قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار إنّ مهرجان جرش للثقافة والفنون يمثّل منارة ومحطة إشعاع عربية على مدار أكثر من ثلاثة عقود، وهو رسالة للعالم يدلّ على أهمية دور الأردن وأمنه واستقراره.
وأشارت النجار في المؤتمر الذي عقد للإعلان عن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ 36، تحدّث فيه المدير التنفيذي مازن قعوار ونقيب الفنانين محمد يوسف العبادي، في حضور وزير السياحة نايف الفايز وأعضاء اللجنة العليا، إلى أنّ هذه الدورة تأتي بعد جائحة كورونا، لتمثل عودة المهرجان عودة للحياة الطبيعية، ويغدو مهرجان جرش مشهداً حيّاً للتعافي الثقافي والفني الأردني ومثالاً في العمل المؤسساتي والتشاركية مع المجتمع المدني والمحلي.
وشدّدت النجار في المؤتمر على أنّ مهرجان جرش ليس ربحياً، وإنّما مشروع حضاري ووطني، وأنّ نجاحه هو نجاح لبلدنا، ونحن جميعاً مدعوّون للتفاعل مع النشاطات وتوفير كلّ السبل لإنجاح فعالياته، مؤكّدة على الدور المهم والوطني للإعلام في إنجاح هذه التظاهرة، معربة عن شكرها لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة المحلية والعربية، التي كانت دائماً الشريك الفاعل، ورافعة أساسية للفعل الثقافي من خلال دورها في الترويج للفعاليات والفنّان الأردني.
وقالت النجار في المؤتمر الذي حظي بحضور إعلامي محلي وعربي كبير إنّ مهرجان جرش هو فرصة للفنان الأردني والمبدع الأردني لتقديم نفسه من خلال المهرجان الذي شكّل رافعة لعدد من الفنانين والشعراء العرب الذين لمع نجمهم من مدرّجات المهرجان، لافتة إلى دور الفنان والكاتب والمبدع الأردني في تشكيل الوجدان، وتعزيز القيم الوطنية لدى الأجيال.
وأكّدت النجار "أنّنا انطلاقاً من مكانة المهرجان الدولية وأهميته في تعزيز السياحة والسياحة الثقافية والتعريف بالثقافة والفنون، فقد جاءت برامجه متنوّعة، حيث تميّزت هذه الدورة التي تحمل الرقم 36 بالشركات المثمرة والفاعلة مع الهيئات الثقافية، ومنها الشراكة الكاملة مع نقابة الفنانين الأردنيين، والشراكة الكاملة مع الفاعلين في المشهد الثقافي، منها: رابطة الكتّاب الأردنيين، ورابطة التشكيليين الأردنيين، واتّحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين في مختلف الحقول الإبداعية والنقدية التي تتصل بالشعر، والقصة القصيرة والندوات والمؤتمرات والمعارض والعروض السينمائية والمسرحية، والأسواق الحرفية والشعبية.
وأشارت النجار إلى أنّ المهرجان وقد أولى في هذه الدورة اهتماماً بالرموز الإبداعية الوطنية، وتخصيص جائزة لأحد المبدعين، وجائزة أفضل ديوان، ومن خلال تخصيص برامج تعنى بمواهب الشباب والشابات، وتعزيز الشراكات مع وزارة السياحة، ووزارة الشباب. والتشبيك والإفادة من برنامج التعاون الدولي.
وبيّنت النجار أنّ المهرجان تميّز في دورته الحالية باهتمامه بالمسؤولية الاجتماعية من خلال تنظيم عدد من البرامج للأشخاص ذوي الحاجات الخاصة من خلال تقديم فقرات خاصة لهم، أو إشراكهم ضمن برامج المهرجان.
وشدّدت النجار على أنّ من شأن المهرجان تطوير الاهتمام بالصناعات الثقافية، والتراث والمنتجات الشعبية، التي تنعكس على القطاع الاقتصادي والتنموي والسياحي، وتوفير الفرص للشباب لتقديم إبداعاتهم ومنتجهم الفني في المهرجان كمختبر يأخذ بأيديهم لطريق الاحتراف.
وأكّدت "أننا ننظر للمهرجان برمزية المكان والتاريخ في الحفاظ على الهوية العربية ودعمها في فلسطين التاريخية، وننظر للمهرجان بوصفه حلقة مهمّة من حلقات التنمية الشاملة في بناء وعي الإنسان والارتقاء بذائقته الثقافية والجمالية والمعرفية التي تمكّنه من الانفتاح على لغة العصر وتحوّلاتها التقنية والفكرية."
كما أكّدت النجار أنّ مهرجان جرش هو "عنوان أردني وطني، وفضاء حضاري تمتزج فيه ثقافات العالم وفنونه، وهو ليس مجرّد فقرات وأمسيات وعروض عفوية، بل بناء زخرفي متناغم تمّ الإعداد والتنظيم له بجهود متواصلة ليعبّر عن أهداف المهرجان كحامل لخطاب الدولة ورسالة الأردن في التسامح والتنوع والانحياز لقيم الإنسان وإبداعه.
وأشارت إلى أنّ الأرقام تدل على تنوّع المشاركات واتّساعها، وتدلّ على عمق التخطيط ودقة التحضيرات لتوفير فرص النجاح التي تعبر عن صورة بلدنا وهي تعبر المئوية الثانية بثقة وأمل، مستندة على تراث أسس له الآباء والأجداد برؤى القيادة الهاشمية والتي كانت الثقافة مدماكاً أساسيّاً في بناء الدولة منذ تأسيسها، لافتة إلى ملتقى القصة القصيرة، فضلاً على عدد من الندوات النقدية والمؤتمرات العلمية التي تتناول قضية التكنولوجيا والقصيدة والتكنولوجيا والفنّ التشكيلي، وفنون السرد وجمالياته، يلتقي هؤلاء المبدعون من نحو 15 دولة على مدار عشرة أيام يضيؤون أمسيات جرش بإبداعهم وفنونهم، وألحانهم وحروفهم وألوانهم في موسم الفرح.
كما أشارت النجار إلى أنّ المشاركة تتعزّز بحضور تضيفه مشاركة إربد العاصمة العربية للثقافة، ومادبا عاصمة السياحة كشريكين أساسيين، وهي مشاركة من المؤكّد أنّها تثري المهرجان بموروثها وإبداع فنانيها وكتّابها ومثقفيها.
وختمت النجار معربة عن شكرها لشركاء النجاح، أهل جرش بحسن استقبالهم للزوار والضيوف والفنانين والمثقفين، وهم يعكسون قيم الأردنيين الإصيلة وكرم الضيافة. كما عبّرت عن شكرها للأجهزة الأمنية، ومحافظة جرش وبلديتها ولجان اللا مركزية ، والداعمين ورعاة المهرجان.
ومن جهته أكّد قعوار قيمة المهرجان ومكانته الدولية التي تعزّزت من خلال ما يحظى به المهرجان من رعاية سامية من لدن صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني.
وخصّ قعوار الإعلام بالثناء، قائلاً: إنّه شريكنا التاريخي في الترويج للمهرجان وفعالياته، بصدقيته وموضوعيته ومهنيته عبر رسالته الوطنية، لافتاً أنّ المهرجان يحمل في دورته الحالية شعار "نوّرت ليالينا".
وأشار قعوار إلى أنّ هذه الدورة تركّز على الشراكات مع الهيئات الثقافية والفنية الأردنية التي أسهمت في بناء الوجدان وملامح الهوية الوطنية.
وبيّن أنّ المهرجان ينطلق رسمياً في 27/ 7 بحفل موسيقي غنائي على المدرج الشمالي لفرقة رم/ طارق الناصر بمشاركة عدد من الفنانين الأردنيين، بينما تبدأ الفعاليات الجماهيرية على المدرج الجنوبي والشمالي وأرتيمس والساحة وشارع الأعمدة والأجنحة الأخرى والأمسيات الشعرية والعروض المسرحية في 28 / 7، حيث تمّ تخصيص أمسية كاملة للافتتاح لخصوصية العرض.
كما بيّن أن حضور الفنان والمبدع الأردني يحوز على نحو 70 في المئة من المشاركات في مجموع فقرات المهرجان، وتمّ إيلاء المشاركة المحلية والفنان الأردني الأولوية على مختلف المدرجات والفضاءات، وهي مشاركة متنوعة وثرية تلائم المزاج العام واهتمامات العائلة باختلاف مستوياتها العمرية، وتلبّي أذواق الضيوف والزوار بمختارات من الفنّ الراقي الذي يمثل تنوّع الثقافة العربية والعالمية.
وذكر قعوار أنّ الساحة الرئيسية تشتمل على برنامج فني كبير صمّم بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين بمشاركة أكثر 500 فنان ومثقف وحرفي أردني علاوة على مشاركة نحو 80 فرقة فنية وفلكلورية محلية وعربية وأجنبية.
كما ذكر بعض أسماء المشاركين والفرق على المسرح الشمالي: ومنها: الفنانة فايا يونان/ سوريا، ليلة أردنية تقيمها نقابة الفنانين الأردنيين، مسرحية غربة حب/ فلسطين، فرقة تكات/ سوريا، الفرقة الوطنية السعودية.
وعرّج على أسماء الفنانين المشاركين على المدرج الجنوبي، وهم: عاصي الحلاني/ لبنان، ثامر حسني/ مصر، رابح صقر/ السعودية، مروان خوري/ لبنان، محمود التركي/ العراق، ماجد الرسلاني/ السعودية، ليلة أردنية/ نقابة الفنانين، فرقة نادي الجيل/ الأردن، زياد برجي/ لبنان.
وتوقّف قعوار عند البرنامج الثقافي الذي تشرف عليه اللجنة الثقافية برئاسة أمين عام وزارة الثقافة الأديب هزاع البراري، ويشارك فيه نحو 15 شاعراً وشاعرة عربية، وأكثر من 40 شاعراً وشاعرة أردنية. وأكثر من 15 قاصّاً، فضلاً عن برنامج الاتّحاد الذي يشارك فيه نحو 70 عضواً من أعضاء الاتّحاد. إضافة إلى أكثر من 40 فنّاناً تشكيلياً من رابطة التشكيليين الأردنيين، لافتاً إلى أهمية الشراكات المتجذّرة مع الهيئات الثقافية النوعية، منها: رابطة الكتّاب الأردنيين واتّحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين ورابطة التشكيليين والمجتمع المحلي.
وأعلن عن منح جائزة المهرجان السنوية للشاعر زياد العناني، وإطلاق اسم القاص فخري قعوار على ملتقى القصة الذي سيقام في مقرّ رابطة الكتّاب الأردنيين، ومنح جائزة خاصّة لأفضل ديوان شعري.
وفي إطار المسؤولية الاجتماعية التي توليها إدارة المهرجان اهتمامها، سيقوم المهرجان بتنظيم حفل خاص لفرقة "فوزي موزي" في مركز الحسين للسرطان للأطفال وذويهم، وتخصيص خيمة لعرض منتوجات مراكز الإصلاح والتأهيل في شارع الأعمدة، وأدراج برنامج الملتقى التشكيلي الذي يحمل عنوان "عبق اللون"، الذي يعنى بالأطفال المكفوفين.
وقال قعوار: إنّ المهرجان أعاد مشروع " بشاير جرش" الذي يعنى بالمبدعين الشباب والتركيز على الصناعات الثقافية وتوفير شروط تسويقها، وتطوير مهارات المجتمع المحلي، للإسهام بشكل عام في التنمية والتعاون والمشاركة مع بلدية جرش وأجهزتها ولجانها التنظيمية من أجل الوصول إلى هذا الهدف، لافتاً إلى أهمية الفرق الفنية الشعبية ودورها في صناعة الفرح.
وبيّن قعوار بعض الترتيبات الإدارية واللوجستية المتعلّقة بالتذاكر وحضور الفعاليات والنقل وبثّ الأخبار، معرباً عن شكره للمجتمع المحلي والأجهزة الأمنية ومحافظة جرش والبلدية ولكلّ الشركاء والرعاة الذين يسهمون بنجاحات المهرجان.
ومن جهته أشاد العبادي بالشراكة المميزة مع المهرجان، لافتاً أنّ النقابة تتولّى الإشراف على البرنامج المتعلّق بالفنانين الأردنيين، وقد تمّ إشراك 1000 فنان أردني.
وبيّن أنّ المشاركات لا تتوقّف عند الفعاليات الموسيقية والغنائية، وإنّما تتسع للمشاركات المسرحية والسينمائية ومسرح الأطفال والشباب.