النهار

هل نعتمد على الفيتامين "د" فعلاً لتأمين الوقاية من السرطان؟
كارين اليان
المصدر: "النهار"
هل نعتمد على الفيتامين "د" فعلاً لتأمين الوقاية من السرطان؟
فيتامين د (تعبيرية).
A+   A-
في السنوات الأخيرة، أخذ الفيتامين "د" يحتل أهمية متزايدة وبدا أنه قد يكون أهم الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم والتي ثمة علاقة بين النقص فيها والإصابة بأمراض عديدة. ويلجأ كثيرون إلى تناول الفيتامين "د" تلقائياً على شكل مكمل غذائي، لتأمينه بمعدلات كافية، بغض النظر عما إن كانوا يحتاجون إليه أو لا. 
 
في المقابل، يشدّد الأطباء على أنه ليس من المفترض تناول أي مكملات غذائية من دون إجراء فحص للتأكد من مستويات الفيتامينات للجسم ومدى حاجته إليها، بغض النظر عن أهميتها. هذا الجدل الحاصل أخيراً حول الفيتامين "د" يستدعي تسليط الضوء عليه. ويطرح تساؤلات حول ما إن كان يستحق هذه المرتبة التي وضع فيها بين مختلف الفيتامينات.
 
ما هو الفيتامين "د"؟
يُعدّ الفيتامين "د" من أهم الفيتامينات التي تحافظ على صحة الهيكل العظمي والعضلات بما أن له دوراً جوهرياً في الحفاظ على توازن الكالسيوم في الجسم من خلال زيادة قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم وتحسين القدرة على امتصاص الفوسفور اللذين يعتبران من العناصر الأساسية في عملية تمعدن العظام لبناء عظام صلبة وقوية. عموماً، للفيتامين "د" أهمية كبرى في الحفاظ على كثافة العظام. بحسب طبيب الصحة العامة الدكتور حسين الهواري، على المستوى الطبي إن الفيتامين "د" من الفيتامينات المهمة والأساسية في الجسم تماماً كما بالنسبة إلى الفيتامينات "ب المركبة" والفيتامين سي. 
 
كيف يمكن تأمين الفيتامين "د"؟
صحيح أنه يمكن تأمين الفيتامين "د" من الغذاء، كما بالنسبة إلى باقي الفيتامينات. لكنه يختلف عن الفيتامينات الباقية بكونه لا يتأمن من الغذاء إلا بنسبة 10 في المئة، وفق ما يوضحه الهواري بما أنه يتكون عبر الجلد عبر التعرض لأشعة الشمس كما بات معروفاً. أما معدّل التعرض لأشعة الشمس فهو 10 إلى 15 دقيقة لا أكثر أي إن المطلوب التعرض للشمس باعتدال للاستفادة منها، خصوصاً أنها متوافرة في أشهر عديدة في السنة في بلادنا. ومن الممكن التعرّض لها في الصباح الباكر. عموماً، نتعرض في بلادنا لحوالى ساعة إلى 3 ساعات في اليوم في الأيام المشمسة وهذا كافٍ للحصول على 10000 IU إلى 20000 من الفيتامين "د" وهو كافٍ أيضاً لتأمين احتياجات الجسم.
 
ما المصادر الغذائية الفضلى للفيتامين "د"؟
– البيض
– الأسماك بأنواعها كالسلمون والسردين
– البقوليات كالحمص والفول
– عصير الليمون البرتقال
– الألبان والأجبان
– المكسرات كالكاجو واللوز
 
ما الذي يحصل في حال حصول نقص في الفيتامين "د"؟
يؤدي النقص في الفيتامين "د" إلى مشكلات عديدة في الجسم:
– تعب وخمول
– وجع في العضلات والمفاصل لأنه يساعد على امتصاص الكالسيوم وتأمينه للعضلات 
– تساقط الشعر
– زيادة وزن أو صعوبة في خفض الوزن
– تأثير على المزاج والاكتئاب والحالة النفسية خصوصاً أنه يمكن الحصول عليه عبر التعرض لأشعة الشمس ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السيروتونين أو هرمون السعادة.
– تقوّس القدمين لدى الأطفال
– القدرة على التركيز والذاكرة
 
هل يجب تناول مكملات الفيتامين "د" تلقائياً لزيادة معدلاته؟
من المفترض أن تراوح مستويات الفيتامين "د" بين 30 و50 نانوغرام/ميلليلتر. ويشار إلى مستواه بأنه منخفض حينما يصل إلى أقل من 20 نانوغرام/ميلليمتر، وإذا انخفض تحت الـ12 نانوغرام/ ميلليتر، تكون الحالة مرضيّة. 
 
وفي المقابل، لا توصف مكملات الفيتامين "د" أبداً من دون اللجوء إلى الفحص الذي يحدد مستويات الفيتامين "د" وما إن كانت هناك حاجة للحصول على المكملات والجرعة والمدة التي من المفترض تناولها فيها. لكن من المهم أن تحصل الحوامل على "الفيتامين "د".
 
هل صحيح أن ثمة علاقة بين الإصابة بالسرطان والنقص في الفيتامين "د"؟
أظهرت دراسة نشرها "معهد السرطان الوطني" في بريطانيا في عام 2023 بعنوان "الفيتامين د والسرطان"، وأجرت مراجعة مدققة للدراسات عن ذلك الموضوع، أنه يجب النظر بتحفظ إلى تلك العلاقة. وأوردت أن ذلك الفيتامين يُحدث تأثيراً وقائياً بالنسبة لسرطان القولون والمثانة، لكن لا تأثير له على السرطانات الأكثر انتشاراً كالرئة والثدي وغيرهما. والمُفاجئ في الدراسة، أن ارتفاع مستوى فيتامين "د" ارتبط إلى حد ما مع زيادة خطورة الإصابة بسرطان البروستات والبنكرياس. 
 
ويساعد الفيتامين "د" مرضى السكري على إفراز الأنسولين وخفض السكر في الدم. كذلك يساعد على تنشيط عضلات الجسم وعلى تحسين المزاج.
ويقتضي التنبه فعلياً إلى أن النقص الحاد في فيتامين "د" يؤثر سلباً على صحة القلب والشرايين، فيما مستوياته الطبيعية تساعد في ضبط مستويات السكر في الدم.
 
هل يجب على الكل تناول الفيتامين "د" بعد سن الأربعين؟
لا يرتبط تناول الفيتامين "د" بعمر معين. لكن من المفاجئ أنه في لبنان تبين أنه على الرغم من أن لبنان من البلاد المشمسة في معظم أيام السنة ويتعرض المواطنون بكثرة لأشعة الشمس، تبين أن ثمة نقصاً واضحاً في معدلات الفيتامين "د". وفي دراسة نهضت بها "الجامعة الأميركية في بيروت"، شدد البحاثة على دور أنماط الحياة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية في الإضاءة على التناقض بين وفرة الشمس في بلاد الأرز وبين انتشار نقص فيتامين "د" بين البالغين اللبنانيين، خصوصاً في بيروت الكبرى. وأشارت إلى احتمال مساهمة عناصر جينية في الأمر، من دون الحسم في ذلك. 
 
وبالتالي، ثمة أهمية لإجراء الفحص كل 6 أشهر خاصة بعد اللجوء خلال فترة إلى العلاج بالمكملات.
 
ما الفيتامينات التي توصف عادةً مع الفيتامين "د"؟
في العادة، يوصف فيتامين "ب" المركب والفيتامين "ب 12" لأن النقص فيه يسبب مشكلات عدّة في الجسم كالتعب والتنميل في الأطراف، خصوصاً بالنسبة لمرضى السكري الذين يكونون أكثر عرضة للمشكلات في الأطراف.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium