النهار

المياه المعزَّزة بالإلكتروليتات والفيتامينات والكولاجين..."ترند" يجب الحذر منها!
فرح نصور
المصدر: "النهار"
المياه المعزَّزة بالإلكتروليتات والفيتامينات والكولاجين..."ترند" يجب الحذر منها!
تعبيرية.
A+   A-
لم تعد مياه الشرب مجرد مياه. نشهد اتجاهاً يقتصر على تطوّر أشكالها ومكوّناتها مع ارتفاع الطلب على الترطيب الشامل. ويتحوّل المستهلكون إلى المياه ذات الفوائد الإضافية، ويختارون مياهاً تحتوي على إلكتروليتات (electrolytes) إضافية مثلاً، بهدف شرب مياه أكثر والاستفادة من منافع صحّية إضافية.
 
وأصبحت المياه معززة بالفيتامينات أو الإلكتروليتات أو الكولاجين، لأغراض مختلفة، كدعم الجسم خلال ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، وتحسين مرونة الجلد، كما يُسوَّق لها. لكن هل شرب هذه المياه فعلاً مجدٍ؟ وهل من آثار جانبيه له؟
 
‏"لا يمكن تناول المياه المعزّزة بالإلكتروليتات والفيتامينات بشكل عشوائي لأنّ زيادة هذه المكونات في الجسم قد تتبعها عوارض جانبية"، هذا ما تؤكّده اختصاصية التغذية الدكتورة نيفين بشير في حديثها لـ"النهار".
‏وعن شرب المياه المعزَّزة بالإلكتروليتات، يُنصح بها للرياضيين الذين يتعرّقون أو يتبوّلون بكثرة بحكم ممارسة الرياضة، وفق بشير. لذلك، يجب عدم الإفراط في تناول هذا النوع من المياه، و"لا يمكن اعتبارها بديلاً للمياه العادية، فهي تحتوي على نسبة أعلى من الإلكتروليتات الموجودة في المياه العادية التي نشربها".
 
‏ويمكن أن تُعطى المياه هذه للأشخاص الذين أُصيبوا بالإسهال وخسروا الكثير من المياه في أجسامهم، تقول بشير، التي تصف هذه المشروبات بالـ"مخيفة، ويجب أن تُشرب بحذر شديد"، فأي ارتفاع بمعدل الصوديوم مثلاً أو البوتاسيوم قد يؤدي إلى آثار لا تُحمد عقباها في الجسم، فالإنسان مكوَّن من نسب معيّنة من هذه المواد".
 
‏وإلى الرياضيين الذين يشربون هذه المياه، تقول بشير إنّه يمكنهم شربها خلال ممارسة الرياضة أو بعدها لترطيب أجسامهم لكن بكمية لا تتعدى نصف لتر أو لتراً، وفقاً لعوامل، فعادة الرجال يتعرّقون أكثر من النساء وقد يحتاجون إلى كمية أكبر من هذه المياه. 
ويجب أخذ الحذر ولا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلب أو ضغط أو كلى، فهذه المياه تؤثر حتماً بأي زيادة في نسب الإلكتروليتات في الجسم.
 
 
 
 
‏هل يمكن الاستعاضة عن هذه المياه عبر تحضير مياه معزّزة منزلياً؟ 
تجيب بشير "نعم"، فالخضار والفاكهة هي مصادر طبيعية وإذا ما مُزجت أنواع مختلفة من الفاكهة في المياه يمكن الحصول على مصادر متنوعة من الإلكتروليتات الطبيعية غير المصنَّعة بمعدل صحّي، ولا تُعرّض شاربها لأي عوارض جانبية مهما كانت الكمّية المشروبة.
 
كذلك، المياه المعززة بالفيتامينات من غير الموصى أن تُشرب بكميات تفوق الحد اللازم، تشرح بشير. ففيتامينات A، D، E، K، تُعدّ سامة، ويجب تناولها بكميات محددة، حسب الكمية اليومية الموصى بها وفقاً لعمر الشخص وجسمه. والفيتامين D يعمل في الجسم كعمل الهرمون وزيادة كميته في الجسم تعرّض الجسم للخطر وللتسمّم.
‏أمّا في ما يتعلّق بالمياه المعززة بالكولاجين، فتقول بشير إنّ "هذا الأمر يتّجه أكثر نحو التجارة أكثر منه نحو الفوائد الطبية، وهناك جدل واسع حول نسب امتصاصه، والدراسات لم تحسمها بعد". 
 
‏وتنقسم أنواع بودرة الكولاجين الموجودة في السوق إلى نوعين: البحري والحيواني. والنوع الأول يمتصّه الجسم أسرع من النوع الثاني، وامتصاصه في الجسم يختلف من شخص إلى آخر، لكن لا يزال الأمر قيد الدراسة. لكن الاستفادة الفعلية جمالياً من الكولاجين قد تظهر بعد سنوات من تناوله، في الدراسات.
‏وتنصح بشير، للحصول على فوائد جمالية للبشرة والمفاصل والعظام، بعد عمر معيَّن، باعتماد الفيتامين C الذي يحفّز إنتاج الكولاجين في الجسم، إلى جانب اعتماد نظام غذائي غني بالخضار الورقية الخضراء والفاكهة الطبيعية، وشرب كمية وافرة من المياه، واعتماد نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة، وممارسة الرياضة. كلّها عوامل تجدّد خلايا الجسم وتدفعه لأن يجدّد نفسه بنفسه، "دون الحاجة للجوء إلى "الترندات" مثل المياه المعززة، التجارية، إلّا في حالات المتابعة الطبية. واعتماد المكملات مثل أنواع المياه هذه، قد تكون له نتائج سلبية، فهناك أنواع في السوق قد تتضمّن موادّ سامة"، وفق بشير. 
 
 
وعلى الرغم من أنّ كمية المياه الموصى بشربها هي 8 أكواب يومياً، فإن كمية المياه التي يجب شربها يومياً تعتمد على مجموعة متنوّعة من العوامل مثل العمر والجنس ووزن الجسم ومستوى النشاط البدني والنظام الغذائي والحالة الصحية.
 
ومع ذلك، وفقاً للأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم والهندسة والطب، فإنّ كمية السوائل اليومية الكافية تبلغ حوالي 15.5 كوباً (3.7 لترات) للرجال وحوالي 11.5 كوباً (2.7 لتر) للنساء. ويحصل الجسم عادةً على حوالي 20 في المئة من المياه التي يحتاج إليها من الأطعمة التي يتناولها على مدار اليوم بينما تأتي نسبة 80 في المئة الباقية عادةً من الشرب.
 
وكثُرت "حيل الترطيب" الجديدة والمثيرة التي تساعد على بقاء الجسم رطباً، دون اللجوء إلى المشروبات السكرية. في ما يأتي، نصائح تساعدك على ترطيب مستمر:
 
- اشرب كوباً من المياه فور استيقاظك.   
- خطط لاستهلاكك من الماء. اشترِ زجاجة مياه كبيرة قابلة لإعادة الاستخدام واحتفظ بها معك في جميع الأوقات. مجرد رؤية زجاجتك سيكون بمثابة تذكير دائم بالشرب. بالإضافة إلى ذلك، إنها طريقة رائعة لتتبع الكمية التي تشربها فعلياً. 
 
 
- استبدل الصودا بالمياه الفوارة، لتوفّر السعرات الحرارية، وتمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتقلل من الرغبة الشديدة في تناول السكر.
 
- أضف الإلكتروليتات والنكهة إلى المياه.
 
- حاول خلط المزيد من المياه الفوار مع بعض التوت وربما حتى القليل من عصير الفاكهة النقيّ، لشرب شيء حلو خفيف السعرات الحرارية.
 
- عيّن تذكيرات لشرب المياه على هاتفك، أو استخدم تطبيق تتبّع شرب المياه.
 
- اشرب كوباً من شاي الأعشاب مساءً لدعم الترطيب. 
 
- تناول الأطعمة الغنية بالمياه مثل البطيخ والخيار والفلفل الحلو والطماطم والفراولة والشمام والخوخ والخس والكرفس والفجل والطماطم والكوسا والفراولة. 
 
- امزج المياه مع بعض النكهات مثل الفواكه والأعشاب الطازجة. أضف بعض الليمون الطازج أو التوت الأزرق أو الخيار أو النعناع أو إكليل الجبل إلى المياه، واستمتع بمياه منعشة ولذيذة وصحية.
 
- ارتشف المياه بإضافة مكعبات ثلج الفاكهة لتجعل التجربة ممتعة. جمّد الفواكه والخضروات، مثل الفراولة وشرائح الحمضيات والخيار، أو المرطبات، مثل العصير أو الشاي أو القهوة، في مكعبات الثلج وأضفها إلى كوب المياه العادي.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium