إنجاز جديد يُضاف إلى تاريخ الزعيم عادل إمام، حيث أعلن رئيس المهرجان القومي للمسرح الفنان محمد رياض عن إطلاق اسمه على الدورة السادسة عشرة التي ستنطلق في الفترة ما بين 27 تموز المقبل وحتى الثاني عشر من شهر آب، وذلك تكريماً لمسيرته وإنجازاته على خشبة المسرح.
وعن كواليس اختيار الزعيم لإطلاق اسمه هذا العام على الدورة الجديدة من المهرجان، قال رياض خلال تصريحات تلفزيونية إنه فور اختياره كيّ يتولى رئاسة المهرجان هذا العام، أول ما فكر به هو تكريم اسم عادل إمام، مؤكداً أن قيمته الفنية لا يمكن اختزالها في المسرح فقط، بل له تاريخ فني كبير يعلمه الجميع.
تحدث رياض عن إنجازات إمام في المسرح حيث قال إنه عندما كانت تُعرض أعماله بمسارح شارع الهرم، كانت تزدحم الطرق المحيطة بالمنطقة ويتكدّس الجمهور من مختلف دول العالم العربي لمشاهدة مسرحياته، كما كشف عن أن مطار القاهرة الدولي كان يستقبل وفوداً هائلة من أجل التردد على المسرح ومشاهدة الزعيم، لذا كان له دور بارز في تنشيط حركة السياحة بمصر.
البوستر الرسمي للدورة السادسة عشرة من المهرجان تصدّرته صورة الزعيم. وعن كواليس تصميمه، قال رياض إنه استغرق شهراً ونصف الشهر تقريباً حتى يتم اختيار هذه الصورة له، وصناعتها بشكل يجذب النظر وتخلد مشواره المسرحي.
بداية المشوار الفني للزعيم عادل إمام، كانت من خلال المسرح، حيث كان طالباً بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وقرر أن ينضم لفريق المسرح بالجامعة، حيث قدّم من خلاله عدداً من المسرحيات التي أكسبته خبرة الوقوف على خشبة المسرح، ثم بدأ الاحتراف من خلال اشتراكه في مسرحية بعنوان "ثورة قرية" من إخراج حسين كمال، والتي تم إنتاجها في العام 1962، وبدأ اسمه يُعلّق بأذهان الجماهير حيث اشتهر بعبارته "معايا العسلية بمليم الوقية".
فتحت هذه المسرحية الطريق أمام عادل إمام، لينضم بعدها لفريق مسرح التلفزيون، ويُشارك النجمين فؤاد المهندس، وشويكار في مسرحيتهما الشهيرة "أنا وهو وهي"، وبعد تألقه بها تعاون معهما أيضاً في مسرحيتهما "أنا فين وإنت فين"، و"حالة حب" ثم جاءت المسرحية الأشهر في تاريخه المسرحي "مدرسة المشاغبين"، التي تعاون خلالها مع النجوم أحمد زكي، سعيد صالح، يونس شلبي، سهير البابلي وغيرهم من النجوم.
وتوالت أعمال الزعيم المسرحية التي كانت تعرض على خشبات المسرح عدة سنوات ومنها "شاهد مشافش حاجة"، "بودي جارد"، "الواد سيد الشغال"، و"الزعيم".
روايات وقصص على المسرح
لم تكن مسرحيات عادل إمام، مجرد أعمال عادية إذ يكمن خلفها العديد من القصص والكواليس، التي يتميز بها دون غيره من بينها أن مسرحياته تُعرض لسنوات طوال، وهو أمر نادر الحدوث، حيث استمر في عرض "بودي غارد" على مسرح الهرم في الفترة ما بين 1999 وحتى العام 2010، كما كان يحرص على قراءة القرآن قبل دقائق من رفع الستار مختلياً بنفسه في غرفته، ويجتمع بفريق العمل ليمزح معهم ويشجعهم على تقديم عمل رائع كل ليلة.
من المواقف المعروفة عن عادل إمام، ورواها الكاتب أيمن الحكيم، في كتابه عنه "الحرفوش.. أيام في حياة عادل إمام"، أنه تلقى نبأ وفاة والده خلال عرضه لإحدى المسرحيات في بيروت، وأبلغته زوجته بالخبر وبالرغم من ذلك أصر على أن يخرج للجمهور ويقدم عرضه المسرحي وقال لفريق العمل: "هذا حزني الشخصي والجمهور لا ذنب له"، ونعى ليلتها والده على خشبة المسرح وأبلغ الجمهور بنبأ وفاته.