خيّم الحزن على الوسط الفني في مصر، بعد رحيل واحد من أهم نجومه، الفنان الكبير صلاح السعدني، الذي توفي صباح أمس الجمعة، عن عمر ناهز الثمانين عاماً، بعدما قدّم لجمهوره عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية التي ستظل محفورة بقلوبهم.
السعدني، اشتهر بلقب "عمدة الدراما المصرية" وذلك لبراعته في تقديم شخصية العمدة سليمان غانم، في المسلسل الدرامي الشهير "ليالي الحلمية"، الذي يُعدّ من أروع ما قدّمه للتلفزيون المصري، وتعاون معه في بطولته مجموعة كبيرة من أهمّ النجوم، من بينهم الفنانة القديرة صفية العمري التي جسّدت شخصية زوجته.
العمري، نعت السعدني، خلال تصريحات خاصة لـ"النهار" أكّدت فيها أنّ فراقه صعب عليها، وعلى زملائه وأصدقائه بالوسط الفني جميعاً، مشيرة إلى أنّ مصر فقدت واحداً من أهم نجومه، ولا يمكن أن يتم تعويضه.
الفنانة القديرة كشفت عن لمحات من الجوانب الإنسانية والعملية في حياة الراحل، من خلال تعاونها معه، حيث قالت إنه متعاون بدرجة كبيرة مع زملائه، والجميع يحبونه في موقع التصوير، فضلاً عن أنّ قدراته الفنية تشجع من يقف أمامه على أن يُخرج أفضل ما لديه أمام الكاميرا.
وبسؤالها عما إذا كانت تتواصل معه قبل وفاته أم لا، لا سيّما بعدما ابتعد عن الأضواء خلال السنوات العشر الماضية، أكدت أنها كانت تتواصل مع نجله أحمد السعدني، وتطمئن عليه بصورة مستمرة من خلاله، مؤكدةً أنّ الراحل عاش في هدوء تام في السنوات الأخيرة، ولم يكن من السهل التواصل معه.
يذكر أنّ مسلسل "ليالي الحلمية" الذي جمع بين العمري والسعدني، تم إنتاجه في العام 1987، تأليف الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبد الحافظ،ورصدت أحداثه ملامح من التاريخ المصري الحديث بداية من عصر الملك فاروق وحتى مطلع التسعينيات، وتم تقديمها في أجزاء عدّة كان آخرها في العام 1995، وشارك في بطولته نخبة كبيرة من الفنانين المصريين زاد عددهم على 300 ممثل.