أكد المخرج الإيراني ماني حقيقي أنّ بلاده منعته من التوجه إلى بريطانيا لحضور مهرجان لندن السينمائي، بسبب دعمه لحركة الاحتجاج التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، التي وصفها بأنّها "لحظة كبيرة في التاريخ".
قال حقيقي، في رسالة بثّها عبر الفيديو إلى الحاضرين في المهرجان ونشرها معهد الفيلم البريطاني BFI عبر "تويتر"، إنّ "السلطات الإيرانية منعتني من ركوب الطائرة المتّجهة إلى لندن الجمعة".
وأضاف: "لم تُقدِّم لي أيّ تفسير مُرضٍ لهذا الموقف الفظّ".
أثارت وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 أيلول أكبر موجة من التظاهرات في إيران منذ احتجاجات 2019 على ارتفاع أسعار الغاز في الدولة الغنية بالنفط.
واعتقلت شرطة الأخلاق أميني في 13 أيلول في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية خصوصا ارتداء الحجاب.
والاحتجاجات مستمرة على الرغم من توقيف المئات والقمع الدامي الذي مارسته قوات الأمن الإيرانية.
كان من المفترض أن يحضر ماني حقيقي المهرجان لعرض فيلمه الأخير "الطرح"، لكن السلطات الإيرانية "صادرت جواز سفره ولم يتمكّن من المغادرة"، بحسب معهد الفيلم البريطاني.
وأكد المخرج والكاتب والممثل، البالغ من العمر 53 عاماً، في رسالته، أنّ السلطات قامت بذلك بسبب دعمه للمتظاهرين.
وأوضح أنّه "قبل أسبوعين، نشرتُ مقطع فيديو على انستغرام انتقدت فيه القوانين التي تفرض ارتداء الحجاب والقمع الذي يُمارَس على الشباب الذين يتظاهرون ضدها وضد العديد من القضايا الظالمة".
وأضاف: "ربما اعتقدت السلطات أنّه بإبقائي هنا يمكن أن تراقبني عن كثب، ربما لتهديدي وإسكاتي".
واعتبر المخرج، الذي يقول إنّه لا يأسف لإجباره على البقاء في إيران كـ"سجين" في بلده، أنّ "مجرد التحدّث إليكم الآن عبر هذا الفيديو هو أحد أشكال فشل هذه الخطة".
وأضاف: "لا تكفي كلماتي للتعبير عن الفرح والفخر لتمكني من حضور هذه اللحظة العظيمة في التاريخ شخصيًا، وأنا أفضل أن أكون هنا الآن على أن أكون في أي مكان آخر... إذا كان هذا عقاباً على ما فعلته، تابعوا رجاء".