ليس من السهل لممثل شاب أن يحجز مكانته أمام عمالقة كبار كسلّوم حداد ونادين خوري وبين نجوم كباسم ياخور وديما قندلفت. الوقفة أمامهم فيها من النجاح بقدر ما فيها من الانتحار إن لم يتقن الممثل الأداء. ولكن فارس ياغي نجح في المغامرة وأبدع في دور حسن النشواتي في مسلسل "العربجي".
استقطب المسلسل الجمهور العربي على الشاشة الصغيرة والمنصات، وبات حديث الساعة وللحديث تتمة مهمة هي فارس ياغي.
فارس الذي أحبه الجمهور في سلسلة "عروس بيروت" بأجزائه الثلاثة عبر شخصية هادي ضاهر، ليس دخيلاً على البيئة الشامية، ولكنه اليوم ترجل فارسأ إلى صدر مضافتها حاجزاً مكانته هناك. هو فارس في مسلسل خاتون وحكمت في وردة شامية، لكنه الفارس حسن في "العربجي".
أكد في هذه التجربة الجديدة أنه يستطيع خوض غمار كل الأدوار، والمميز في دوره الجديد هو إتقانه فن الإقناع. كانت انفعالاته بلا تصنّع وله قدرة أن يرسلها بنظرات عينيه.
كسرت ملامح حسن النشواتي صفو ملامح هادي ضاهر، كان قادراً على أن يعطي كل شخصية ما تستحق من نبرة ونظرة، تصرفاته وطريقة مشيه، ملامح الفرح والحزن، التذمر والغضب، وكأننا أمام ممثلين اثنين لا ممثل واحد.
شخصية حسن النشواتي الهادئة عرّت التجارب الأخرى من شخصيات أداها ممثلون نجوم غلب عليهم طابع المبالغة و"العنتريات"، لكن فارس سيّل الشخصية الجديدة في جدول الحكمة، الرصانة، المنطق والواقع. يسير "المعلم حسن" في هيبة دون أن يفتح سواعده أو يكبّر خطواته ولا أن يستعرض في ملافظ الكلام، بل المعلم حسن شخصية من الحياة والبيئة لا من الخيال. دون أي شك إن وسامته العالية أضافت إلى ما سبق من عوامل كي يأسر المشاهدين أكثر.
مما لاشك فيه، لن يكون العربجي سوى محطة رافعة في مسيرته الفنية كالتي سبقها من أعمال درامية وكوميدية حتى. أعمال جديدة ستفتح الباب لفارس ياغي على مصراعيه كي يكون رقماً صعباً في الدراما العربية من دون أي شك.