قوانين الملكية الفكرية في مختلف دول العالم، وسيلة شرعية تضمن للأشخاص حقوقهم في حياتهم وبعد وفاتهم، وهو ما يمثل نقطة خلاف في الوسط الفني بين ورثة الراحلين وشركات الإنتاج وجهات تنظيم الحفلات، فكثيراً ما تظهر على الساحة أزمة بين ورثة أحد المطربين وجهات وشركات إنتاجية، إذ يعتبرون أنفسهم أصحاب الحق الوحيد في استغلال تلك الأعمال، بينما يرى آخرون أن التراث الفني ملك للجمهور ولا يحق لأحد احتكاره وعدم السماح باستخدامه.
من بين تلك الأزمات وأحدثها على الساحة الفنية العربية، الحفل الذي أُلغى في تونس نهاية الأسبوع الماضي، وكانت ستحييه الراحلة ذكرى بتقنية الهولوغرام، وقبيل ساعات من انطلاقه صدر حكم قضائي بإلغائه، ما أثار حالة من الجدل حول أسباب ذلك وغضب القائمين على الحفل، ليتضح أنّ أسرتها وتحديداً شقيقها توفيق الدالي، وراء القرار بعدما رفض استخدام اسمها لإقامة حفلات غنائية، دون الرجوع إليهم.
وتحدّث الدالي لـ"النهار" عن تفاصيل تلك الأزمة، موضحاً أنهم فوجئوا بالحفل من دون الحصول على إذن منهم، مؤكداً أنهم ليسوا ضد إقامة الحفلات باسمها بل المطلوب مراجعتهم للتأكد من أنّ ما يقدّم يليق بها ولا يخدم أي أغراض أخرى. وشدد على أنهم باعتبارهم أسرتها، يحملون على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على كرامتها بعد وفاتها.
تهديد بالسجن
وأوضح سبب تقدمه ببلاغ ضد الموسيقار هاني مهنا، الذي تبنى موهبة ذكرى، عند وصولها مصر وكان بوابة عبورها إلى قلوب جمهورها، حيث كشف عن أنه بعد صدور قرار إلغاء الحفل فوجئ بتلقيه اتصالاً منه يهدده بالسجن في حال فكّر في اتخاذ إجراءات قانونية ضد الحفل الذي يزمع إقامته في مصر، وكشف أيضاً عن أنّه تلقى منه شتائم لا يصحّ أن يذكرها أمام الجميع.
شقيق ذكرى، أكّد أنّه لا يعرف سبب هجوم مهنا عليه، لكنه علم بوجوده في تونس بعد إلغاء الحفل، حيث كان ينوي حضوره، ولا يعلم ما إذا كانت له علاقة بتنظيمه أم لا، لكنه لن يقبل بأي حفل لشقيقته من دون التنسيق مع العائلة، وفي حال التأكد من الشروط التي يجب توافرها بما يليق باسمها فلا مانع من إقامته.
ذكرى، ليست المطربة العربية الوحيدة التي اتخذت أسرتها الإجراءات القانونية بسبب تنظيم حفلات باسمها من دون الرجوع لأسرتها، فسبق وأعلن نجل شقيق العندليب عبدالحليم حافظ، إجراءات قانونية ضد منظمي حفلات باسمه في مصر، وأوضح في تصريحات سابقة لـ"النهار" أنه من غير المنطقي أن تقام حفلات باسم الراحل ويتم التربح دون حتى مشاورة أسرته، كما كشف عن إقامة حفلات باسمه في الأوبرا المصرية، فوجئوا بها من مواقع التواصل، فلم تتم دعوتهم من الأساس.