أكد المخرج خالد يوسف تفهّمه حالة الغضب التي انتابت الموسيقار راجح داود، عقب وضع موسيقى تصويرية لا تخصّه بمسلسل "سره الباتع"، رغم أنّ الأخير هو المتعاقد على وضع الموسيقى التصويرية للمسلسل، وأصدر بياناً يُهاجم فيه يوسف ويعلن تبرّؤه من الموسيقى الخاصة بالمسلسل.
ونشر يوسف مقطع فيديو عبر "فايسبوك" تحت عنوان "بوست في حبّ الموسيقار راجح داود مؤلف موسيقى سره الباتع"، قال فيه: "بيني وبين الأستاذ راجح داود مودّة وعلاقة طيبة جدّاً، وعملنا معاً منذ أكثر من 15 سنة في فيلم "الريّس عمر حرب"، وكانت تجربة جيدة".
وأوضح: "لم أنزعج من البيان الذي أصدره راجح، فهذا حقّه، فهو يرى أن ينبّه جمهوره أن هناك موسيقى لا تخصّه حتى لا تُنسب له"، وتابع: "راجح وصف أن نسب الموسيقى له جريمة، ولم يصف ما فعلته بالجريمة؛ لأن هذا حقّي كمخرج العمل في وضع الموسيقى التي تناسب مود المشهد من وجهة نظري".
وتابع: "حاشا لله أن أسيء للموسيقار راجح داود، ولكن ما حدث أنه أعطاني موسيقى المسلسل قبل أيام من بدء شهر رمضان، وحينما بدأت وضع الموسيقى على الحلقات لم تكن كافية، وقد وضعت الموسيقى كلها التي ألفها راجح للمسلسل، ولكن كان هناك مشاهد لم أجد موسيقى مناسبة لها، مثل مشهد دخول نابليون، وحينما سألت راجح عن السبب، قال إنه لن يستطع عمل موسيقى لـ16 ساعة، فالمسلسل ليس كالفيلم، وقال لي أنا أعطيتك الموسيقى واستخدمها كما شئت، فاضطررت إلى الاستعانة بموسيقى أفلامي، واستأذنت في ذلك مؤلفيها ورحبوا، واستعنت بغيرها مثل النشيد الوطني الفرنسي".
وأكمل: "أعرض على الموسيقار راجح داود اقتراحاً لعلي أستفيد من خطئي إذا كنت ارتكبت خطأ، أن يشاهد المشهد الذي وضعت فيه تيمة موسيقية لا تخصّه، وأن يرى الموسيقى التي وضعها لهذا المشهد، وينشر (التيمتين)، ونرى جميعاً إذا كنت مخطئاً في وضع موسيقى أخرى أم لا، أم أن موسيقاه كانت الأنسب".
وقال: "أحترم أستاذ راجح وأعتزّ به، لكنّ الذي حدث أنني وجدت نفسي في هذا الموقف، ولم يكن هناك سوى هذا الحلّ، ناهيك عن أنّ الأفلام المصرية قديماً لم تكن تضع موسيقى تصويرية خاصّة بها، ولكن كانت تتمّ الاستعانة بموسيقى عالمية، وكان يتمّ تقييمها إذا كانت مناسبة أم لا. ولم يكن النقاد والجمهور يسألون لماذا استعنت بهذه الموسيقى، وهو ما أطلبه من النقّاد والجمهور تقييم الموسيقى التي وضعتها إذا كانت ملائمة للحالة أم لا".
وأضاف: "لي الحقّ المطلق في وضع الموسيقى التي أشعر بها، وليس من حقّ أحد أن يسألني لماذا وضعتها، فهذه رؤيتي وهذا حقّي، وأخيراً أعذر أستاذ داود على موقفه، فلقد كان مشغولاً في وضع موسيقى تصويرية لمسلسلين في الموسم نفسه، وأعطاني الموسيقى التي ظنّ أنها كافية، ولكنّها لم تكن، وفي النهاية هو موقف وُضِعنا فيه جميعاً مضطرين".
وكان راجح داود، قد أكّد سابقاً أنه لم يضع الموسيقى التصويرية لمسلسل "سره الباتع" المستخدمة حالياً حيث وضع موسيقى أخرى، وحمل مخرج المسلسل خالد يوسف، مسؤولية الأمر.
وقال داود، في بيان له: "تعاقدت على تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل سره الباتع من سيناريو وإخراج المخرج خالد يوسف، وبعد حضور المخرج جلسات العمل وموافقته على كلّ التعديلات والشكل النهائي للموسيقى التصويرية التي ألفتها خصّيصاً للعمل، تمّ التسجيل والتعاقد بالشروط المعروفة وهي حق الملكية للشركة وواجب التزامي بالتسليم في الموعد المحدّد، وقد تحقّق هذا بالفعل والتزمت به".
وتابع: "فوجئت في الحلقة الأولى باستخدام موسيقى كنت قد ألّفتها لعمل آخر وهو فيلم (الريس عمر حرب) للمخرج نفسه، وعندما أبديت اعتراضي أخبرني بأنّه لا توجد مشكلة فهذه الموسيقى من تأليفي وهذا هو فيلمه، وبرغم عدم اقتناعي إلّا أنني آثرت الصمت حتى لا يؤثر كلامي على استقبال الجمهور للمسلسل في بداياته، برغم اتهامي من البعض بأنني أكرّر نفسي، لكنّي تجاهلت هذه الاتهامات غير الحقيقية وقلت إنّها مرة ولن تتكرر، إلّا أنني بعدها لاحظت في الحلقات التالية استخدامه المتكرر موسيقى وجملاً لحنية كثيرة ليست من تأليفي ولا أعرف من هو مؤلفها، برغم أن اسمي مكتوب كصاحب موسيقى العمل من بدايته إلى نهايته".
وأضاف: "هنا لم أستطع الصمت أو إظهار عدم اللامبالاة، فهذه مسؤولية وضمير فنّي وقواعد مهنية يجب أن تُحترم، وطوال حياتي في مجال التأليف الموسيقي اعتدت أنّ احترام جمهوري هو من صميم احترامي لنفسي، وأنّه من قبيل الجريمة بالنسبة إليّ أن تنسب إليّ موسيقى لم أؤلّفها أو أقتبس ولو جملة من مؤلف موسيقي آخر وأنسبها إلى نفسي".