النهار

أداة تقيس الضغط باستمرار بواسطة موجات صوتية ناعمة
المصدر: "النهار"
توصّل فريق متعدّد التخصّصات من الباحثين في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إلى طريقة لقياس ضغط الدم بشكل مستمرّ وغير جراحيّ في أي مكان من الجسم، من دون أيّ إزعاج للمريض.
أداة تقيس الضغط باستمرار بواسطة موجات صوتية ناعمة
جهاز جديد لقياس ضغط الدم على مدار الساعة.
A+   A-
 

في محاولة لحل مشكلة استمرت عقوداً من الزمن، توصّل فريق متعدّد التخصّصات من الباحثين في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إلى طريقة لقياس ضغط الدم بشكل مستمرّ وغير جراحيّ في أي مكان من الجسم، من دون أيّ إزعاج للمريض. ويحمل الجهاز القائم على التقنية الجديدة وعدًا بتحسين مراقبة العلامات الحيوية بشكل أفضل في المنزل، وفي المستشفى، وربما في الأماكن النائية أيضاً حيث تكون الموارد محدودة.
 
تستخدم التقنية الجديدة الحاصلة على براءة اختراع، والتي تُسمّى "قياس الضغط بالرنين الصوتيّ"، الموجات الصوتية لتحفيز الرنين في الشريان بلطف، ثم تستخدم التصوير بالموجات ما فوق الصوتية لقياس تردد الرنين للشريان، مما يؤدي إلى قياس حقيقي لضغط الدم.
 
في دراسة سريرية صغيرة، أنتج الجهاز، الذي يمنح المرضى إحساسًا طفيفًا بالاهتزاز على الجلد، نتائج مشابهة لتلك التي تم الحصول عليها باستخدام جهاز قياس ضغط الدم التقليدي.
 
يقول أستاذ الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب وأحد مؤلفي ورقة بحثية جديدة في المجلة العلمية PNAS Nexus إنه "انتهينا بالوصول إلى جهاز قادر على قياس ضغط الدم المطلق لا الأرقام الانقباضية والانبساطية فقط التي اعتدنا الحصول عليها من أجهزة قياس ضغط الدم، ولكن الشكل الموجيّ الكامل".
 
باستخدام هذا الجهاز، يمكنك قياس ضغط الدم بشكل مستمر، وفي مواقع مختلفة من الجسم، مما يوفر لك المزيد من المعلومات حول ضغط دم الشخص.
"لقد عمل هذا الفريق لمدة تقارب العقد من الزمن، محاولًا بناء شيء يُحدث فرقًا، ويكون جيدًا بما يكفي لحل مشكلة سريرية حقيقية"، يقول أديتيا راجاغوبال (بكالوريوس 2008، دكتوراه 2014)، الزميل الزائر في الهندسة الكهربائية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، والأستاذ المساعد في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة جنوب كاليفورنيا، وأحد المؤلفين المشاركين في الورقة البحثية الجديدة.
 
العديد من المجموعات، بما في ذلك عمالقة التكنولوجيا مثل أبل وغوغل، كانوا يعملون نحو حلّ مماثل، لأنه يوفر مجموعة من إمكانيات مراقبة المرضى من المستشفى إلى المنزل.
 

يرتبط ارتفاع ضغط الدم بخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى المزمنة وغيرها من المشكلات الصحية، كما يمكن أن يكون انخفاض ضغط الدم مشكلة خطيرة، لأنه يعني أن الدم لا يحمل كمية كافية من الأوكسجين إلى الأعضاء. لذلك يعتبر أخذ قياسات منتظمة لضغط الدم أحد أفضل الطرق لمراقبة الصحة العامة وتحديد المشكلات المحتملة.
 
يرغب الأطباء بشدة في الحصول على قراءات مستمرة توفّر موجات كاملة لضغط دم المريض، بدل الاقتصار على قياسات محيطيّة من الذراع، ولكن أيضًا قياسات مركزية من الصدر وأجزاء أخرى من الجسم. للحصول على المعلومات الكاملة التي يحتاجونها، يلجأ أطباء العناية المركّزة والجرّاحون أحيانًا إلى إدخال قسطرة مباشرة في شريان المرضى الحرجين.
وهذا إجراء جراحي يُعرف بالـa-line، وقد يكون محفوفاً بالمخاطر، إلا أنه يعتبر -حتى الآن- الطريقة الوحيدة للحصول على قراءة مستمرّة لضغط الدم الحقيقيّ.
 
في بعض الحالات، مثل مشكلات صمّامات القلب، يمكن للموجات الكاملة لضغط الدم أن توفر للأطباء معلومات تشخيصية لا يمكنهم الحصول عليها بأي طريقة أخرى.
 
لذلك يحتاج الأطباء إلى وضع جهاز يعمل فوراً على المريض، مثلما يفعل الجهاز الجديد. يوجد النموذج الأوليّ الحالي، الذي بنته واختبرته شركة ناشئة تُدعى Esperto Medical، في داخل علبة محول أصغر من حجم علبة أوراق اللعب، ويتم تثبيته على شريط للذراع، بالرغم من أن الباحثين يقولون إنه يمكن أن يتطور ليصبح بحجم ساعة يد أو رقعة لاصقة.
 
يهدف الفريق إلى استخدام الجهاز أولاً في المستشفيات، حيث سيتم توصيله عبر سلك إلى أجهزة المراقبة الموجودة في المستشفيات. قد يعني هذا أن الأطباء لن يضطروا بعد الآن إلى الموازنة بين مخاطر وضع خط شرياني للحصول على مراقبة مستمرة لضغط الدم الحقيقي لأي مريض.

 

اقرأ في النهار Premium