يمكن أن يكون في بعض التوتّر إفادة لنا، إلا أن الكثير منه، أو ذاك المزمن، يؤدي إلى مشكلات صحّية مثل القلق وارتفاع ضغط الدم وحتى ضعف جهاز المناعة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
تحكي الطبيبة النفسية أليسون تشيس، التي لديها أكثر من 20 عامًا من الخبرة المهنية، أنّها عانت هي الأخرى من التوتر، تماماً مثلما يحصل مع مرضاها.
تقول تشيس، وهي مستشارة عياديّة كبيرة في مجالها: "في بعض الأحيان، يكون من الصعب أن تكون متخصّصًا في الصحة العقلية، وأن تقنع الآخرين بأن لا حلول سحريّة لديك، حتى بالنسبة إلى مشكلاتك الخاصة".
بالنسبة إلى تشيس، تعترف بأنّها كالبشر الآخرين، لديها ما يوتّرها ويقلقها، لكن دورها كطبيبة عياديّة يساعدها على التكيّف مع التوتر وكيفيّة التعامل معه؛ ولا ينفي ذلك أن تطرق الضغوطات اليومية أبوابها مراراً".
طرق لخفض التوتّر
تسحب تشيس الأدوات من قبو خبرتها الممتدة لعقود من الزمن حتى تمنع الضغوط اليومية من استنفاد طاقتها. في ما يأتي بعض الطرق التي تُدير بها مستويات التوتر لديها وتسهم في تهدئة الآخرين.
1. اتّباع تمارين التنفّس
لإبعاد المشاعر السلبية، تهتمّ تشيس بتنفّسها. توضح: "أعمل حقاً على محاولة تهدئة جسدي لأن التوتر له آثار جسدية. ولذا، فإن أوّل الأشياء التي أحاول القيام بها هو ضبط كيفية تفاعل جسدي. وباستخدام التنفّس العميق، يحدث فرقٌ كبير في كيفية قدرتي على التعامل مع كلّ ما يحدث".
2. أطلب المساعدة
في أغلب الأوقات، تذكّر تشيس نفسها بأن "لا أحد منّا بطل خارق. وبإمكان الجميع تنفيذ المهام التي تبقى ضمن الإمكانيات وتحت السيطرة للتعامل معها".
وتشير إلى أنه "من المهمّ حقًا أن تدرك أنّ ما أنجزته نعمة مع الاحتفاظ بالقناعة بأن ليس كل ما تطمح إليه تحصل عليه أو تنجزه، بل تبقى هناك أمور عصيّة، لا يُفترض أن تأخذنا إلى السلبيّة. فلكلّ إنسان طاقة محدودة".
عندما تتعامل تشيس مع الكثير من التوتر تطلب المساعدة، وتعتمد على الأشخاص الذين يمكنها الاعتماد عليهم. وتقول إنّ وجود نظام دعم مع الأشخاص الذين يمكنك أن تكون منفتحًا وضعيفًا معهم، "يُحدث فرقًا كبيرًا".
3. احصل على قسط كافٍ من النوم
بين مسؤولياتها اليومية المتمثلة بمقابلة المرضى وإجراء الاستشارات السريرية مع طلاب الدراسات العليا ومرافقة كلبها في نزهة، يمكن أن تقضي تشيس أوقاتًا مزدحمة. تقول: "لذا فإن نومي مهمّ حقًا".
يعني ذلك أنها تنام بحدود الساعة التاسعة والنصف مساء، الأمر الذي يهيئها للإنتاجية في اليوم اللاحق. ومن مهماتها تحضير الطعام مع زوجها لدى عودتها إلى المنزل بحدود السادسة مساء، ثم الاستمتاع بمشاهدة التلفاز لمدة ساعة بطريقة عابرة من دون التركيز على برنامج محدّد. وتحرص تشيس على عدم الاستغراق في استخدام شاشة هاتفها قبل النوم.
4. إعطاء الأولوية للجوانب التي تبثّ الفرح
بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تحرص تشيس على القيام بشيء واحد على الأقلّ يكون موضوعاً لتستمتع به كلّ يوم. وتقول إنه ليس من الضروري أن يكون الأمر كبيرًا طالما أنه يجلب لها السعادة.
"حتى لو كان ذلك إجراء مكالمة هاتفية مع صديق قديم أو الجلوس والقيام بشيء يجعلك سعيدًا مثل الحصول على فرصة لقراءة مقالة على مدوّنة أو الاستماع إلى كتاب صوتيّ، أو المشي، أو أيّ من هذه الأشياء".
بذلك، تعطي الأولوية لتخصيص وقت للتواصل الاجتماعي مع الأشخاص الذين تشعر حيالهم بالتلقائية والفرح والعفوية.
5. خذ فترات راحة
تفطن تشيس إلى أن دخولها في حالة من العصبية، بغض النظر عن الدرجات، تعني أنها بحاجة إلى قضاء بعض الوقت مع نفسها".
في تلك اللحظات التي تشعر فيها بالإرهاق، تأخذ فترات راحة وتستغلّ وقتها في إجازة.
6. لا بدّ من ضوابط وحدود
إحدى الطرق الرئيسية التي تُدير بها تشيس ضغوطها تتمثّل بوضع حدود واضحة لجميع جوانب حياتها. "إن تأكيد نفسك يعني أن يكون لديك حدودك الخاصّة، ومعرفة ما الذي يناسبك وما الذي لن يناسبك، وعدم الخوف من تحديد هذه الحدود والتوضيح بشأنها".
وعلى الرغم من أن تشيس تجد صعوبة في وضع الحدود عندما تريد أن تكون داعمة ومتاحة للأشخاص في حياتها، فهي تعرف مدى أهمية الاعتناء بنفسها من أجل الظهور بشكل صحيح أمام نفسها والآخرين.
وتساعدها وظيفتها كطبيبة نفسية على اكتشاف أسلوبها في التعامل مع المواقف العصيبة، خاصة عندما تحتاج إلى وضع حدود.