيد من نسبة الخطر في هذه الحالة.
 
في تحديد شكل الشامة التي يمكن أن تتحول إلى سرطانية، ثمة معايير معيّنة يمكن الاستناد إليها، "فقاعدة الـABCD تلخص المعايير التي يتم الاستناد إليها في ما يتعلق بشكل الشامة واحتمال أن تكون سرطانية":
 
A- تتعلق بالشكل الخارجي والهندسي للشامة. في هذه الحالة، إن قسمت إلى قسمين فيجب أن يكونا متجانسين.
 
B- يتعلّق بحدود الشامة وما إذا كانت ناعمة. في هذه الحالة لا داعي للقلق. أما إذا كانت غير متساوية الأطراف فيجب استشارة الطبيب.
 
C- إذا كانت الشامة متعدّدة الألوان، فتجب مراقبتها واستشارة الطبيب.
 
D- يتعلق بقطر الشامة، عند ازدياده تجب استشارة الطبيب.



























الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم