يتطوّر الالتهاب المزمن بصمت، وبشكل تدريجي، فيؤدّي إلى أمراض عديدة. وفي أغلب الأحيان، تكون التهابات الجسم ناجمة عن عملية طبيعية، بعد الإصابة بالفيروسات أو البكتيريا، ثم تنتهي بعد عملية التعافي، في حين تؤدي الالتهابات المزمنة إلى مشاكل صحيّة كبرى.
ووفق ما بات معلوماً، تؤدّي التغذية دوراً في السيطرة على الالتهابات أو تفاقمها؛ فاختيار الأطعمة أساسٌ في التعامل مع الالتهاب والتغلّب عليه.
يؤثر الالتهاب المزمن في المفاصل والأوعية، ويتسبّب بشعور بالتعب والألم، كما يمكن أن يتسبّب على المدى الطويل بالعديد من الأمراض مثل هشاشة العظام والسكّري وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى السرطان.
في الإطار، كشفت دراسة حديثة عن أن 18 في المئة من البريطانيين قالوا إنهم يعانون من التهاب مزمن. كذلك يختلف مدى وآثار الالتهاب المزمن باختلاف سبب الإصابة وقدرة الجسم على إصلاح الضرر والتغلّب عليه.
وفي هذا الصدد، يشدّد احتصاصي التغذية الدقيقة، والصيدلي البريطاني، أيدن غوغينز، على أنّه "من المهم إلى جانب العلاج الطبيّ اعتماد نهج يجمع بين الطب والتغذية في الوقت نفسه".
لذلك، يشارك غوغينز، عبر موقع "Huffington Post" 6، نصائح أساسية لمكافحة الالتهاب المزمن:
1- امضغ العلكة
التهاب اللثة (يتعلّق بالأسنان والهياكل المحيطة) يُعترف به، بشكل متزايد، كواحد من الأسباب التي يُمكن أن تؤدي إلى التهاب عام في الجسم، من دون أن يقتصر على التهاب الفم فقط. وجدت مراجعة أجريت في العام 2022 أن المضغ المنتظم للعلكة الخالية من السكّر، والمحتوية على الزيليتول، له تأثيرات قوية في مكافحة التهاب اللثة.
2- لا تنم أكثر من 10 ساعات في الليلة!
الإفراط في النوم يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، إذ تشير الدراسات إلى أن النوم أكثر من 10 ساعات في الليلة يمكن أن يجعل الالتهاب أسوأ؛ فمدّة النوم المثلى تتراوح ما بين سبع ساعات وتسعٍ كلّ ليلة.
3- إضافة القليل من التوابل
لا يقتصر دور التوابل على تحفيز التذوّق وإضفاء نكهة على طعامك، بل تؤدي دوراً في مقاومة الالتهابات. وقد أظهرت الأبحاث أن استهلاك الطعام الحارّ بشكل متكرّر (ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع) يُمكن أن يقلّل من مخاطر الوفاة بسبب المرض أو العدوى بنسبة 14 في المئة مقارنة بالأشخاص الذين يتناولونه أقلّ من مرة واحدة في الأسبوع.
4- اشرب المزيد من القهوة
القهوة ليست مجرّد منشّط صباحي بل تقاوم بشكل فعّال الالتهابات. تحتوي القهوة على مكوّنات نشطة. وقد أظهرت الأبحاث أنها تعمل على تعديل الجزيئات الحرّة وتُقلّل الالتهابات. ومن المثير للاهتمام أن الكافيين نفسه يؤدي دورًا مضاداً للأكسدة ويقلّل من علامات الالتهاب.
5- اضحك أكثر
العلم واضح: الضحك مضادّ قويّ للالتهابات. أظهرت إحدى الدراسات أنّ مجرّد 20 دقيقة من الضحك الناجم عن الكوميديا تقلّل علامات الالتهاب الشائعة. فالضحك يرتبط بتقليل أكبر قدر من مستويات الكورتيزول. وهذا خبر جيّد لأنّ ارتفاع مستويات الكورتيزول يرتبط بالتعب وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن وحبّ الشباب.
6 – الحفاظ على الروتين
إزعاج دورة النوم واليقظة الطبيعيّة لجسمك، أو ما يعرف بالإيقاع اليوميّ للنوم، يمكن أن يثير الالتهاب. هذه الساعة البيولوجية الداخلية تنظّم العمليات الفسيولوجية والسلوكية وفقًا لوقت اليوم. سواء أكان الأمر يتعلّق بتناول وجبات خفيفة في وقت متأخّر من الليل أو بعدم انتظام النوم، فيمكن لهذه الاختلالات أن تزيد من التهابات الجسم. يظهر لدى العاملون في المناوبات الليلية، وهم المجموعة التي لديها إيقاعات يوميّة غير منتظمة، علامات التهابيّة مرتفعة بشكل ملحوظ.