أتت الحلقة الـ12 من مسلسل "الزند" الرمضانيّ مؤلمةً حتى العظم حين صرخ عاصي الزند بكلّ ما أوتي من ألم اعتصر قلبه حرقةً على شقيقته عفراء.
كان المشاهد يتوقّع في بداية حلقات العمل أن ترحل عفراء بسبب المرض الذي كانت مصابة به، قبل أن يتأكّد هذا التوقّع بعدما قرّرت الخضوع لجراحة بغية استئصال ورمٍ كبيرٍ تفشّى في محيط منطقة الصّدر. لكن صنّاع العمل لا يقدّمون حتى اليوم حلقةً قابلة للتكهن، لتأتي الحلقة الـ12، ويُعلَن فيها عن رحيل عفراء بحرقة، مضحّية بنفسها لأجل شقيقها بعدما تلقّت خنجر الغدر عنه.
هيّأ الكاتب عمر أبو سعدة المشاهد في هذه الحلقة لإعلان نهاية دور عفراء، فكانت النظرة الأخيرة بين الشقيقين وكلمات هي الأولى والأخيرة، نقشتها عفراء بأنامل لا تزال فتيّة على كتابة أحرف اللغة العربيّة، فحملت اسمها واسم شقيقها عاصي، لتكون صورة عن الحبّ النقيّ والأبيض، تماماً كاسمها.
أدّت نانسي خوري أداء متقناً في "الزند"، فأفرغت ما في جعبتها من أسلوب أصاب الدور، ليبدو كأنّه كُتب لها، وكأنّه لا يمكن لممثّلة غيرها أن تكون شقيقة عاصي العطوفة، بعد متابعة دورها في العمل الرمضاني.
مشهد لفظها أنفاسها الأخيرة جاء مؤلماً، حيث دخلت عين سامر البرقاوي إلى العمق الموجع بإبداع، فكتم المشاهدُ أنفاسَه أمام مشهد رحيلها، إذ شاء القدر أن يشهد ولداها موتَها بعدما كانت شاهدة وهي طفلة على مقتل والدها برصاص الغدر.
أمام هذه الحرقة، شهد الجمهور لغةً جسديّةً ونفسيّةً قدّمها تيم حسن باحتراف عالٍ، فنقل إلى الجمهور المتابع الشّعور الحقيقيّ للصدمة وما يتبعها من نوبة غضب، حيث لم يشفِ غليله وهو يقتل قاتل شقيقته، مردّداً من دون توقف: "لك موت موت موت...".