ردّت الإعلامية داليا أحمد على الحملة الأخيرة التي تعرّضت لها واتّهمت فيها بـ"العنصرية"، بعد تطرّقها لملف النازحين السوريين، في برنامجها الساخر "فشة خلق"، على قناة "الجديد".
واستهلّت حلقة البرنامج، مساء اليوم، بتخصيص فقرة ردّت فيها بشكل مطوّل على ما تعرّضت له، معترفة أنها وفريق العمل، ولدى تقديم الفقرة في الحلقة السابقة، كانوا على علم أنّها ستجلب ردود أفعال كالتي حصلت.
وقالت أحمد: "مجرّد أنّنا قلنا في الحلقة الماضية إنّ لبنان بلد مفلس، وأوضاع اللبنانيين في الحضيض ولم يعد في إمكانهم بعد 11 عاماً من الأزمة السورية تحمّل تبعات النزوح السوري الاقتصادية، تحوّلت أنا، من تعرّضتُ لحملة عنصرية، في نظر البعض، إلى شخص عنصري"، مضيفة: "نعلم أنّ الموضوع إشكالي، والبعض، خصوصاً المستفيدين مادياً ومستغلي أزمة اللاجئين، يعتبرون هذا الموضوع "تابو" وممنوع التطرق إليه، ومن يتكلم بالأرقام عن أزمة النزوح وأعبائها على الدولة والمواطنين اللبنانيين، يُتَّهم مباشرة بالعنصرية ويُنقَل إلى مكان من الصعب النقاش فيه".
وتابعت أحمد: "النزوج السوري في لبنان والعالم يعتبر مشكلة، النزوح الأوكراني في أوروبا مشكلة، والنطق بهذا الأمر لا يعني أنك عنصري. عندما نقول أنه لم يعد لدى الدولة اللبنانية شيئاً لتقدّمه لمواطنيها سوى الافلاس والهجرة، وأنّ هذا ما هو متبقٍ لنتقاسمه مع إخواننا السوريين بعد سنوات عشنا فيها في بحبوحة، لا نكون عنصريين ضد السوريين".
وأكدت أحمد أنّها لا تميّز "بين اللبناني والسوري على أساس لون البشرة أو العرق، ولا أنتقد شعباً بأصوله أو عاداته وتقاليده أو ثقافاته، ولا أمنع النازحين السوريين من التجوّل كما فعلت بلديات عنصرية، ولا أسرق أموالهم كما فعلت جهات وأحزاب وأطراف سياسية. أتكلّم هنا عن واقع بلدين يعيشان بأزمة خانقة، الأول سوريا التي بدأت أزمتها في العام 2011 وسببها الأول النظام ومن بعدها العوامل الأخرى كـ(جبهة النصرة) وتنظيم (داعش) الذي انبثق عن المعارضة والتدخلات الخارجية"، لافتةً إلى أنّ "هذه المشكلة لم تتسبّب بها الدولة أو الشعب اللبناني، وبحكم (الجيرة) استقبل اللبنانيون إخوانهم السوريين كما فعلت دول جوار أخرى، وحصلت مواقف عنصرية كثيرة في معظم دول اللجوء لأنّ ضغط اللجوء تحوَّل عبئاً على الدول المستضيفة بما فيها الدول القوية، فكيف هذا الأمر مع بلد مفلس يعيش أزمة اقتصادية هي الأسوأ في التاريخ وبنيته التحتية مدمّرة والناس تموت على أبواب المستشفيات وباتت رواتب موظفيه فتات الفتات؟".
كما لفتت إلى أنّها لم تتكلم "عن المعارضين الذين يجب أن يحصلوا على ضمانات محلية ودولية قبل العودة إلى مناطق النظام... نحن نتكلّم عن الأشخاص الذين يزورون سوريا أكثر من مرة في السنة ولا تزال عائلاتهم في سوريا والبعض منهم موالون للنظام... لماذا لا يحق لنا السؤال عن سبب تواجدهم في لبنان بعد 11 عاماً من أزمة اللجوء؟ وهل هؤلاء يصنّفون ضمن خانة اللجوء عملياً وقانونياً؟ بعد انهيار البلد، كيف يمكن اعتبار هذا التساؤل عنصرياً؟".
وختمت أحمد بالقول: "إذا كان شخص مثلي، ببشرتي، مخالف للقانون، لا تكونوا عنصريين إذا قلتم عنّي إنني مخالفة للقانون"، لافتة إلى أنّ "هناك تشتيت مدروس عن المشكلة الفعلية لأزمة النازحين السوريين".
وأضافت: "النازح السوري يستفيد من الأمم المتحدة التي تدفع له المال في لبنان وترفض أن تدفع له في سوريا، الجمعيات والمنصات يستفيدون من الدعم المالي للترويج للظلم الذي يتعرض له النازح السوري عندما يعود إلى بلاده، ومثل هذه المنصات عندما تسمع الطرح الذي قدّمناه تستثمره ضمن خانة العنصرية"، وتوجّهت إلى هؤلاء قائلة: "العنصرية تتمثل بكم وبالأمم وكل جهة ترفض تنظيم عودة النازحين قبل أن تتفق على مصير النظام وتقوم بتسوية على حساب الشعوب".
يُذكر أنّ عدداً من المغرّدين اتهم أحمد بـ"العنصرية" و"تبنّي خطاب الكراهية" ضد اللاجئين السوريين، وعبّر البعض عن استغرابهم لما خرج على لسانها لا سيّما أنها كانت ضحية لحملة عنصرية تعرّضت لها بسبب لون بشرتها. وتداول المتفاعلون العبارة التي قالتها ضمن برنامجها: "عشنا معكم أجمل أيام الانهيار تقاسمنا معكم كل شيء... ولكن الآن لا يوجد لدينا شيء نتقاسمه معكم سوى الهجرة، من غير اللائق أن يترك اللبنانيون بلدهم لكم".