كان الأسبوع اللبناني الذي أقيم أخيراً في مدينة فرساي الفرنسية أشبه بانحناءة صغيرة لنار الإبداع الرائعة المنحوتة بشكل مؤثّر في وقت نحتاج فيه أكثر من أيّ وقت مضى إلى لحظات حقيقيّة من التضامن والأمل ومن يُدغدغ برفق على اضطراباتنا ورائحة خوفنا. وكان هذا الإصرار (الأقرب إلى وميض ساطع من الأمل) من بلديّة المدينة العريقة والسفارة اللبنانية في فرنسا، ليكون لهذا البلد الذي يعيش ألف عاصفة وعشرات القصص مع الألم، لحظة عزّه.
فكانت أكوام الإبداع الناعمة، وكانت في الواقع فرصة حقيقية للاستمتاع بتلك القصص الصغيرة التي تُروى بأكثر من شكل.
ومن السادس حتى الـ11 من الجاري، تمكّن اللبناني المُقيم في الخارج، شأنه شأن أيّ ذوّاقة يبحث عن مختلف السُبل للاقتراب بضع خطوات من بلد "الكم أرزة يللي عاجقين الكون"، من أن يُشارك في عشرات المشاهد المُذهلة التي لها بطل واحد هو لبنان. وذلك من خلال المعارض، ومختلف الأنشطة والمؤتمرات، والتصاميم والمنتجات الحرفيّة التي توزعت طيلة الأسبوع في مختلف الأماكن في مدينة فرساي.
فمن التراث المعماري إلى التوابل اللبنانيّة "القحّ"، مروراً بالتراث الأثري والفن السابع الذي تمكّن بفضله الشباب اللبناني من أن يرووا نوادرهم الصغيرة المحبّبة بأسلوبهم الشخصي، وصولاً إلى التصاميم التي تنحني برشاقة أمام عرش الإبداع، والألعاب الثقافيّة التي تستريح على معلومات تُسلّط الضوء على مختلف وجوه البلد الغريق، اختلفت أساليب التعبير وبقي المُكرّم هو بلد "هالكم أرزة يللي عاجقين الكون".
وفي إطار هذا الأسبوع – التحيّة، قدّمت الجمعية اللبنانيّة للمهرجانات الثقافية معرض De Beyrouth A Versailles، سلّطت من خلاله الضوء على المُصمّمين اللبنانيين والمُبدعين في التراث الحرفي. واستمرّ هذا المعرض في صالة الاحتفالات في بلدية فرساي من التاسع حتى الـ11 من الجاري، وتضمّن الحليّ والأزياء وحقائب اليد، والكماليّات التي تجعل فسحاتنا أكثر شخصيّة ولمَ لا أكثر أناقة بتوقيع لبناني.
وأكدت رئيسة الجمعية اللبنانية للمهرجانات الثقافية، رنده أرمنازي أن الجمعية تأسّست في عام 2016 بهدف تسليط الضوء على المُصمّم والفنّان والموسيقي وأيّ شخص يحثّه الإبداع على تقديم أفضل ما لديه في لبنان.