هند رستم، اسم له تاريخ في بين نجمات الفن العربي، تميزت بالأنوثة وخفة الظل والجمال الجذاب، حتى أطلق عليها لقب "مارلين مونرو العرب"، و"ملكة الإغراء" يخيل لك بسبب شهرتها بأدوار الإغراء أنها هذه هي شخصيتها الحقيقية في الواقع، ولكن ما كشفه كتاب "ذكرياتي" الذي سرد سيرتها الذاتية، وألفه الكاتب المصري أيمن الحكيم، عكس ذلك تماماً.
قال أيمن الحكيم لـ"النهار" إنّ رستم كانت تتمتع بشخصية حادة ومنصرمة، وتلتزم بالعادات والتقاليد المُتبعة في المجتمعات الشرقية، فكانت حريصة على الفصل بين شخصيتها الفنية، التي اعتاد الجمهور عليها، وتعاملاتها اليومية، ومع أسرتها، فكانت ترفض الوجود خارج المنزل لساعات متأخرة، فهناك التزام حاد بالمواعيد، فضلاً عن استنكارها ملابس الشباب السائدة في الوقت الحالي فكانت تطالب المحيطين بها بالاقتداء بنجوم زمن الفن الجميل أمثال نور الشريف، محمود عبد العزيز وغيرهما.
الحكيم، كشف عن أن رستم، كانت حريصة على إقامة الشعائر الدينية، فأدت فريضة الحج مرة وحيدة بحياتها، كما أنها أدت مناسك العُمرة أيضاً مرة واحدة، وهو ما لا يعرفه كثيرون عنها.
ويروى أحد المواقف الطريفة التي دوّنها في كتابه والذي لم تنسه مارلين مونرو العرب، خلال أدائها فريضة الحج، حيث كانت تحرص على التخفّي بالحجاب والنظارة الشمسية، حتى لا يتعرف إليها أحد ويلتفوا حولها، فكان الهدف من رحلتها دينياً بحتاً.
لكن يشاء القدر أن يتعرف إليها أحد المشاركين لها في رحلتها الدينية، وسرعان ما التف الجميع حولها من أجل التقاط صور تذكارية معها، وصاحت هند رستم وقتها: "إحنا جايين نحج مش نتصور".
هند رستم، كما يكشف الحكيم، كانت تعشق الوجود فجراً بمسجد السيدة نفسية، تضرعاً، فكانت من أحب الشخصيات إليها من آل بيت النبي، وأوصت رستم، بخروج جثمانها من مسجد السيدة نفيسة، وبالفعل تم تنفيذ وصيتها وشيعت الجنازة في الثامن من شهر آب للعام 2011، منه.