يتعرض البشر الآن للضوء الاصطناعي بشكل مفرط خلال النهار والليل، بحيث جرى دمج هذه الأضواء في الحياة اليومية نتيجة للتطوّر التكنولوجي وما نتج عنه من استخدام واعتماد كلّي على الأجهزة الذكية واللوحات الرقمية.
إلى جانب تأثير الضوء الاصطناعي أو الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الرقمية على استعدادنا للنوم وإيقاعنا اليومي الطبيعي وصحتنا العامة، أثبتت الأبحاث أنّه يؤثّر أيضاً على بشرتنا، إذ يتعرض الجلد، باعتباره أكبر عضو في الجسم على الفور للضوء الاصطناعي والبيئي والصدمات الخارجية لأنه بمثابة خط الحماية الأول ضد المخاطر البيئية.
ما هو الضوء الأزرق؟
الضوء الأزرق، كغيره من ألوان الضوء المرئي، يحيط بنا من كل جانب، فالشمس تصدر ضوءاً أزرق (إلى جانب ألوان أخرى طبعاً).
ما هي المصادر الشائعة للضوء الأزرق في الحياة اليومية؟
- ضوء الشمس: الشمس هي المصدر الأهم للضوء الأزرق.
- الشاشات الرقمية: تصدر الأجهزة، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون، الضوء الأزرق.
- إضاءة LED والفلورسنت: حلول الإضاءة الحديثة، بما في ذلك مصابيح LED والفلورسنت الموفّرة للطاقة، تصدر أيضاً كميات كبيرة من الضوء الأزرق.
ماذا يحدث للبشرة لدى تعرّضها للأجهزة الرقمية؟
الدكتورة مايا الهبر- طبيبة متخصصة بالأمراض الجلدية
الضوء الأزرق ضوء مرئي عالي الطاقة، وله تأثيرات أساسية ومباشرة على البشرة، فهو أولاً يزيد من شيخوخة البشرة، وقد يعرّض الشخص لخطر التصبّغاتskin pigmentation . أمّا من حيث التأثيرات غير المباشرة، فهو يؤثر على نوعية النوم، وبالتالي على البشرة بشكل سلبي، وذلك من خلال زيادة عملية الأكسدة في البشرة التي تؤدي إلى زيادة الجذور الحرة،((free radicals، ما يسرّع من شيخوخة البشرة التي تخسر من مرونتها والكولاجين فيها، لكنّه لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، على غرار ما تفعله أشعة الشمس. وحتى التعرّض القصير لساعة مثلاً، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في خلايا الجلد، بما في ذلك انكماش الخلايا وموتها، ما يسرّع عملية شيخوختها.
لذا، لا بد من استخدام واقي الشمس سواء خارج المنزل أو داخله، وخلال استخدام الأجهزة الرقمية. وفي حين ليس جميع واقيات الشمس تحمي من الضوء الأزرق، يتوفر في الأسواق الآن واقٍ للشمس مزوَّد بحماية من هذا الضوء ومن كل ألوان إضاءة الشمس الطبيعية.
في السياق نفسه، أكدت دراسة بعنوان " The impact of blue light and digital screens on the skin"، أنّ الضوء الأزرق عند 410 نانومتر يقلل من نسخ جين PER1 في الخلايا الكيراتينية، وهو جين الساعة الذي يؤدي دوراً في الإيقاع اليومي. وفيما خلايا الجلد لديها القدرة على تنظيم إنتاج جين الساعة استجابة لإدراك الضوء، يُفترض أن يتداخل الضوء الأزرق مع إيقاع خلايا الجلد الليلي، وهو أمر بالغ الأهمية لتجديد خلايا الجلد وإصلاحها. وعند تعرّض البشرة للهاتف ليلاً، قد تشعر الخلايا أنه ضوء شمس. ووفق الدراسة أيضاً، قد ينتج الجلد البشري المعرض للضوء الأزرق جذوراً حرة نتيجة لانخفاض الكاروتينات. ويُعتقد أن هذا الإجهاد التأكسدي يسبب تغيرات في التصبغ، مثل التغميق المفاجئ والمستمر للجلد والكلف والبقع الداكنة غير المتساوية على الجلد. بالإضافة إلى ذلك، قد يعرّض الضوء الأزرق الجلد للالتهاب وتفاقم حالات مثل حب الشباب والوردية، إلى جانب تدهور الكولاجين الذي يؤدي إلى فقدان مرونة الجلد وتكوين التجاعيد.
كيف تحمي بشرتك من ضوء الهواتف الذكية والكمبيوتر؟
- استخدم واقيات الشاشة للكمبيوتر والجوال.
- قلّل من سطوع جهازك أو اختر الوضع الليلي في الليل للتحكّم في انبعاث الضوء الأزرق.
- استخدم واقي الشمس، واسعَ أن يكون مزوّداً بمضادات الأكسدة لتحيّد الجذور الحرة الناتجة عن الضوء الأزرق، وتأكّد من أن واقي الشمس يحتوي على معادن غير كيميائية وله عامل حماية من الشمس 30 على الأقل.
- اسعَ أن تتناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات الطازجة.
- استخدم كريم العناية الليلية ومصلاً غنياً بحمض الهيالورونيك في روتين العناية الليلية الخاص بك، لمساعدتك على إصلاح بشرتك.
- اختر منتَج عناية بالبشرة غنياً بفيتامين سي.