موسم الصيف من الفترات التي يزيد فيها خاصةً خطر الإصابة بالتهابات البول. في هذه الفترة من السنة، هناك بعض السلوكيات التي يمكن أن تساعد في تمضية هذه الفترة من السنة من دون مشاكل، وفي الحدّ من خطر الإصابة بالتهابات في البول.
ما العوامل التي تسهم في زيادة خطر الإصابة بالتهابات البول في الصيف؟
يوضح الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الدكتور جاك شقير أن احتمال الإصابة بالتهابات البول يزيد بالفعل في موسم الصيف، خصوصاً لدى النساء لأسباب عديدة:
- جفاف السوائل في الجسم، الذي يحصل غالباً في الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التعرّق وعدم تناول كميات كافية من الماء.
- حصر البول وتأجيل توقيت الدخول إلى الحمام للتبول.
- الإمساك، بما أن البكتيريا المسؤولة عن التهاب البول تأتي من المعي وهي لا تنتج عن عدوى كما يعتقد البعض.
هذا إضافة إلى عوامل أخرى يمكن أن تسهم في زيادة خطر الإصابة بالتهابات البول صيفاً:
- ارتداء ملابس السباحة المبللة
- السفر
- التغيير في السلوكيات الغذائية
من جهة أخرى، في حال السفر يزداد احتمال التعرّض للإمساك أو الإسهال، وهذه المشكلات في الجهاز الهضمي تزيد احتمال نموّ الجراثيم في الأمعاء، وبالتالي انتقالها إلى جهاز البول، ما يسبّب التهاباً. حتى إن المبالغة في تناول الخضروات والفاكهة صيفاً قد تسبّب حموضة زائدة في البول ما يزيد من احتمال الإصابة بالالتهابات.
للوقاية من هذه الالتهابات، يشدد شقير على أهمية تجنب العوامل المسببة لهذه الحالة ومعالجة مشكلة الإمساك.
كيف يمكن تجنّب الإصابة بالتهابات البول؟
بالإضافة إلى ضرورة تجنب العوامل المسببة، يشدد شقير على أهمية حرص المرأة على التبول بعد إقامة العلاقة الزوجية بما أن العلاقة قد تسهم في دخول البكتيريا التي تسهم في الإصابة بالتهاب البول.
في الوقت نفسه، هناك عائلات أكثر عرضة للإصابة بالتهابات البول وهي مسألة لا يمكن التصدّي لها لأن ذلك يرتبط بطبيعة الجسم.
هل المضاد الحيوي هو العلاج الوحيد لالتهابات البول؟
غالباً ما يلجأ الناس تلقائياً إلى المضاد الحيوي لدى الشعور بأعراض قد تدل على الإصابة بالتهابات البول. ومنها:
- الحريق عند التبول
- دم في البول
- ألم عند التبول
- التبول المتقطع
من الأخطاء الشائعة التي يحذر منها شقير تناول المضاد الحيوي تلقائياً عندها. فهذا ما يسبب حالة مقاومة البكتيريا التي تُعدّ شائعة في لبنان وتصل نسبتها إلى 50 أو 60 في المئة لكثرة تناول المضادات الحيوية.
لذلك، من الضروري الحرص على إجراء فحص زرع البول قبل تناول المضاد الحيوي لتحديد النوع الأفضل والجرعة المناسبة وما إن كانت هناك حاجة أصلاً لتناوله. لكن في هذه الحالة أيضاً، لا يوصف العلاج في حال وجود بكتيريا لأن نسبة 30 في المئة من النساء و50 في المئة من الرجال لديهم بكتيريا في البول لا تحتاج إلى علاج، فيما يكون العلاج ضرورياً في حال وجود أعراض معيّنة ترتبط بالتهاب البول الذي أكده زرع البول. أما التغيّر في رائحة البول فليس أبداً معياراً يمكن الاستناد إليه في هذه الحالة لوصف العلاج.
من جهة أخرى، لا يفيد تناول المضاد الحيوي في حال عدم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتجنب معاودة الحالة. كما لا يفيد تناول المضاد الحيوي نفسه الذي تم تناوله في المرة السابقة أخيراً.
حلول أخرى للوقاية من التهابات البول صيفاً
حيل معينة يمكن اللجوء إليها للحدّ من هذا الخطر في العطلات:
- شرب كميات إضافية من الماء، خصوصاً في أيام الحرّ الشديد، شرط عدم تخطّي معدل ليترين يومياً.
- التركيز على التوت البري على سبيل الوقاية قبل أسبوعين أو ثلاثة من بداية العطلة، خصوصاً إن كنت عرضة للإصابة بالتهابات البول.
- حفظ ما يساعد في معالجة الإسهال أثناء الذهاب في عطلة. كذلك يجب حفظ ما يساعد في مواجهة الإمساك.
- تخصيص الوقت اللازم لدخول الحمام. كما يجب الحرص على النظافة تجنّباً لتلوّث المهبل.
- بعد السباحة، يجب نزع ملابس السباحة المبلّلة في أسرع وقت ممكن، ويجب عدم ارتدائها طوال ساعات النهار، إذ إن المحيط المبلّل يساعد في نموّ البكتيريا.
- الحرص على ارتداء ملابس واسعة مريحة وملابس داخلية من القطن.
ما الحل في حال الإصابة بالتهاب في البول؟
- يجب الإكثار من شرب الماء.
- مضاعفة كميات التوت البري خلال 3 أو 4 أيام.
- يجب تناول مضاد للالتهابات للحدّ من الالتهاب في المثانة قبل إجراء فحص أو تناول مضاد حيوي، وذلك بعد استشارة الطبيب بالطبع.