أطلق صانع الأفلام المستقل كورتيس ريان وودسايد، اليوم (الأربعاء)، فيلماً وثائقياً عن كليوباترا السابعة آخر ملكات الأسرة المقدونية في مصر وذلك بالتزامن مع بدء عرض منصة "نتفليكس" الترفيهية فيلماً عن هذه الشخصية التاريخية أثار غضب الأثريين المصريين.
فيلم وودسايد، الذي تبلغ مدته 90 دقيقة وظهر فيه عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس وعالمة الآثار كاثلين مارتينيز من الدومنيكان، حقق آلاف المشاهدات داخل مصر خلال الساعات الأولى من بثه على "يوتيوب".
ويقول وودسايد المولود في جنوب أفريقيا: "يعتقد الجميع أنهم يعرفون كليوباترا، ويملك كل منهم رأياً مختلفاً عنها، لكن معظم هذه الآراء حديثة، ومبنية على أفلام وقصص مضللة"، مشيراً إلى أن فيلمه يهدف لإظهار الوجه الحقيقي للملكة الشهيرة.
ويملك وودسايد (28 عاماً) في رصيده عدداً من الأفلام الوثائقية عن الحضارة المصرية القديمة متاحة عبر قناته على موقع "يوتيوب" للتسجيلات المصورة حققت عشرات الآلاف من المشاهدات.
ولم يعتمد فيلمه على أي مشاهد تمثيلية أو محاكاة للشخصيات التاريخية، لكنه عرض رؤوس تماثيل وعملات معدنية أثرية مكتشفة في مصر تحمل صورة كليوباترا السابعة.
وفي نيسان، أثار الإعلان الترويجي للفيلم الوثائقي لمنصة "نتفليكس" غضب الأثريين المصريين وعدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدما ظهرت الممثلة البريطانية السمراء أديل جيمس وهي تجسد شخصية كليوباترا.
وقال المجلس الأعلى للآثار في مصر إنّ "ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفاً للتاريخ ومغالطة تاريخية صارخة لا سيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عملاً درامياً".
ومن جانبها، أعلنت قناة الوثائقية التي انطلقت حديثاً في مصر تحت مظلة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عزمها إنتاج فيلم وثائقي للرّد على فيلم "نتفليكس" لكنها لم تضع إطاراً زمنيا لذلك.
وحكمت كليوباترا السابعة مصر من عام 51 إلى 30 قبل الميلاد ولا تزال بعض آثارها ماثلة، من أشهرها النقوش التي تصورها وابنها قيصرون على معبد دندرة في محافظة قنا.
وخلال الساعات الماضية، دعا فنانون وإعلاميون عبر حساباتهم الشخصية على "فايسبوك" لمقاطعة فيلم "نتفليكس" قائلين: "غداً سيعرض فيلم وثائقي عن كليوباترا على "يوتيوب" في نفس توقيت عرض "نتفليكس" لفيلمها المغرض، لكن هذا الفيلم من إنتاج منتج عاشق لمصر وحضارتها اسمه كورتيس ريان وودسايد يشارك فيه الدكتور زاهي حواس ومجموعة من المهتمين والمتخصصين في الآثار من مصر والعالم. نتمنى أن نسجّل إقبالاً غير مسبوق على مشاهدة هذا الفيلم على "يوتيوب" ونقاطع مشاهدة فيلم نتفليكس".