سيطر الحزن على عائلة الفنان جورج وسوف وهي تودّع ابنها البكر وديع الذي توفي الجمعة في أحد المستشفيات بعد مضاعفات جراحة خضع لها قبل أكثر من أسبوع.
وغصّت كنيسة القديس نيقولاوس في الأشرفية بمحبّي أبو وديع، ولم يعد وديع نجل الوسوف فحسب، فمصابه الأليم أضحى مصاب جمهور سلطان الطرب في العالم العربي.
تصوير: حسن عسل
حضر سياسيون وفنانون وإعلاميون وشخصيات اجتماعية إلى الكنيسة، حيث للوقوف الى جانب أبو وديع "مكسور الظهر"، إضافة إلى الجمهور المحبّ الذي كان ينتظر منذ الجمعة أمام المستشفى، لعلّ وديع يخرج من محنته فيهنأ قلقهم على الوسوف، مطرب الشعب، لكن الموت حلّ فأسلم وديع الروح.
صباح اليوم (الأحد) المؤلم، تزيّنت الكنيسة بصور وديع، وعلا صوت الوسوف في أغنياته: "يوم الوداع"، "ترغلي يا ترغلي"، "ليلة وداعك"، "أصعب فراق" هذه الاغنية التي كانت موجّهة في أحد الأيام إلى وديع، لكنها لم تُكتب لتكون لمثل هذا الوداع. الكثيرون استعادوا مشهد الوسوف في كليب الأغنية، إذ قيل إن الاخير ذرف حينها دموعاً حقيقية بعدما قرّر وديع السفر ومغادرة لبنان، فعزّ عليه بعده لأنه "الغالي".
تصوير: حسن عسل
اليوم دموع الوسوف تنهمر من دون حدود، وصوت شالينار المفجوع وهي تنادي بكرها يكسر، وكلمات شقيقه الوداعية تؤكد أن الوجع لم يبدأ بعد، عسى أن يلهمهم جميعاً الصبر أمام فاجعة لم تكن في البال: "يا خيي يا حبيبي، لم أكن أتوقع أن يأتي اليوم وأن أتحدث في عزائك، فلّيت بكّير يا خيي، كسرتنا وكسرت قلب بيّك وقلوبنا كلنا. بيّك كان أغلى شي عندك بالدني، كنت عايش كل حياتك كرماله. بالنسبة إلنا الحياة لم يعد لها معنى من دونك، أنت قدّيس في السماء. لم تمت بل سافرت بعيداً، وسنلتقي قريباً، انت ما فلّيت، بعدك فينا وستبقى فينا يا وديع".
الفنان الكبير عابد فهد وصف الوجع الذي يمرّ به صديقه الوسوف، فقال في حديث لـ"لنهار": "المصاب كبير ويصبح أكبر لشخص كجورج وسوف قدّم أحاسيسه ومشاعره. خمسون عاماً من العطاء واختيار المواضيع الغنائية والألحان". يضيف فهد: "الجمهور الكبير قارن وديع باسم الكبير جورج وسوف، فصار الجميع ينادونه بـ"أبو وديع". هل سيستطيع أن يسمع هذه الكلمة وهو يقف على المسرح؟".
بالنسبة لفهد: "ما نستطيع قوله أن استفقاد ربنا بركة، وديع إنسان طيّب، وأتمنى الصبر والسلوان لأهله. بدها طاقة كتير كبيرة كي نستوعب خسارة وديع. بالنسبة لجورج كسرة ضهر كبيرة، ان شاء الله بالملكوت، عاش باحترام وكرامة. وديع شاب يشبه الملاك، من لا يعرفه يجهله".
النجم عابد فهد هو الصديق والأخ للوسوف، وهو اليوم يرافقه في أصعب امتحان حياتي يمرّ فيه: "أحترم هذا الرجل، هو شخصية غير تقليدية وغير عادية، أنظر إليه بعين الإعجاب والشريك ورحلة العمر"، ويضيف: "الوسوف شخصية تدرّس، لم تُكتب في روايات دوستويفسكي أو روايات نجيب محفوظ أو تشيكوف. هو شخصية لها قراءة خاصة وأنا هكذا أراها وأقدّرها وأحترمها."
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
