لم تفلح المغنّية شذى حسّون بإعطاء صورة الفنّانة المثقّفة التي على دراية بالقوانين التي تنحاز للرجل ضدّ المرأة في لقائها الأخير مع الإعلاميّ جعفر في برنامجه "جعفر توك"، الذي يحاول من خلال استضافة النجوم ومعرفة مدى عمق تفكيرهم عبر أسئلة تعتبر مطبّات تطيح بصورة النجم الذي يطلّ معه، لما يتطرّقه الحوار إلى موضوعات شائكة ومحرجة للضيف الفنّان.
جعفر وفي بداية حواره مع حسّون، كان يتساءل عن التغيّر الذي طرأ على شخصيّتها منذ مشاركتها في برنامج "ستار أكاديمي" في العام 2007 وصولاً إلى العام 2022، فردّت أنّها لم تتغيّر وأنّها لا زالت كما هي، ليردّ عليها جعفر قائلاً إنّها كانت سابقاً أكثر بساطة وتمثّل جيل الشباب، في حين أنّها حاليّاً تنقل صورة حياة الرفاهية عبر صورها في طائرات خاصّة وارتدائها الماركات الباهظة الثمن. ولمّا لم تجد حسّون ردّاً يسعفها، اختارت اللجوء إلى السيدة فيروز وأطلقت تحليلاً وُصف بالـ"ساذج"، حيث قالت إنّ الأخيرة لا تنشر صورها لأنّها لا تريد أن تكون قريبة من الناس، في حين أنّها تصوّر حياتها كما تعيشها من سفر وحفلات وزيارة الأماكن الشعبيّة.
وليس هذا فحسب، فشذى حسّون وخلال الحوار لم تعرف ماذا تعني الدولة المدنيّة وفصل الدين، معتقدة أنّ الدولة المدنيّة تعني عدم ممارسة الدين بعيداً عن القوانين، وقالت إنّه لا يوجد ملحدين في العالم العربي.
وعن قانون تشريع الزواج بأربع، لم تملك الجرأة لرفض هذا القانون لأنّه مستمدّ من القرآن، فقالت بأنّها لا ترفضه، مضيفة أنّ الرجل يحقّ له الزواج بأربع، على عكس المرأة لأنّها جسديّاً لا تستطيع، ولا يمكن معرفة والد الجنين، لكنّها في المقابل ترفض إن تزوّجت أن يطبّق زوجها هذا القانون ويتزوّج بأخرى.
شذى التي ترفض تطبيق القوانين، تنحاز للرجل ضدّ المرأة، لكنّها تبرر تشريع هذه القوانين بحجّة أنّها مستمدّة من الشريعة وأنّ الأعراف والتقاليد تنصّ على ذلك. وعند الحديث عن العنف الأسريّ، لم تملك موقفاً قويّاً لترفض القانون الذي يبيح للرجل تأديب زوجته، وقالت إنّه لا مانع من التأديب، مشيرة إلى أنّ المجتمع تربّى على ذلك، وأنّ المرأة عندما تتعرّض للعنف يحاول أهلها إقناعها بالصبر. وقالت إنّه "من الصعب أن نقول: الزوجة تضرب الزوج وتؤدّبه"، وبدت خلال الحلقة وكأنّها تبرّر للرجل ضرب زوجته حيث قالت إنّ الرجل في العراق مرّ بظروف قاسية أثّرت عليه.
أمّا عندما سئلت إن كانت تقبل أن يغيّر مستقبلاً ابنها وابنتها ديانتهما فقالت: "والله لأسلخه سلخاً"، ثمّ عادت واستدركت وقالت بأنّها قد تتناقش معه لتعرف الأسباب التي أدّت إلى اتّخاذه هذا القرار.