هذا الأسبوع، بودكاست جديد وقصة نجاح جديدة من لبنان إلى فرنسا فالعالم. هي قصة الشيف آلان الجعم، ابن طرابلس الذي تحدّى الظروف وآمن بحلمه وحارب من أجل تحقيقة. يروي حكاية النجاح وتفاصيلها في هذه الحلقة ويشارك تجربته مع المشاهد، ليأخذ عبرةً للأيام.
من مشرد إلى طاهٍ لبناني شهير دخل دليل ميشلان لأفضل المطاعم. هي قصة رجل عصاميّ طموح، تخطّى الصعوبات وتحدّى الظروف، ليُصبح ما هو عليه.
لم تكن طفولة آلان هادئة، ولم يعرف الأمان خارج كنف العائلة. فقد اختبر الحرب مرّتين في بلدين مختلفين، بدايةً في ليبيريا حيث أبصر النور وخسر فيها والداه كلّ شيء، على حدّ تعبيره، ثمّ في لبنان، حيث عمل مع منذ سنّ العاشرة مع والده في محل البقالة الذي كان يديره، واكتسب منه حسّ التجارة. يروي أنّه بلغ ما بلغ بفضل والده وقسوة الأيام.
"أحمل صفر شهادات"، يقول في حديثه لرئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني، "لم أدخل مدرسة طبخ ولا مدرسة تجارة، يقول، "بل مدرسة الحياة، وهي مدرسة والديّ، فأبي علّمني الصبر والاجتهاد، ووالدتي علمتني محبة الناس والطهي من أجلهم، ونقلت إليّ العاطفة".
غادر الجعم لبنان إلى محطات مجهولة، متسلّحاً بالجرأة في سعيه نحو تحقيق حلمه وحجز مكانة مرموقة في عالم الطبخ، هو الذي جذبته خلال طفولته برامج الطبخ بدلاً من الرسوم المتحرّكة، والدقة في التعامل مع كلّ مكوّن ومع تزيين الأطباق كما اللوحات الفنّية.
في رحلته الصعبة، مرّ بمحطات عدّة، من الولايات المتحدة إلى إيطاليا فتشيكيا، حتّى حطّ رحاله في فرنسا في العام 1999 بعد بلوغه سنّ العشرين. في العاصمة الحلم، مدينة الأنوار والمطبخ الغنيّ، افترش الجعم الشارع في أسبوعه الأول.
هناك، في تلك المرحلة التي بدى العذاب فيها أبدياً، انتقل إلى ممارسة أعمال بسيطة في مجال البناء، كما عمل في غسيل الأطباق في أحد المطاعم، حيث بدأت الحكاية.
في البداية، كانت آلان يخجل من قصته، "كانت كما العيب"، يقول. لكنّ النجوم التي أضاءت لياليه الباريسية الباردة، حين افترش الرصيف، سرعان ما اجتمعت في نجمة "ميشلان"، بعد أن صنّف دليل "ميشلان" مطعمه في باريس من الأفضل في العالم.
واليوم، يسير آلان بخطى ثابتة على طريق الإبداع. يحمل نجمتي "ميشلان" بدلاً من نجمة واحدة، ويُشارك في أهم المناسبات وأرقاها. يُضيف "نكهة لبنانية إلى الأطباق الفرنسية"، ويطبخ "بعاطفة حتّى تنهمر دموعه".