النهار

ظاهرة "ميزوكينيزيا" النفسية تجعل حركة الآخرين كابوساً لك، فماذا تعرف عنها؟
المصدر: "النهار"
فقاً للأبحاث، فإن الشعور بالتوتر الناتج من رؤية الآخرين يتحركون ولو ببطء هو ظاهرة نفسية شائعة بشكل لا يصدق، تؤثر على ما يصل إلى شخص من كل ثلاثة، حسب ما نشر موقع "ساينس أليرت". ​ هذه الظاهرة تدعى ميزوكينيزيا وتعني رهاب حركة الآخرين، وكذلك تعني كراهية الحركات، وقد ندُرت دراسة هذه الظاهرة من قِبل العلماء حتى السنوات الماضية الأخيرة، ولكن لوحظت في سياق حالة ذات صلة، وهي كراهية الأصوات: وهو اضطراب حيث يشعر الناس بالانزعاج عند سماع أصوات معينة متكررة. ​ تعتبر ظاهرة "ميزوكينيزيا" شبيهة بحالة كراهية الأصوات، لكن المحفزّات عادةً ما تكون بصرية أكثر من كونها صوتية، وفق ما يقول العلماء. ​
ظاهرة "ميزوكينيزيا" النفسية تجعل حركة الآخرين كابوساً لك، فماذا تعرف عنها؟
ظاهرة "ميزوكينيزيا"
A+   A-
 

قد تتساءل لماذا رؤية ملاحظة شخص يتحرك قليلاً قد تكون مزعجة ومشتّتة ومؤلمة؟ هل فكرت ما سبب هذا الشعور، ولماذا؟
 
وفقاً للأبحاث، فإن الشعور بالتوتر الناتج من رؤية الآخرين يتحركون ولو  ببطء هو ظاهرة نفسية شائعة بشكل لا يصدق، تؤثر على ما يصل إلى شخص من كل ثلاثة، حسب ما نشر موقع "ساينس أليرت".
 
هذه الظاهرة تدعى ميزوكينيزيا وتعني رهاب حركة الآخرين، وكذلك تعني كراهية الحركات، وقد ندُرت دراسة هذه الظاهرة من قِبل العلماء حتى السنوات الماضية الأخيرة، ولكن لوحظت في سياق حالة ذات صلة، وهي كراهية الأصوات: وهو اضطراب حيث يشعر الناس بالانزعاج عند سماع أصوات معينة متكررة.
 
تعتبر ظاهرة "ميزوكينيزيا" شبيهة بحالة كراهية الأصوات، لكن المحفزّات عادةً ما تكون بصرية أكثر من كونها صوتية، وفق ما يقول العلماء.
 
يجري تعريف هذه الظاهرة على أنها استجابة عاطفية أو عاطفية سلبية قوية لرؤية حركات شخص آخر الصغيرة والمتكررة، مثل رؤية شخص يعبث بيده أو قدمه من دون وعي. هذا ما أوضحه فريق من الباحثين بقيادة المؤلف الأول وطبيب النفس سوميت جاسوال في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، في دراسة نُشرت في عام 2021.
 
ولتحسين فهمنا أكثر، قام جاسوال وزملاؤه الباحثون بإجراء ما وصفوه بأنه "أول استكشاف علمي متعمق لـ"ميزوكينيزيا"، وتشير النتائج إلى أن الحساسية المتزايدة حيال التململ هي شيء يواجهه عدد كبير من الأشخاص.
 
من خلال سلسلة من التجارب شملت حوالى 4100 مشارك، قاس الباحثون انتشار "ميزوكينيزيا" لدى مجموعة من الطلاب الجامعيين وأشخاص من عامة الناس، مع تقييم التأثيرات التي تحدث لهم، واستكشاف أسباب ظهور هذه الأحاسيس.
 
وفي هذا السياق، أوضح الباحثون "وجدنا أن حوالى ثلث المشاركين أبلغوا عن درجة ما من حساسية نحو السلوكيات المتكررة للتململ من الآخرين، كما يواجهونها في حياتهم اليومية".
 
 
تدعم هذه النتائج الاستنتاج القائل أن "ميزوكينيزيا" ليست ظاهرة مقتصرة على الفئات السريرية فحسب، بل هي في الواقع تحدٍ اجتماعي أساسي وغير معترف به حتى الآن ويشترك فيه العديد من أفراد المجتمع بشكل عام على نطاق واسع.
 
وفقاً للتحليل، فإن هذه الظاهرة تترافق أحياناً مع حساسية الصوت. ويبدو أن هذه الظاهرة تختلف بشكل كبير بين الأفراد، إذ يبلغ بعض الأشخاص عن حساسية مخفوضة فقط إزاء محفّزات التململ، بينما يشعر آخرون بتأثير كبير.
 
وأوضح عالم النفس في جامعة كولومبيا البريطانية تود هاندي " أن هؤلاء الأشخاص يتأثرون عاطفيًا بشكل سلبي ويختبرون ردود فعل مثل الغضب أو القلق أو الإحباط، فضلاً عن انخفاض المتعة في المواقف الاجتماعية والعمل وبيئات التعلم. كما أن البعض يقوم بممارسة أنشطة اجتماعية أقل بسبب هذه الحالة".
 
بدأ هاندي في بحثه عن "ميزوكينيزيا" بعد أن أخبرته شريكته أنه كان يتململ، واعتترفت بأنها تشعر بالتوتر عندما يتحرك أو عند تململ أي شخص آخر.
 
وقال هاندي: "بصفتي متخصصًا في علم الأعصاب الإدراكي البصري، فقد أثار هذا اهتمامي حقًا لمعرفة ما يحدث في الدماغ". وهذا ما يقودنا إلى السؤال الأهم: لماذا نجد التململ مزعجًا للغاية؟".
 
في الدراسة، أجرى الباحثون اختبارات لمعرفة ما إذا كانت كراهية الحركة لدى الأشخاص قد تنشأ عن حساسية متزايدة للتنبّه البصري، والتي تعادل عدم القدرة على تجاهل الأحداث المشتّتة اللتي تحدث في محيطهم البصري.
 
كانت النتائج المبنية على التجارب الأولية غير حاسمة في هذا الصدد، إذ لم يجد الباحثون أي دليل قاطع على أن آليات التنبّه البصري الانعكاسي تساهم بشكل كبير في حساسية كراهية الحركة.



اقرأ في النهار Premium