في خضم "الترند" الذي اكتسح السوق للترويج لفعالية بعض أدوية السكري وتحديداً الـ"أوزمبيك" والـ"ويغوفي" في خسارة الوزن، جاءت المفاجأة من نوع آخر لتعطي أملاً في المعركة الطبية المتواصلة للقضاء على السرطان.
هذه الأدوية التي ازدهرت شعبيتها في الفترة الأخيرة كوسيلة لإنقاص الوزن، تشق اليوم طريقها لتكشف عن فائدة جديدة قد تغيّر قواعد اللعبة في علاجات السرطان.
الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة لديهم خطر أعلى للإصابة
بـ13 نوعًا من السرطان، وفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) نحو 40 في المئة من حالات تشخيص السرطان الجديدة مرتبطة بزيادة الوزن. بالاستناد إلى بيانات الـCDC سُجل في العام 2021 نحو 170 حالة تشخيص جديدة لكل 100 ألف شخص.
وجدت الأبحاث الجديدة، التي نُشرت في 5 تموز في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، أدلة بشأن استخدام أدوية سيماغلوتايد، مثل أوزمبيك وويغوفي، وتبيّن أنها قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
في الدراسة، قام الباحثون بدراسة 13 نوعاً من السرطان مرتبطاً بالسمنة.
ووجدوا أن الأشخاص الذين يتناولون سيماغلوتايد لديهم خطر أقل لتطوير 10 من هذه السرطانات المرتبطة بالسمنة مقارنةً بأولئك الذين كانوا يتناولون الأنسولين. وشملت هذه السرطانات سرطان المريء، والقولون والمستقيم، وبطانة الرحم، والمرارة، والكلى، والكبد، والمبيض، والبنكرياس، بالإضافة إلى الورم السحائي والورم النخاعي المتعدد.
وتشير CDC إلى أن الوزن الزائد يُسبب تغيرات في الجسم مثل الالتهاب طويل الأمد وارتفاع مستويات الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين والهرمونات الجنسية إلى مستويات أعلى من المعتاد، الأمر الذي قد يُسبب السرطان.
في المقلب الآخر، كتب مؤلفو الدراسة أن النتائج الجديدة التي تربط علاج GLP-1 بانخفاض خطر بعض أنواع السرطان "تقارن بشكل إيجابي" مع التأثيرات المماثلة المرتبطة بالتدخل المكثف في نمط الحياة وجراحة السمنة الأيضية التي عثر عليها في تجارب أخرى.
فما الذي تعنيه نتائج الدراسة لمستقبل السمنة والسرطان وأدوية GLP-1؟
إليكم أبرز 3 أسئلة أساسية للإجابة عنها، وفق ما نشر موقع ABC News. 1- ما هي أنواع السرطان التي أثرت عليها أدوية GLP-1 في الدراسة؟
بعد أن حللت الدراسة بيانات أكثر من 1.5 مليون مريض مصاب بالسكري من النوع الثاني، في 13 نوعاً من السرطان المرتبط بالسمنة، وجدت أن المرضى الذين عولجوا بأدوية GLP-1، انخفض خطر الإصابة بسرطان المرارة والورم السحائي وسرطان البنكرياس وسرطان الكبد، إلى النصف تقريبًا.
كذلك قلل بشكل كبير خطر الإصابة بسرطانات المبيض، والقولون والمستقيم، والورم النخاعي المتعدد، وسرطان المريء، وبطانة الرحم، والكلى للمرضى الذين يتناولون أدوية GLP-1.
2- ما هي أدوية GLP-1 وكيف تعمل؟
تساعد أدوية GLP-1 الأشخاص على إنتاج الأنسولين لتخفيض مستوى السكر في الدم. تعمل فئة هذه الأدوية ومن ضمنها "أوزمبيك" و "ويغوفي" عن طريق تقليد تأثيرات GLP-1، وهو نوع من الهرمونات في الجسم يؤثر على كل شيء من الدماغ إلى العضلات والبنكرياس والمعدة والكبد.
هذه الأدوية، التي تصنع من مركب يُسمى سيماغلوتايد، تعمل عن طريق إبطاء حركة الطعام عبر المعدة وتقليل الشهية، ما يسبب فقدان الوزن. عادةً ما تُعطى هذه الأدوية عن طريق الحقن مرة واحدة في الأسبوع.
حصل دواء "اوزمبيك" على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA لعلاج مرض السكري من النوع 2، ولكن بعض الأطباء يصفون الدواء خارج هذا الإطار بهدف فقدان الوزن. في حين أن دواء "ويغوفي" الذي يحتوي على نفس المكوّن الرئيسي سيماغلوتايد، مُعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لفقدان الوزن.
وأظهرت الدراسات السريرية إلى أن مستخدمي هذه الأدوية يمكن أن يفقدوا بين 5 إلى 20 في المئة من وزنهم.
3- لماذا يتم العثور على أدوية تساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان؟
يواصل العلماء البحث بمختلف الوسائل والدراسات والتجارب لإيجاد علاج أو دواء يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، شدد مؤلفو الدراسة على أهمية الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد كيفية مساهمة أدوية GLP-1 في تقليل خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة.
وأشار طبيب الطوارئ المعتمد الدكتور دارين ساتون إلى أن الدراسة لم تظهر بدقة ما إذا كانت أدوية GLP-1 تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بشكل مباشر أو إذا كان فقدان الوزن هو الذي يقلل هذا الخطر.
لذلك نحن بحاجة إلى فهم طبيعة هذا الارتباط والتي تشمل فرضيات كثيرة منها اضطراب الهرمونات والسمنة، بالإضافة إلى عوامل مثل عامل النمو وزيادة الأنسولين التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى اضطراب الجهاز المناعي.
تقليل خطر الإصابة بنسبة 65 في المئة
تُشكّل نتائج هذه الدراسة ركيزة أساسية لدراسات مستقبلية تحدد أكثر كيفية عمل هذه الأدوية وآلياتها في تخفيض خطر الإصابة بالسرطان. وفي انتظار ما ستظهره الأبحاث المستقبلية، أظهرت الدراسة الحديثة قدرة أدوية GLP-1 على تخفيض بعض أنواع السرطانات بنسبة قد تصل إلى 65 في المئة، حسب ما نشر موقع Healthline.
خطر أقل بنسبة 65% لسرطان المرارة.
خطر أقل بنسبة 63% لورم السحائي (Meningioma).
خطر أقل بنسبة 59% لسرطان البنكرياس.
خطر أقل بنسبة 53% للسرطان الكبدي الخلوي الحرشفي (Hepatocellular carcinoma).
خطر أقل بنسبة 48% لسرطان المبيض.
خطر أقل بنسبة 46% لسرطان القولون والمستقيم.
خطر أقل بنسبة 41% للورم النخاعي المتعدد (Multiple myeloma).
خطر أقل بنسبة 40% لسرطان المريء.
خطر أقل بنسبة 26% لسرطان بطانة الرحم.
خطر أقل بنسبة 24% لسرطان الكلى.
فهل تصبح أدوية GLP-1 أكثر شيوعاً في عيادات أطباء الأورام؟ في انتظار ما ستكشفه الأبحاث المستقبلية والتجارب السريرية الجديدة.