احتفلت الفنانة هبة طوجي بمولود فنّي جميل حمل عنوان "بعد سنين"، بعد ست سنوات على إطلاق آخر ألبوم لها، ممّا شكّل خطوة فنية أتت بتوقيتها المناسب استكمالاً للخطّ الفني الذي انتهجته طوجي، ومضت فيه عكس التيار.
أكّدت طوجي في "ليلة أمل"، التي قدّمتها في أيار الماضي بالـ"فوروم دو بيروت"، أنّ لبنان حيّ، قبل أن تعود في أيار الحالي لتُكمل جملتها بأنّ لبنان حيّ بفنّه.
اللافت في ألبوم "بعد سنين" أنه يضمّ 13 أغنية طبعت فيها طوجي أنماطاً موسيقية منوّعة ومواضيع عن الحبّ والانفصال وتمكين المرأة والنوستالجيا والأمل.
صوّرت طوجي قبل طرح الألبوم أغنيتين هما الديو العالميّ "Que Sera Sera لو نبقى سوا" مع الفنان العالمي لويس فونسي، و"حبيبي خلص". وأطلّت أخيراً في كليب الأغنية التي تحمل اسم ألبومها "بعد سنين"، مقدّمة لجمهورها نفساً فنياً جديداً، سواء باللهجة المصرية وصولاً إلى الرسالة الإنسانية التي أرادت إيصالها إلى كلّ امرأة.
في حديث لـ"النهار"، تقول طوجي: "عنوان الألبوم تمّ اختياره لأنه يحمل معانيَ كثيرة، أوّلها أنّ آخر ألبوم صدر لي كان في عام 2017، بالرغم من حضوري الفني الدائم سواء عبر أغنيات منفردة، أو عبر مشاركتي في نشاطات فنية كثيرة. لكنّ على صعيد الألبومات، "بعد سنين" هو ألبوم العودة".
وتضيف: "الأغنية فيها فرح وقريبة إلى القلب، أردتها أن تكون عن الأنوثة. وقد ترجمت عناصرها المخرجة المبدعة ليلى كنعان، التي أصابتها في المضمون والصورة، خصوصاً أننا أحببنا أن تكون النساء حاضرات؛ فجميلة فكرة أن يكون هناك سند في حياة المرأة من نساء هنّ ضمن دائرة الأصدقاء والعائلة".
تشرح طوجي لماذا تكنّ كل هذه المشاعر لمولودها الجديد، وتقول: "خلال السنوات الثلاث الأخيرة، دخلت روحية جديدة في حياتي الشخصية تكلّلت بالزواج، ورزقت بعدها بولدين. هي عوامل أضفت تغييراً على حياتي، وأوجدت لديّ مشاعر جديدة ترجمتها في ألبوم منوّع، فيه أغنيات اجتماعية وعاطفية إيقاعية وأنماط موسيقية تشبهني".
وتتابع: "ما يجعل هذا الألبوم مختلفاً أن ما قدّمته سالفاً كان يصبّ في خانة الأغنيات الملتزمة والهادفة. لكنني اليوم أحببت بعد سنين أن أسلّط الضوء على شقّ آخر من شخصيتي قد يكون الجمهور ألفه بشكل خجول. لهذا السبب وقع الخيار على تصوير 3 كليبات، كلّ منها يقدّم صورة جديدة، ونكهة فنية مختلفة من جوانب كثيرة، سواء في صورة المرأة أو عنّي أنا شخصياً".
بالرغم من الروح الخارجية الجديدة للألبوم، فإنّ طوجي لا تزال متمسّكة بهويتها الفنية، ولا يزال المستمع يشعر بهذا التناغم بين الموسيقى الشرقية والغربية في أعمالها. وتقول طوجي في هذا الشقّ: "هناك دائماً مزج بين هاتين الثقافتين، لأنّ هذا يشبهني موسيقياً وفكرياً. وعمدنا في هذا الألبوم إلى تقديم هذا المزج بأسلوب عالميّ، خصوصاً أنّه تمّ تسجيله بين لبنان وفرنسا وأميركا. لهذا السبب كان التعاون مطبوعاً بنكهات أشخاص جدد، بالإضافة إلى تعاقدي مع شركة "Universal Arabic Music"، المنفتحة على العالم، ومن أهدافها إيصال الأغنية العربية إلى أكبر شريحة ممكنة في العالم".
تنفيذ المخطط الفني الجديد استغرق ثلاث سنوات، مع الحفاظ على هوية طوجي، لا سيّما في قصيدة "راجع من رماده" للراحل الكبير منصور الرحباني. وتقول: "عبر هذه الأغنية، عملنا بأسلوب حديث من خلال إدخال الأوركسترا والآلات الحديثة، لأننا أحببنا أن نغنّي للوطن بأسلوب عاطفي، وكأننا نناجي الحبيب. هي قصيدة تشبه تعلّقنا بوطننا، والأمل الذي نشعر به تجاهه. فنحن كلبنانيين محرّكنا الواقعي هو الأمل، ونردّد دائماً بأنّ بلدنا الأجمل، ونؤمن بأنه سينهض من جديد، لأنه مهما مرّ علينا من صعوبات نريد أن نكمل، فهذا ما يميّزنا عن غيرنا من الشعوب".
تعترف طوجي بأنّ جديدها هو من الألبومات المفضلة لزوجها العازف العالمي إبراهيم معلوف: "طوال فترة التحضير كان داعماً معنوياً كبيراً وسنداً، إضافة إلى طبعه مشاركة في الألبوم في أغنية "بحبّك لآخر يوم" مع زوجي المؤلّف الموسيقيّ والعازف العالميّ إبراهيم معلوف الذي رافقني عزفاً على الترومبيت".