يحرص الكثير من المسلسلات الرمضانية لهذا العام على نقل مشاهد من الواقع المعاش. وبرزت قضية المودعين في مسلسلَي "وأخيراً" و"النار بالنار" اللذين يصوّران أحداثاً تجري في لبنان في حقبة ما بعد الثورة والانهيار المالي واحتجاز أموال المودعين.
في و"أخيراً"، يقتحم ياقوت، الذي أدّى دوره الفنان السوري قصي خولي مصرفاً ويحتجز رهائن، ناجحاً في تحرير وديعة والده البالغة 40 ألف دولار، توازياً مع تمكُّن ياقوت من ابتزاز ضابط الشرطة الفاسد وإجباره على تنفيذ شروطه.
بدا المشهد مُقحماً في السياق الدرامي وباحثاً عن مادة تفاعلية تمس المشاهدين وتوصل رسالة.
"وأخيراً" من بطولة قصي خولي، ونادين نسيب نجيم، ومنى واصف، وغيرهم، وهو من كتابة أسامة عبيد الناصر وورشة الصباح للكتابة، وإخراج أسامة عبيد الناصر وإنتاج شركة "الصباح".
وفي مسلسل "النار بالنار"، ستقوم سارة، التي تؤدي دورها الممثلة اللبنانية زينة مكي، باقتحام مصرف وتصويب المسدس باتجاه المدير والموظفين لتحرير وديعتها، فتنجح أيضاً في الحصول على المبلغ، صارخة: "ما بينفع إلّا هيك".
والمفاجئ أن الشرطة تصل بعد الانتهاء من العملية، وهو ما يخالف العمليات المماثلة حين كان الأمن جزءاً من التفاوض بين المودعين المقتحمين وأصحاب المصرف.
ويرافق مكي، جميل، الذي يؤدي دوره الممثل طارق تميم، "الثوري" الذي يُطلِق شعارات صاخبة خلال تصويره عملية الاقتحام في بثّ مباشر عبر مواقع التواصل. وهو سيقع لاحقاً في قبضة الأمن.
في المسلسلَين، يتكرر المشهد إذاً في سياق خارج عن مجرى الأحداث بشكل عام، وبدا واضحاً الحرص على استخدام الدراما لإيصال رسالة تحاكي الناس وتسعى إلى حصد المزيد من التفاعل.
"النار بالنار" من بطولة عابد فهد، جورج خبّاز، كاريس بشار، طارق تميم، زينة مكي، طوني عيسى، وهو من كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبدالعزيز وإنتاج شركة "الصبّاح إخوان".