أعرب العازف اللبناني ريكاردو أبي هيلا عن فخره بالمشاركة في برنامج العروض الفنية لجمهور كأس العالم قطر 2022، في أول نسخة من البطولة في العالم العربي والمنطقة، مشيراً إلى أن استضافة قطر للحدث التاريخي إنجاز استثنائي ومبعث فخر لجميع العرب.
وقال ريكاردو، الذي يجيد العزف على العديد من الآلات الموسيقية، وشارك في فعاليات خارج الاستادات المونديالية، وغيرها من أبرز الأماكن السياحية في البلاد، إن تقديم عروض موسيقية في أكبر حدث رياضي في العالم تجربة مبهرة يعجز عن وصفها، مؤكداً امتنانه لإتاحة الفرصة له للعزف أمام جمهور من أنحاء العالم خلال المونديال.
وأوضح ريكاردو في حوار لموقع "Qatar2022.qa"، أن المشاركة في الكرنفال الرياضي العالمي من خلال تقديم معزوفات موسيقية، والتي تستهويه أكثر من أي شيء آخر، أمر رائع وفرصة فريدة، وأن العالم بأمس الحاجة إلى هذا المزيج من الرياضة والموسيقى.
ولدى الحديث عن مشاعره بالمشاركة في برنامج العروض الفنية، قال ريكاردو: "تشرفني المشاركة في تقديم عروض موسيقية في مونديال قطر 2022. أنا لبناني وأعرف ما يعنيه استضافة دولة عربية لكأس العالم، ونفخر كعرب بهذا الإنجاز المبهر، والذي يعد واحداً من أفضل الإنجازات، كما أن مستوى التنظيم رائع على كافة المستويات."
ووصف ريكاردو تجربته في المشاركة في البرنامج بالمدهشة وقال إن حياته تغيرت منذ اللحظة التي تلقى فيها رسالة من اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وانتابه آنذاك مزيج من المشاعر غلب عليها السعادة والحماسة.
وأضاف: "عملت بجد للوصول إلى ما أنا عليه، ونجحت في تحقيق هدفي. استفدت من هذه التجربة وتعلمت الكثير منها. من الرائع المشاركة في فعاليات خاصة بكأس العالم لا سيما أن البطولة تقام هنا في منطقتنا."
وعن الجانب المفضل لديه من خلال مشاركته الفنية في البطولة، أشار ريكاردو إلى أن كل يوم يحمل مفاجأة صغيرة مميزة، وأن أفضل الأوقات عندما قدم عرضاً خلال جولة الكأس قبيل انطلاق البطولة.
وتابع: "تواجد الآلاف من الحضور مع أجواء احتفالية استثنائية، حيث اجتمعت الحشود أمام المنصة وغمرتني مشاعر الإثارة والسعادة. المشهد كان مذهلاً أيضاً، ما عزز تجربتي الفريدة في المونديال."
وعند سؤاله عما يتطلع إليه خلال البطولة، قال ريكاردو إنه يأمل أن يتعرف المشجعون من أنحاء العالم على موسيقى المنطقة، وأن يمثل بلده من خلال مشاركته في الحدث العالمي، والمساهمة في توفير أجواء تتيح للجميع أن يصنعوا ذكريات تبقى معهم مدى الحياة وبناء صداقات دائمة يشعرون معها بالسعادة.
وفيما يتعلق بالتفاعل مع المشجعين من أنحاء العالم، قال ريكاردو: "نعلم جميعاً أن الموسيقى توحد الشعوب، وأقدّم من خلال أعمالي عروضاً تلبي ذائقة الجميع، وأداء بلمسة شرق أوسطية مع مقطوعات للأغاني الأكثر رواجاً، والتي تلاقي استحسان المشجعين وتثير حماسهم بمجرد سماعها."
وحول رحلته في عالم الفن، أوضح أنه موسيقي متعدد الموهبة يجيد العزف على القانون وآلة الهاند بان والطبلة وطبلة الإطار، والمزج بين الموسيقى الشرق أوسطية والغربية.
وأضاف: "في العادة أقدم عروضي باستخدام المزيد من الآلات الموسيقية، ولكن في الفعاليات الخاصة بمونديال قطر 2022، يقتصر العرض على هذا المزيج من الآلات. وبما أنني في الأصل من لبنان وأقيم في فرنسا، أسعى من خلال أعمالي الفنية إلى بناء رابط مشترك بين هذين البلدين من خلال الفن والموسيقى."
وحول بداياته في عالم الموسيقى وكيف تمكن من تطوير أدائه، نوه إلى أنه بدأ العزف على الطبول في سن العاشرة، وفي عام 2013، بدأ تطوير مهاراته في العزف على الطبول بمدينة نيويورك، وعلى مدى السنين، واصل إضافة آلات الإيقاع لتنويع أدائه وتقديم لون فني يضم العديد من الآلات.
ولدى سؤاله عن حياته المهنية، أشار إلى أن الحظ كان حليفاً له ونال فرصة لتقديم عروض مع عدد من أشهر الفنانين مثل زياد الرحباني، وميشال فاضل، ورامي عياش، وعاصي الحلاني، ووليد توفيق، وشذا حسون، ونوال الزغبي، وجهاد عقل، وعبده الشريف، وزياد برجي، وكذلك مع والأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية. كما عمل أيضاً مع فرقة "بروكن وينجز الموسيقية" والعديد من فناني الجاز المحليين.
وتابع: "قدمت عروضاً في فرنسا ونيويورك وأبو ظبي ولبنان والسعودية، إلا أن المشاركة في العروض الترفيهية في كأس العالم قطر 2022 هي بلا شك أبرز المحطات في مسيرتي الفنية وأفضل نجاح أحققه."
وعن منتخبه المفضل في كأس العالم، قال ريكاردو إنه يشجع منتخب البرتغال، مشيراً إلى أن النجم كريستيانو رونالدو شكل مصدر إلهام كبير له خلال نشأته.
وأضاف: "البرتغال منتخبي المفضل، وتلهمني شخصية رونالدو الذي أرى فيه قدوة لمن يسعى للوصول إلى أهدافه والإصرار على تحقيق النجاح. وعلى الرغم من تشجيعي للبرتغال سـأكون سعيداً لمشاهدة منتخب عربي يصل إلى نهائي البطولة."
وتشهد قطر كرنفالاً عالمياَ مع عروض كروية مبهرة تستقطب اهتمام عشرات الآلاف من المشجعين في المدرجات، والمليارات من عشاق الساحرة المستديرة عبر الشاشات في أنحاء العالم، فيما تنتشر في أرجاء البلاد مجموعة واسعة من الفعاليات الموسيقية والفنية والثقافية، احتفالاً بالحدث الأكثر أهمية على الساحة الرياضية.