النهار

قراءة علميّة في إصابة الرئيس السابق دونالد ترامب: أسئلة لم تتمّ الإجابة عليها
المصدر: "النهار"
قراءة علميّة في إصابة الرئيس السابق دونالد ترامب: أسئلة لم تتمّ الإجابة عليها
دونالد ترامب (أ ف ب).
A+   A-
 
بعد مرور 6 أيام على محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب خلال تواجده في تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، وبعد انتشار صورته رافعاً قبضته التي تحوّلت إلى أيقونة أميركية تُجسد الكثير، لا بدّ اليوم من التوقّف قليلاً عن نوع الإصابة وكيفية تعاطي فريقه الطبي مع حالته الصحية في الأيام والأسابيع المقبلة، بعيداً عن الشعارات الانتخابية والانفعالات الأولية التي تلت الحادثة.
 
يتوقّف كبير المراسلين الطبيين لشبكة "سي إن إن" الدكتور سانجاي غوبتا في مقاله على أهمية إجراء تقييم عام وشامل لإصابات الرئيس السابق دونالد ترامب. ما يثير القلق هو أنّ إطلاق النار بالقرب من منطقة الرأس يمكن أن يُسبب إصابات لا يمكن ملاحظتها فوراً، مثل نزيف في الدماغ أو ضرر في الأذن الداخلية أو حتى صدمة نفسية.
 
باعتباره جرّاح أعصاب متخصّص في الإصابات، بات غوبتا على دراية بما يمكن تقييمه كي يقدّم صورة كاملة ويساهم في التعافي بشكل أسرع.
 
الساعة الأولى
 
صدر أول بيان رسمي في شأن صحة ترامب من حملته بعد حوالى 40 دقيق من حادثة إطلاق النار. وأكد فيه أن الرئيس ترامب بخير ويتم فحصه في منشأة طبية محلية، وسيتم الإعلان عن المزيد في التفاصيل في وقت لاحق.
 
وبالفعل، جاءت التفاصيل الرسمية الوحيدة بعد حوالى ساعتين في منشور على منصة "تروث سوشيل" من ترامب نفسه حيث كتب "أُصبت برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى. علمتُ فورًا أن هناك خطأ ما لأنني سمعتُ صوت صفير وطلقات نارية، وشعرتُ على الفور بالرصاصة تخترق الجلد".
 
باختصار، وكما يقول الدكتور غوبتا إن معظم المعلومات التي نعرفها عن إصابته تعتمد على ما رأيناه في الصور ومقاطع الفيديو، ومن الروايات غير المباشرة.
 
 
ما نعرفه عن إصابة ترامب
 
رأينا ترامب في اللحظات التي تلت إطلاق النار يوم السبت الماضي يرفع يده اليمنى إلى أذنه وجانب من وجهه. انحنى من تلقاء نفسه إلى الأرض.
وقف ترامب بعد دقيقة من رفع ذراعه اليمنى تمكن من المشي والتحدث على الفور. من الناحية الطبية يمكن القول إن كل هذه المؤشرات تعتبر جيدة، وبرغم  الدم الذي كان واضحاً على وجهه فإن إصابته لم تكن خطيرة.
 
هذا الانطباع الأولي بألّا شيء شكّل خطراً أعاد تأكيده الطبيب السابق في البيت الأبيض تحت إدارة ترامب النائب الأميركي روني جاكسون، خلال مقابلة يوم الاثنين في بودكاست " The Benny Show"، إنه "فَحَصَ" الجرح في أذن ترامب وضمّده بنفسه. مشدداً على أنه "لم يكن هناك تأثير ارتجاجي من الرصاصة لأنّ الإصابة كانت بعيدة بما فيه الكفاية عن رأس ترامب."
 
في مقلب آخر، يشير طبيب غرفة الطوارئ في مستشفى بتلر التذكاري الدكتور ديفيد روتينجهاوس إلى أنه "عندما حدث ما لا يُتصور، لم يستغرق الأمر أكثر من دقائق لتنفيذ الخطة في المستشفى من خلال تأمين وتحويل المرضى إلى منشآت صحية أخرى".
 
وأكّد أنّه: "قيل لنا إنّ ترامب خضع لأشعة مقطعية وفحوص روتينية أخرى، إلّا أنّه من غير الواضح متى تمّ إجراء هذه الفحوص، ومن قرأ الأشعة أو ما إذا كان دماغه قد تمّ فحصه بشكل محدد". وبعد ذلك، ظهر ترامب مع ضمادة على أذنه وكان يتحدث وهو بصحة جيدة.
 
 
ما لا نعرفه
 
بالاستناد إلى كل هذه المؤشرات التي تبدو إيجابية، إلّا أنه من المفاجئ أنّنا لم نسمع عن المزيد من التشخيص الدقيق والرعاية لما قد يكون إصابة كارثية.
ويحاول روتينجهاوس إيجاد إجابات علمية ومنطقية، برايه أنّ الاهتمام كان مركزاً على الأذن والجانب الأيمن من الرأس ولكن هذا لا يعني أنه قد لا تكون هناك إصابات أخرى محتملة. ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان قد تعرّض لطلقة أساسية من البندقية، أو طلقة ثانوية، أو مزيج من الاثنين. في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب معرفة ذلك دون تقييم دقيق.
 
وفق طبيب الطوارئ: "نحن نعلم أنّ مطلق النار استخدم سلاحاً من طراز AR-15، ومن خلال تجربتي في غرفة العمليات شهدتُ ما يمكن لهذا السلاح أن يُسبّبه. الطاقة الحركية لها كبيرة وكيف يمكن لبندقية مثل AR-15 أن تنتج ما يصل إلى 1300 رطل من القوة. ومع وجود هذا القدر الكبير من القوة بالقرب من الرأس، يمكن أن تكون هناك إصابات تتجاوز ما هو مرئيّ.
 
على سبيل المثال، يمكن أن تُحدث كسوراً في العظم الرقيق في تلك المنطقة من الجمجمة، وورماً دمويّاً فوق الجافية (أو النزيف بين الجمجمة والدماغ) وأضراراً في عظام الأذن الداخلية، ما قد يؤدّي إلى فقدان السمع أو الدوار أو الدوخة.
 
يمكن للأشعة المقطعية عادةً اكتشاف مثل هذه الإصابات، ولكنّها لا تكون دائمًا واضحة على الفور. ونتيجة لذلك، تتمّ في بعض الأحيان مراقبة المرضى في المستشفى وقد يخضعون لفحص متكرّر بالأشعة المقطعية.
 
في مقلب آخر، يمكن أن يكون للإجهاد الناتج عن إطلاق النار أيضًا آثار نفسية. ويوضح الدكتور كينجي إينابا، جراح الصدمات في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا أنّه "في حالة الفوضى التي تلي إطلاق النار مباشرة، لا تظهر هذه التأثيرات النفسية دائمًا. يمكن أن يأتي ذلك لاحقًا، وهو شيء نحتاج دائمًا إلى أن نكون على دراية تامة به".

اقرأ في النهار Premium