كانت الفنّانة الراحلة رجاء حسين، حاضرة بقوة خلال الفعاليات والأحداث الأخيرة، برغم تقدمها في السّنّ، الذي لم يمنعها من حضور الندوات والجنازات، بل والظهور الإعلامي وإثارة الجدل، بأقوال وأفعال نادرة.
وتوفيت الراحلة اليوم عن عمر ناهز الـ83 عاماً.
دفاع عن المهنة
فقد أثارت ضجة كبرى بتصريحاتها بشأن أحوال الفنانين في مصر، وقالت إنها الدولة الوحيدة التي يُحال فيها الفنان إلى المعاش، موضحة أنّ جميع فناني العالم ينقلون خبراتهم للأجيال التالية، فالفن مهنة متوارثة.
وسخرت من الواقع المرير، قائلة: "نعطي أعمارنا للمسرح والسينما، وفي الآخر نقعد في البيت، ونطلع على المعاش لماذا؟ الفنان في مصر مثل الحصان عندما يكبر في السن يُضرب بالرصاص. هناك فنانون يجلسون في منازلهم منذ سنوات، وآخرون يعملون وهم لا يستحقون هذا".
وختمت: "هل من المعقول ألاّ يكون لدى محمد صبحي مسلسل أو فيلم؟ عندما نكبر يضربوننا بالرصاص مثل خيل الحكومة، لا في عطاء ولا فن أو انتماء... هم قتلونا".
كما أشارت إلى أنّ السؤال عن عدم وجودها في الأعمال الدرامية والتلفزيونية والسينمائية لا يُوجه إليها بل إلى لمسؤولين عن الفن في مصر، مشيرة إلى أنها موجودة، والعائق الوحيد عن العمل هو الوفاة أو المرض.
وأضافت، أنّ الفن يجري في دماء الفنان، وأنها في سن الـ84 عاماً، وأدوارها تتوزع على فنانين آخرين، موضحة أنّ كل أسرة فيها جدة أو شخصية كبيرة في السن، ولذلك يجب أن يكون لها دور في مثل هذه الشخصيات، كما أنّ الابتعاد عن التواصل مع الجيل الحالي ليس فقط في الابتعاد عن التمثيل، وأنها تبتعد عن الفن والتمثيل منذ أكثر من 11 عاماً، مؤكدة أن رسالة الفن عظيمة هي التنوير، كما أنها تتحدث عن شريحة من المجتمع تبدأ بالأب.
وتابعت: "ما نراه الآن مهزلة بنت وولد وحب، والنقابة ليس لها حق في التدخل في فرض الفنانين، والمسلسل 3 دقائق تمثيل والباقي إعلان، اعملوا محطة للإعلانات".
أثارت الممثلة القديرة المصرية رجاء حسين، حالة من الجدل، بعدما كشفت عن سبب انفصالها عن زوجها الفنان سيف عبد الرحمن بعد وفاة ابنهما قبل سنوات.
انفصال وتفاصيل نادرة
حتى انفصالها عن زوجها الفنان سيف عبدالرحمن خلفه تفاصيل غريبة سردتها الراحلة، خلال لقاء تلفزيوني حيث أكدت أنها تحملت كثيراً من أجل ابنها كريم الذي توفاه الله.
وأوضحت أنه بعد وفاته، قررت الانفصال عن زوجها بعد زواج دام أكثر من 51 عاماً، واصفة حالتها وقتها قائلة: "من كنت خايفة عليه راح".
واستنكرت المبدأ الذي يقتنع به المجتمع بأنّ الرجل يفعل كلّ شيء يحلو له، لكن المرأة لا، وأكدت تحمّلها الحياة الزوجية من أجل الأولاد.
وأضافت: "تحملت سنوات من أجل الأولاد والمرأة العاقلة تهتم بأسرتها وتضعها في المقام الأول قبل قلبها، وسيف رجل طيب ومحترم ولما تزوج امرأة أخرى كنت على تواصل مع زوجته".
وختمت حديثها بأنها حزنت لوفاة ابن "ضرتها" لأنها كانت تعتبره مثل أولادها، وأنها تتواصل معها وعلاقتها معها ممتازة، وأرجعت السر في ذلك إلى عدم وجود مشاعر في داخلها تكنّها لزوجها.
موقف مفاجئ
خلال استضافتها ببرنامج تلفزيوني مباشر، تعرضت الى موقف مفاجئ كان حديث الجميع في مصر لغرابته، هو زيارة "ضرّتها" لها.
"الضرّة" هي المخرجة منى واصف التي أجرت مداخلة هاتفية مع البرنامج، وبعد دقائق فاجأت رجاء حسين على الهواء، حيث احتضنتها الأخيرة، ودخلتا معاً في نوبة بكاء، أثارت تعاطف الجميع.
وأعربت رجاء حسين، عن سعادتها بهذه المفاجأة، التي أظهرت للجميع مشاعر المحبة التي تحملها كل منهما للأخرى، على غير المعتاد بين زوجات الرجل الواحد.
وكثيراً ما أكّدت أنها تحبُ المُخرجة منى واصف، وأنهما لا يتبادلان مشاعر الكراهية، كما يعتقد كثيرون.
المعروف أن الراحلة أعلنت انفصالها عن زوجها الفنان سيف عبدالرحمن، بعد زواج دام نحو 51 عاماً، وكشفت تفاصيل من حياتها الخاصة، موضحة أنها كانت تعاني مشكلات عدّة، لكنّها تحمّلت حفاظاً على مشاعر ابنها، ولم تطلب الانفصال طيلة هذه السنوات.
وأوضحت، أنها طلبت الطلاق بعد وفاة نجلها مباشرة، لعدم قدرتها على تحمل هذه الخلافات بعد الصدمة الكبرى والفترة الصعبة التي عاشتها عقب هذه الفترة.
وفي شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، فقد سيف عبدالرحمن، نجله الثاني من زوجته الثانية منى واصف، بعد سبع سنوات من وفاة الأول.
واعتقد الجمهور وقتها أنه الابن الثاني لرجاء حسين، إلّا أنّها أوضحت الحقيقة، بأنّ نجلها الوحيد تُوفي منذ سبع سنوات، وأن هذا الشاب ابن زوجها.
بدأت الراحلة حياتها الفنية على المسرح في فرقة نجيب الريحاني عام 1958، ثم اتجهت إلى التمثيل الإذاعي، ولاحقاً انضمت إلى الدراما التلفزيونية، حيث قدّمت مجموعة كبيرة من الأعمال، على غرار "أحلام الفتى الطائر" و"الشهد والدموع ".
وفي السينما، شاركت في أغلب أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين، ومن أبرزها "العصفور" و"عودة الابن الضال".