لا يهتم الجمهور بأعمال الفنانين فقط، بل يعتبرون حياتهم الخاصة جزءاً من شهرتهم، وليس عيباً أن يبحثوا عن خباياها وتفاصيلها، حتى ولو كان هذا الأمر يتعلق بقضايا إثبات النسب، وذلك ما يُثار حالياً حول الفنان سمير صبري، الذي توفي في العشرين من شهر أيار الماضي. وبعد أيام قليلة من رحيله أخذ الجميع يبحث عن ابنه الذي تحدّث عنه كثيراً، ولكن توالت المفاجآت بعد ذلك ولم يقتصر الأمر على الابن الغائب فقط.
روايات عدة ضجّت بها مواقع التواصل، منذ إعلان وفاة سمير صبري حول ورثته الشرعيين، بدايتها عند اختفاء نجله الذي كشف الراحل من قبل عن أنه يقيم في لندن، وأنه أنجبه من زوجته الأجنبية التي تزوجها عندما كان في العشرين من عمره، ظل الجميع ينتظر قدوم هذا الابن لحضور الجنازة، لكن لم يحدث، وانتشرت التوقعات حول ظهوره بحثاً عن ميراثه، ولم يظهر أيضا حتى يومنا هذا مع اقتراب مرور شهر على وفاة والده.
هذا الاختفاء المثير للجدل، دفع البعض للتشكيك في وجوده من الأساس، وأبرز من شككوا في أن الراحل قد أنجب، الناقد الفني طارق الشناوي، الذي وصف حديث سمير صبري عن ابنه بأنه "شطح من الخيال"، ووافقته الرأي أسرة والد الفنان الراحل، لأبيه، وأكدوا أنهم الورثة الشرعيون له وأنه لم ينجب، ليظهر الماكيير محمد عشوب، ويفجر مفاجأة وهي أنه لديه ولدان الأول مقيم في لندن، والثاني من فنانة مشهورة، دون أن يكشف عن هويتها، ولا تزال قصة ابني سمير صبري، محط أنظار الجميع، مع اختفاء نجله الذي تحدث عنه مراراً وتكراراً.
سمير صبري، ليس الفنان الأول الذي يثير الجدل، بنسب أبناء له بالرغم من رحيله، بل سبقه الفنان الكبير نجيب الريحاني، الذي ظهرت سيدة أجنبية بعد خمسين عاماً من رحيله، لتؤكد أنها ابنته من زوجته الأجنبية، وكان الأمر وقتها مفاجأة للجميع، وبالرغم من اعتراف الدولة بها وتكريمها في المهرجانات الرسمية باعتبارها فعلاً ابنة الريحاني، إلا أنه خرج مشككون في حديثها ونسبها له، لكنها أكدت أنه كان يخفي زواجه من والدتها لأنه لا يوجد تعدد زوجات في المسيحية، وكان يخشى من المساءلة القانونية. وعن سبب عدم الإفصاح عن نسبها له طيلة السنوات التي أعقبت رحيله أوضحت أنها تزوجت من رجل صعيدي المنشأ، وكان يغار عليها لذا طلب منها ألا تكشف عن هويتها.
ومن قضايا النسب الشهيرة أيضاً والأكثر جدلاً على الساحة الفنية، نسب توأم زينة، زين الدين وعز الدين، للفنان أحمد عز، وبالرغم من إثبات المحكمة نسبهما له، وإلزامه بنفقاتهما كافة، واستمرار مداولة قضايا بينهما في المحاكم، إلا أن الفنان المصري، لا يزال ناكراً لهما ولم يعترف بنسبهما له.
الفنان مصطفى قمر، كان قد أثار جدلاً في عام ٢٠١٥، بعد أن خرجت شقيقته وأقامت ضده دعوى قضائية، تتهمه بتزوير نسبه لوالدتها وحصوله على الميراث، وأكدت ذلك بعد أن ادعت عثورها على ورقة قيد عائلي تؤكد أن اسم والدته الحقيقي ليس هو نفس اسم والدتهما، مما يعني أنه قام بتزوير أوراقه الرسمية وأنه من أم غير والدتهما، وادعى أنه نجلها الوحيد كي يتهرب من أداء الخدمة العسكرية، وردّ حينها المطرب على ذلك، بإعلان شهادة ميلاده التي تحمل نفس اسم والدتهما، مكذباً ما تدعيه.
الفنان أحمد الفيشاوي، أنكر ابنته لينا، من السيدة هند الحناوي، ما دفع والدتها للجوء إلى القضاء لإثبات نسبها له وبالفعل تبين أنها ابنته، والتقى بها للمرة الأولى عندما كانت في الثالثة من عمرها، وتبلغ حالياً من العمر ١٨ عاماً وتقيم مع والدتها بلندن.
أخيراً الفنانة الكبيرة شيريهان، التي عانت سنوات من أجل إثبات نسبها للدكتور أحمد الشلقاني، فتزوجته والدتها سراً خشية على ابنها من زوجها الأول عمر خورشيد من أداء الخدمة العسكرية لإصابته بمرض نادر، ولم تكشف والدة شيريهان لها عن اسم والدها الحقيقي، إلا بعد وفاته ما تسبب في صدمتها وغضبها منها.